خبر مصدر سوري: المصالحات العربية لن تنعكس على علاقات دمشق مع طهران

الساعة 05:29 ص|11 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

أكد مصدر سوري واسع الاطلاع لـ 'القدس العربي' أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأخيرة إلى طهران تأتي استناداً إلى عاملي الأمن والمصالح السياسية المتلاحقة وأن تلك العلاقة باتت جزءاً أساسياً من مكونات القدرة السياسية لطهران ودمشق معاً، وأنها تجاوزت في بعدها وعمقها المصالح الآنية أو المؤقتة.

 

وحول إمكانية أن تشكل المصالحات العربية التي جرت مؤخراً حرجاً لدمشق في علاقتها مع طهران استبعد المصدر وجود أي شكل من أشكال الحَرج السوري في العلاقة مع إيران، معتبراً أن دمشق تبني سياساتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية استناداً إلى مصالحها الإستراتيجية والأمنية، ولكن آخذة بعين الاعتبار المصلحة العربية عموماً وما تقتضيه تلك المصلحة. واعتبر أن دمشق الآن هي أكثر 'ارتياحاً' في علاقتها بطهران من أي وقت مضى وأن المصالحات العربية لا يمكن أن تنعكس على مستوى علاقات إيران بسورية، لافتاً إلى كلام وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحافي مع نظيره الإيراني حول 'استراتيجية' العلاقات مع إيران، وجدد المصدر رفضه اعتبار إيران خطراً إقليمياً يتهدد بعض الدول العربية، ورأى أن العلاقة معها تعني مزيداً من القوة السياسية على الأرض وترفع رصيد الأوراق العربية في مختلف القضايا.

 

وأكد المصدر أن الملف اللبناني كان أحد الملفات المطروحة على طاولة البحث بين وزير الخارجية السوري والمسؤولين الإيرانيين، مستبعداً أن تكون زيارة المعلم لطهران بغرض بحث قيام سورية بدور وساطة بين طهران والغرب، مؤكداً أن هذا الأمر غير قائم في 'الوقت الحالي' على الأقل، دون أن يستبعد قيام سورية بتك الوساطة إذا رغبت الأطراف المعنية بذلك.

 

ولفت المصدر إلى أن حديث الرئيس نجاد يأتي في وقت يطلب فيه الغرب ود إيران ويغازلها سياسياً ويسعى جاهداً لمجرد الحوار معها بعيداً عن مؤشرات الضغط التي كانت تُستخدَم حتى وقت قريب مع تراجعٍ لافت وانتفاءٍ للهجة التهديد بالعقوبات، ودون أن يرتفع الصوت الأمريكي مع كل خطوة نووية إيرانية كما كان يحدث سابقاً، وبالمقابل ـ والكلام للمصدر السوري ـ تأخذ سورية تموضعها السياسي على الساحة الإقليمية الآن بالشكل الذي ترغبه وتحدده هي، وعلى نحو متواز مع انعطاف أمريكي واضح وإيجابي 'للغاية' تجاهها، انعطافٌ استحصلته سورية بنفسها ودون خسائر سياسية حسب وصف المصدر.

 

ونفى المصدر إمكانية أن تدخل واشنطن على خط العلاقات بين طهران ودمشق بغرض التأثير فيه وذلك ليقين واشنطن باستحالة تحقق هذا الأمر سواء بالاستدارة الأمريكية نحو دمشق أو استدارتها نحو طهران، وفي كلا الحالتين ستكون النتيجة سلبية حسب قول المصدر، وأضاف أن المعادلة التي تراهن عليها بعض مؤسسات القرار ـ دون أن يحدد تلك المؤسسات ـ والقائلة بأنه كلما اقتربت واشنطن من إحدى العاصمتين خطوة، ابتعدت تلك العاصمة عن 'صديقتها' خطوة، هي معادلة خاطئة وغير ممكنة التحقق، ولفت المصدر إلى أنه سبق لواشنطن أن حاولت العمل في هذا الاتجاه من خلال ترغيب دمشق بحزمة مغريات لفك العلاقة مع إيران لكنها لم تنجح.

 

وختم المصدر بالقول 'من المسلم به أن العلاقات السورية ـ الإيرانية لا ترتبط فقط بجملة الأحداث والملفات التي برزت في السنوات الأخيرة بل تستند إلى عنصر الاستراتيجيا غير المتأثر بانفكاكات بعض الملفات السياسية أو تغير معطياتها'.