بعد إراقة الدماء داخل حرماتها.. جامعات الضفة "على المحك" بحثاً عن ملاذ آمن أم حرفاً لبوصلتها

الساعة 11:33 ص|05 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

مقتل شاب وسط حرم الجامعة الأمريكية بجنين ، كان كالصاعقة والخبر المزلزل على الشارع الفلسطيني المقاوم الذي تعود دائماً أن تسطر صفحاته بأسماء الشهداء ، وليس باسم شاب أُزهقت روحه بسبب المناكفات أو الخلافات الداخلية لتصبح الجامعات في الضفة محطةً للخلافات العقيمة بعيداً عن ما تمر به الضفة من مواجهات مع المحتل، وتبقى أصابع الاتهام مشرعة بأن هناك من يحاول تغيير مسار ما يجري في الضفة من مواجهات واشتباكات مع المحتل، إلى خلافات داخلية ، أو محاولة للخروج من تسلط الإطار الواحد، بعيداً عن النزاهة.

وكانت الجامعة الامريكية بجنين أعلنت عن مقتل طالب وإصابة ثلاثة آخرين في شجار على مدخل الجامعة العربية الأمريكية في جنين.

وقالت مصادر محلية أن الضحية هو الطالب مهران خليلية من بلدة جبع قضاء جنين، وقد أعلنت الجامعة عن تعليق الدوام في الجامعة بعد الشجار.

وقالت الجامعة في بيانها، إنه "لضمان سلامة الطلبة أعلنت الجامعة عن تعليق الدوام اليوم السبت مع إخلاء حرم جنين من الطلبة، وأعلنت عن تجميد الكتل الطلابية وأنشطتها داخل الجامعة".

وأكدت، أنها تتابع "بمسؤولية عالية تداعيات هذا الحدث"، ودعت إلى ضرورة ضبط النفس، وضرورة تقصي الحقائق من مصادرها، رافضة أي شكل من أشكال العنف داخل أو في محيط حرمها الجامعي، وداعية الأجهزة الأمنية إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها من خلال التواجد المستمر لقوى الأمن في المنطقة، وهذا ما طالبت به إدارة الجامعة مراراً وتكراراً.

تعليق الانشطة الطلابية 

الجامعة الأمريكية ليست الأولى، بل سبقتها قبل عدة أيام جامعة بيرزيت التي وجدت إدارتها تعليق الدوام الوجاهي أحد الحلول للخلافات القائمة بين الأطر الطلابية ، بعد عجزها عن إيجاد حلول جذرية.

جامعة "بيرزيت" قررت مساء الجمعة وخلال بيان لها، إلغاء التعليم الوجاهي وعدم ممارسة أيَّة أنشطة للطلبة داخل الحرم الجامعي بسبب الإشكاليات التي وقعت خارج أسوار الجامعة وما تبعها من تراشق على صفحات التواصل الاجتماعي.

واستنكرت إدارة الجامعة في بيان لها "اللجوء للعنف والتراشق على صفحات التواصل الاجتماعي"، داعية للالتزام بالأنظمة والقوانين، واحترام التنوع والحق في التعبير دون تهجم أو إساءة".

وأكّدت الجامعة بأن التجاوزات "سيتم التعامل معها بما يتطلبه الأمر من جدية ومسؤولية، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطلبة والعملية التعليمية داخل الحرم الجامعي.

أحد مسؤولي الأطر الطلابية بأحد جامعات الضفة "تم التحفظ على اسمه " خشية تعرضه لملاحقة من أجهزة أمن السلطة أو الاحتلال قال" إن ما يحدث في جامعات الضفة حالياً يعود إلى تراجع في المفاهيم الوطنية والقيم العليا ، ومحاولة زرع مفاهيم وأولويات بعيداً عن ما يجري في الضفة والقدس وغزة .

استقواء أحد الكتل يلخص المشهد

وقال المسؤول خلال تصريحات خاصة "لفلسطين اليوم" إن التعقيب الوحيد الذي يمكن أن يلخص حالة الجامعات في الضفة، هو استقواء كتلة طلابية واحدة بعد أخذها للضوء الأخضر من الأجهزة الامنية في الضفة لاستخدام العنف بأي شكل كان لقمع باقي الأطر الطلابية

وبّين أن هناك العديد من الأشخاص في الأطر الطلابية تحافظ على مقاعدها منذ 15 عاماً ، وأكبر مثال على ذلك ممثل لأحد الاطر الطلابية بجامعة النجاح الذي يتواجد في منصبه منذ 15 عاماً ، وقد تخرج وتزوج وأنجب ، وهو لازال في منصبه أو "وظيفته الأمنية "

وأوضح أن العمل الطلابي أصبح في تدهور ، بعد أن تم تقييد وتغييب الأطر الطلابية الإسلامية وملاحقتها من أجهزة أمن السلطة تارة ومن الاحتلال "الاسرائيلي" تارة أخرى  ، مبيناً أن الاحتلال "الاسرائيلي" شن الأسبوع الماضي حملة اعتقالات في نابلس طالت عدداً من نشطاء الرابطة الاسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الاسلامي من جامعة النجاح.

وأكد أن هناك محاولات لإضعاف دور الأطر الطلابية ،و إبعادهم عن القضايا الأساسية في المجتمع وخاصة ما يخص الاحتلال "الإسرائيلي"، معتبراً  أن الهدف الأساسي الذي يسوق له البحث عن تلبية أمور جانبية ترفيهية ، والبعد السياسي .

هكذا تُدار الازمة

ومن جانبه قدم عرفات عبد الله أبو زايد في مقالة له تحت عنوان "نصيحة وتجربة عملية لقيادة العمل الطلابي بالضفة المحتلة" نصيحة لإخواني ورفاقي قيادة العمل الطلابي بجامعات الضفة المحتلة، نعلم بأن الاحتلال قام بتقسيم المحافظات لديكم وهو ما يمنع تشكيل تنسيقية وجسم طلابي على مستوى محافظات الضفة ككل.

وتابع بإمكانكم الاستفادة من تجربة سكرتاريا الأطر الطلابية في غزة التي انطلقت من رحم التحديات والتهديدات واستطاعت أن تتجاوز أكثر المحطات تعقيداً في تاريخ الجامعات بغزة، ولديكم الآن فرصة سانحة للاستفادة من هذه التجربة من خلال تشكيل تنسيقية في كل محافظة، وإن لم تتمكنوا فيمكن ذلك في كل جامعة وكلية، بحيث يرتكز هدفكم العام تجاه تجنيب الجامعات كافة المناكفات والتجاذبات العشائرية والقبلية والسياسية، وتتكاتفوا فيما بينكم وترفضوا الاعتقال السياسي داخل الجامعات بل تمنعوه بصدوركم وأجسادكم.

وأوضح "يمكن أن تتفقوا على وثيقة شرف تكون هي العقد الأساسي في آلية التعامل بينكم وتحدد ما لكم وما عليكم .. فلا تسمحوا أن تستمر إراقة الدماء والبلطجة داخل الحرم الجامعي، فالجامعات منارات وطنية يجب الحفاظ عليها، والعمل الطلابي هو أسمى وأنبل من أن يُسجل عليه السكوت والخضوع للأمر الواقع، عليكم كقيادة للعمل الطلابي أن تمارسوا دوركم الفعال في توجيه الوعي لدى جموع الطلبة.. "المثقف أول من يقاوم وأخر من ينكسر والمطلوب منه أن لا ينكسر"، هذا ما نريده عمل طلابي يتبنى هذا الهدف ويسعى لتحقيقه".

كلمات دلالية