توثيق عملية اعدام الشاب محمد سلمية تفضح قادة "اسرائيل"

الساعة 03:09 م|05 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

رغم توثيق لحظة إعدام الشاب محمد سلمية، على مقربة من "باب العامود" في مدينة القدس المحتلة، على أيدي اثنين من جنود الاحتلال، إلا أن قادة حكومة "تل أبيب" دافعوا عن تلك الفعلة، مما يؤكد الأوامر التي يتلقاها الجنود الإسرائيليون لتنفيذ عمليات "الإعدام الميداني".

قتل موثق

وظهر في لقطة مصورة تلفزيونيا، الشاب سلمية (25 عاما) من مدينة سلفيت، وهو يتلقى عدة رصاصات من جنود "إسرائيليين" قبل أن يسقط على الأرض مصابا، وقد أظهرت تلك اللقطات الشاب وهو يحرك رأسه وجسده رغم سقوطه جريحا، بعد أن هاجم مستوطن إسرائيلي بآلة حادة.

ودللت حركة الشاب سلمية على أنه كان مصاب إما بجراح متوسطة أو طفيفة في بادئ الأمر، لكن سرعان ما قام جنود الاحتلال باستهدافه بعد ذلك وهو ملقى على الأرض، بعدة طلقات أدت إلى وفاته على الفور، في عملية “إعدام ميدانية” تكررت كثيرا على الحواجز العسكرية، وراح ضحيتها العديد من الفلسطينيين.

وبسبب توثيق عملية الإعدام، كُشف النقاب في "إسرائيل"، عن تحويل الجنديين اللذين ارتكبا الجريمة إلى التحقيق في قسم أفراد الشرطة في وزارة ما تُسمى بـ "العدل الإسرائيلية".

تحقيق شكلي

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن القسم المختص بالتحقيق، إن "التحقيق الذي أجري مع اثنين من أفراد حرس الحدود بخصوص ما حدث في منطقة باب العامود في البلدة القديمة لا يعني التشكيك في تصرفهما خلال الحادث".

وزعم أيضا أنه من واجبه "الحفاظ على تطبيق القوانين، وفي الوقت ذاته الحفاظ على التوازن بين الحاجة الضرورية للدفاع عن حياة البشر من جهة، ومن جهة أخرى السماح لأفراد شرطة الاحتلال بتوفير الحماية بصورة ناجعة دون خوف او وجل للمستوطنين من أي جهة عدائية" بحسب مزاعمه.

وقد داقع قسم التحقيقات عن الجنود القتلة وقال إنهم “يعرضون حياتهم للخطر”، وأن الجندي “يتخذ قراراته عادة في ثوان معدودة في أوج حادث عنيف في حالة طوارئ”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، أعلنا فور وقوع الحادثة، دعمهما للجنديين اللذين أطلقا النار على الشاب سلمية، أو تشكيل خطر على أحد.

وكتب بينيت تغريدة له على حسابه في “تويتر” جاء فيها: “الجندي والجندية، تصرّفوا بشكل سريع وحازم، أنا أطلب مدّهما بالدّعم الكامل، هذا كان المتوقع من جنودنا وهكذا هم فعلوا”، أما لابيد فكتب: “أدعم قوات الأمن وعناصر "حرس الحدود" الذي تصرفوا بسرعة وحزم”.

كما وصف مفتش شرطة الاحتلال الإسرائيلية، أفراده الذين قاموا بإعدام الشاب الفلسطيني بـ”الأبطال”، مؤكدا لعائلاتهم أن “الشرطة ستقدم لهم الدعم القانوني بعد انتهاء التحقيق معهم”، كما قال رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة موشيه ليؤون إنه “يدعم ويشد من أزر قوات الأمن ولا سيما أفراد حرس الحدود الذين تعاملوا مع اعتداء الطعن سريعا وبكل شجاعة”.

تنديد فلسطيني وأممي

لكن الحادثة قوبلت بانتقاد من وزراء آخرين في حكومة بينيت، وقال عيساوي فريج، وزير التعاون الإقليمي المنتمي لحزب “ميرتس” في تغريدة على تويتر: “في مواجهة محاولة قتل، يجب إطلاق النار على المهاجمين لإنقاذ الأرواح، وليس سلبهم الحياة عندما أصبحوا لا يشكلون خطرا”.

وأضاف: “إذا كانت الصورة التي تظهر في مقاطع الفيديو من باب العامود صحيحة، فهي ليست فقط مخالفة لتعليمات الجيش والشرطة، بل هي أيضا فعل يعبر عن عدم اكتراث بحياة شخص كان ينبغي التحقيق معه”.

كما انتقد النائب العربي في “الكنيست” الإسرائيلي أحمد الطيبي عملية الإعدام، وقال إنه ذلك الشاب بالإضافة إلى استهدافه حرم من الرعاية الطبية الأولية رغم أن الطاقم الطبي كان متواجدا في المكان حتى لفظ أنفاسه، وأضاف: “هذا عمل إجرامي يتطلب التحقيق”.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، جريمة قتل الشاب سلمية، وأشارت إلى أن هذه الجريمة “تأتي في سياق التصعيد الاسرائيلي المستمر ضد أبناء شعبنا، وهي استمرار لمسلسل القتل اليومي الذي لا يمكن السكوت عليه”.

واكدت أن قتل الشاب سلمية وهو جريح تعد “جريمة حرب موثقة”، داعية المجتمع الدولي، إلى ضرورة التحرك فورا لوقف جرائم الاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.

كما أدان رئيس حكومة رام الله محمد اشتية جريمة إعدام الشاب سلمية، وقال: “جنود الاحتلال القتلة يمارسون جريمتهم على الهواء مباشرة”، ودعا المحكمة الجنائية الدولية لإضافة هذه الجريمة إلى ملف الجرائم الإسرائيلية البشعة.

من جهته قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم “إن إعدام جيش الاحتلال مواطنا فلسطينيا في مدينة القدس المحتلة، جريمة مكتملة الأركان”، مؤكدا أن إجهاز الاحتلال على شاب فلسطيني جريح ينزف دماً، ولا يشكّل أيّ خطر عليهم يعد “انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية الإنسانية”، وقال: “الاحتلال يتصرَّف ككيانٍ مارقٍ فوق القانون والقرارات والمواثيق الدولية، وذلك بسبب عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أيّ إجراءات عملية لكبح جماحه عن الاستمرار في جرائمه وعدوانه ضد أرضنا وشعبنا، والعمل على محاكمة قادة جيشه وجنوده كمجرمي حرب”.

بدوره أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أ. طارق عزالدين، أمس سبت، أن إعدام الشاب الفلسطيني محمد شوكت سليمة (25 عامآ) من سلفيت في القدس المحتلة بدم بارد، هو استمرار لمسلسل الإجرام الصهيوني بحق أبناء شعبنا الصابر، من أجل إرهابه وردعه، مشددًا على ان شعبنا لن ينكسر وسيبقى متمسكاً بأرضه وحقه المشروع في المقاومة حتى التحرير.

وقال عز الدين في تصريح صحفي: "إن ما جرى في القدس المحتلة، جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، تضاف إلى سجله الأسود، مما يستوجب الثورة عليه من كل مكونات شعبنا".

كما واكد عز الدين، أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يمكن ردعه إلا من خلال تفعيل المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.

وطالب عزالدين أبناء شعبنا بكل فصائله المقاومة، بأخذ دورهم الفاعل في التصدي لقوات الاحتلال، ودفع ثمن اعتداءاتهم وإجرامهم، ليعلم أن الدم الفلسطيني لن يضيع هدراً.

كلمات دلالية