"اتفاق "اسرائيل" يقلب الطاولة ويضع الحكومة الاردنية في موقف حرج دون تبرير

الساعة 10:12 ص|05 ديسمبر 2021

فلسطين اليوم

في ظل فشل الحكومة الاردنية بإيجاد مبرر لتقاربها مع "إسرائيل" وجدت نفسها في موقف بالغ الحرج أمام الشعب  الثائر والمنتفض في وجه التطبيع جملة وتفصيلا وقديما وحديثا الذي لا زال يردد شعاره ” الشعب يريد اسقاط التطبيع”.

وللجمعة الثانية على التوالي ، واصل آلاف الأردنيين في مختلف محافظات ومخيمات ومدن المملكة  مظاهراتهم الغاضبة ضد اتفاقيات التطبيع التي يوقعها الأردن مع الكيان الصهيوني ،وعلى رأسها الاتفاقية التي وقت مؤخراً برعاية أمريكية وتمويل امارتي بين الاردن واسرائيل تحت عنوان ” الكهرباء مقابل الماء”.

 وعقب صلاة الظهر ، انطلقت مسيرة مركزية نظمها التحالف الوطني من أجل اسقاط صفقة القرن، وحملة “غاز العدو احتلال”، بمشاركة الحراكات الشعبية والشبابية، من أمام المسجد الحسيني، وصولا إلى ساحة النخيل وسط تواجد أمني مشدد بالعاصمة عمان، وذلك  احتجاجاً على اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع العدو الصهيوني  ولممارسة الضغط على الحكومة لإبطال الاتفاقية، وكذلك اتفاقيتي السلام (وادي عربة )واتفاقية الغاز.

وهتف المتظاهرون “رهنونا للكيان وبكرا بيحتلوا عمان”، و”ماء العدو مذلة”، وغاز العدو مذلة احنا الشباب الأحرار.. بنحمي البلد من التجار.. والمطبع والسمسار” كما نددوا بـ”التطبيع”، معتبرين أنه “خيانة.

وطالب المحتجون وغالبيتهم بنكهات”يسارية” بوقف جميع اشكال التطبيع ، ومحاسبة جميع القائمين على توقيع الاتفاقيات كونها تضع جميع مقدرات البلد واقتصاده وقراره السياسي رهينه بيد المحتل.

وعلى صعيد متصل ، نظمت الحركة الإسلامية في مخيم البقعة” أكبر مخيمات اللاجئين ” ، وعين الباشا، مسيرة جماهيرية حاشدة، جابت شوراع وازقة المخيم  ، احتجاجاً على توقيع اتفاقية النوايا بين الجانبين الأردني والصهيوني وتأكيداً على موقفهم الرافض والمندد للتطبيع .

وأكد المشاركون في المسيرة على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير فلسطين ودحر الاحتلال، وان للمقاومة عدة أشكال من  بينها مقاومة التطبيع ، مشيرين في السياق ذاته إلى أن هذه الاتفاقية عدوان على الأردن وظلم لدماء الشهداء ولا يمكن القبول بها “.

وانتفضت حناجر المحتجين على التطبيع بـالهتافات الحماسية: ” وصل صوتك لفلسطين.. شعبي راجع بالملايين، بلّغ بلّغ تل أبيب.. اطلع منها يا غريب، لا سفارة ولا سفير.. اطلع برا يا خنزير”، ماء العدو مذلة وغاز العدو مذلة “.

ويشهد الأردن احتجاجات، منذ الاعلان عن توقيع الاتفاقية الجديدة، فقد خرج الشعب الغاضب إلى شوارع استجابة لدعوات القوى الحزبية والنقابية ، لاسقاط اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني ولتعلن تضامنها مع الفلسطينيين،  كما أن حالة الغضب ، بدت جلية في أوساط الناشطين الاردنيين، على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بث منشورات التي تدين التطبيع بكافة أشكاله.

 إلى ذلك ،يبدو ان المؤشر في تلك الاحتجاجات  تؤكد في  مجملها ،على اتساع  فجوة ما، بين ما تقوم به الحكومات المطبعة على مر العقود والرأي العام الداخلي وموقفه الثابت في البلاد على انه دائماً  يرفض التطبيع.

وعلى اثر ذلك قدر مراقبون ، ان صانع القرار في الاردن يتجه لاتخاذ خطوات دراماتيكية، بإعادة النظر في  الاتفاقية والغائها في محاولة لاحتواء الازمة وحالة الغليان التي لا تهدأ ولأبعاد سياسية اخرى لم يكشف النقاب عنها بعد.

وتقضي بنود الاتفاق بأن تقوم الأردن بتزويد إسرائيل بـ600 ميغاوات من الكهرباء عبر مزرعة طاقة شمسية كهروضوئية في صحراء الأردن الجنوبية.

في المقابل، تزود إسرائيل الأردن بـ200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة عبر محطة خاصة على البحر المتوسط.

 

كلمات دلالية