من الحجر إلى السكين.. 34 عاماً على انتفاضة مازالت مشتعلة

الساعة 11:58 ص|08 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

التاريخ يعيد نفسه، فهو الشعب الفلسطيني، الذي انتفض بحجارته قبل 34 عاماً ضد المحتل "الإسرائيلي"، ليعيد الكرة اليوم بعملية طعن بطولية، نفذتها فتاة صغيرة اكتوت بنار المحتل، وأنجبتها عائلة يُهددها هدم منزلها.

فاليوم يحيي الشعب الفلسطيني، ذكرى انتفاضة الحجارة تعود فيها الذاكرة لـ 8 كانون الأول/ ديسمبر 1987، حيث اندلعت الانتفاضة الفلسطينية بعد أن أقدم مستوطن على دهس 4 عمال فلسطينيين، من بلدة جباليا شمال غزة، لتعم المواجهات لاحقاً الضفة والقطاع، وتفجر مواجهة كبيرة استمرت حتى قدوم السلطة الفلسطينية عقب توقيع اتفاقية "أوسلو" في عام 1993.

شهدت الانتفاضة زخماً كبيراً، استخدم فيها الفلسطينيون كل أشكال المقاومة قبل أن تتطور فيما بعد كـ "المتراس"، و"الحجر"، و"الملثم"، و"العلم"، و"الإضراب"، و"المولوتوف".

لتستمر الحكاية بعد 34 عاماً وتبقى الانتفاضة والمقاومة متواصلة، حيث كتبت مراسلة الشؤون الفلسطينية في قناة كان نوريت يوحنان: مرّ اليوم على الانتفاضة الأولى ٣٤ عامًا بالضبط، التي هي بمثابة علامة فارقة في النضال الفلسطيني. هذا الصباح، الذي بدأ بعملية طعن، أثبت أن التقنيات "غير المتطورة" التي بدأت حينذاك (حجارة وغيرها) ما زالت تُمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لـ "إسرائيل".

فمن جهته، أكد الشيخ خضر حبيب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن انتفاضة الحجارة الكبرى التي اندلعت في عام 1987، كانت واحدة من أقوى المحطات الجهادية في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وشدد الشيخ حبيب على أن هذه الانتفاضة كانت تقترب من تحقيق أهداف استراتيجية مهمة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته لولا اتفاق أوسلو الذي كان بمثابة مؤامرة كبيرة على مقاومة وجهاد الشعب الفلسطيني.

وانتقد الشيخ حبيب بشدة التوقيع على اتفاق أوسلو الذي جاء لينهي انتفاضة كبرى ويزرع بذور الانقسام السياسي الخطير في الساحة الفلسطينية.

وقال إن نهج التسوية والتفاوض مع الاحتلال وضع القضية الفلسطينية أمام رهانات خاسرة، وشكل غطاءً لتمدد الاستيطان الاستعماري وسرقة أرضنا وتهويد مقدساتنا في القدس والضفة الغربية. 

ووجه الشيخ خضر حبيب التحية لأرواح الشهداء وللأسرى الأبطال والجرحى البواسل.

فيما اعتبر، الدكتور والقيادي المحرر وليد المزين، أن ذكرى انتفاضة الحجارة ما تزال حاضرة في وجدان شعبنا الفلسطيني الذي يحافظ على إرث الشهداء والأسرى، مشيراً إلى الملاحم البطولية التي يسجلها أبناء شعبنا وكان اَخر عملية الطعن صباح اليوم في الشيخ جراح بالقدس.

وأضاف المزين في مقابلة خاصة، أن هذه العملية تأكيد على مواصلة شعبنا طريق التحرير بكل الوسائل المتاحة، معتبراً أن خيار المقاومة هو خيار الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال.

وختم المزين بقوله، إن شعبنا ما يزال قادر على المواجهة والصمود، داعياً إلى ضرورة أن تكون هذه الذكرى حافزاً للانحياز إلى خيار الشعب ومقاوميه الباسلة.

كلمات دلالية