خبر الأسير المحرر « منصور »: معايير المقاومة تلائم أكثر من 20 أسيرا من عرب48

الساعة 08:24 ص|10 ابريل 2009

 فلسطين اليوم-عرب48

يقبعون خلف القضبان، منهم من قضى ثلاثة أرباع عمره ومنهم من قضى نصفه ومنهم من دخل للتو. هم أسرى حرية، وهم وقودها وهم نبراسها الذي تستنير به الجماهير إذ يصخب الدم في عروقها فتخرج في مظاهرات تتحدى فيها المحتل ولا تهاب الموت أسوة بهؤلاء.

 

تدرك إسرائيل، لا شك، مدى أهمية أسرى الحرية لأبناء الشعب الفلسطيني وللأمة العربية بوجه عام، وهي تدرك، أيضا، مدى العلاقة المطّردة بين ما يجري على الأسرى من ممارسات قمعية وغير إنسانية مخالفة للقوانين الدولية وبين ارتفاع ميزان الحرارة في صفوف الناس أو انخفاضه.. فكلما تشدّدت مؤسستها المسماة «مصلحة السجون» في التضييق عليهم، كلما زاد الغليان والنقمة لدى الأهل، جميع الأهل، وكلنا أهل، فلا تهدأ الجماهير طالما بقي منهم أسير خلف البوابات الثقيلة والأسيجة الشائكة..

 

يصادف في يوم الجمعة المقبل، 17 الجاري، يوم الأسير الفلسطيني. وبهذه المناسبة التقت صحيفة «فصل المقال» التي تصدر في الناصرة الأسير المحرر في اتفاقية تبادل الأسرى من العام 1985، ألأخ منير منصور، وأجرت معه اللقاء التالي:

 

«يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية 11 ألفا غالبيتهم العظمى، بطبيعة الحال هم من الفلسطينيين"، يقول منير ردا على سؤال، ويزيد، إن حالة الأسرى «تزداد سوءا وهناك محاولة من المؤسسة لمحو الإنجازات المهمة التي حققها الأسرى بالجهد والنضال والحجة والتضحيات الكثيرة التي قدموها لتحقيق هذه الإنجازات، مثل دخول الزنازين أو أي عقاب آخر قاس في العادة تنزله مصلحة السجون بكل من يحاول رفع رأسه ولا يعلن سمعه وطاعته».

 

ويعطي أمثلة فيقول: كانت الزيارة إلى السجين تستغرق 45 دقيقة وتجري مرة كل أسبوعين، فخفضتها مصلحة السجون إلى 20 دقيقة وإلى زيارة واحدة كل شهر. وكانت هنالك إمكانية لأن يستقبل الأسير ابنه أو ابنته من دون حاجز، لكنهم منعوا هذا أيضا».

 

وسألنا منصور، بعد إغلاق «جمعية أنصار السجين» بقرار الشرطة الإسرائيلية، «ما هي إسهاماتكم في نصرة الأسرى؟

 

قال منصور: «لا شك أن إغلاق مكتب الجمعية قد أثر على الأسرى كثيرا ولدي رسائل بهذا الخصوص من الأسرى تؤكد ما أقوله. لكنّ لنا، برغم ذلك، إسهامنا المتواضع ونشاطنا الذي نقوم به بشكل مختلف وبآلية مختلفة. ونؤكد أن التزامنا بموضوع الأسرى ليس مرتبطا بوجود جمعية أو مكتب لها أو عدمه. إنه التزام وطني وأخلاقي له أبعاد إنسانية أيضا. لذلك، نحن لن نعدم الوسيلة للتواصل مع الأسرى ومع ذويهم، والعمل على تحسين ظروفهم ومتابعة قضاياهم بقدر الإمكانيات المتاحة طبعا».

 

وزاد منصور، «إننا نراقب باهتمام كل ما يحصل داخل السجون المختلفة، ولنا قنواتنا لمعرفة ما يجري بدقة متناهية، ونحن نتابع كثيرا من القضايا العلاجية للأسرى، خصوصا ما يتعلق بالأسنان للعشرات منهم. ونحن نتابع ملفات وشكاوى الأسرى مما يجري عليهم من محاكم ما يسمى «محكمة الطاعة» وهي محكمة تابعة لمصلحة السجون ذاتها، كذلك في المحاكم العادية، ويتابع محامونا ملفات القضايا الإدارية ويرافعون عن العديد من الأسرى في المحاكم العسكرية، كما يرافع محامونا عن بعض المعتقلين الجدد أمام المحاكم الإسرائيلية».

 

«هناك مساعدات أخرى عينية نقوم بتقديمها للأسرى عبر المؤسسات المعنية، وهي المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية، حيث تمر هذه المساعدات عبر «أنصار السجين». هنالك تواصل مع الأسرى، وهناك فعاليات تضامنية معهم»..

 

وبهذه المناسبة، يؤكد منصور أنه «في يوم 18/04 وفي الساعة الرابعة بعد الظهر، سيجري حفل تأبين للشاعر والكاتب المحرر المرحوم داوود تركي، وهذا يتزامن مع يوم الأسير الذي يصادف يوم 17 من الشهر الجاري، «حيث سيكون تأبين المرحوم تركي الحدث المركزي في يوم الأسير، ونأمل أن تلبي جماهير شعبنا نداء الواجب وتحضر بحشودها إلى هذا اليوم التضامني مع أسرانا أعزائنا»..

 

يذكر أن يوم الأسير العربي يصادف يوم 22 من الشهر الجاري.

 

ويؤكد منصور، كذلك، أن منظمة حماس، في مفاوضاتها مع الإسرائيليين حول صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الأسير غلعاد شاليط، إنما تصرّ على تحرير أسرى فلسطينيين من جميع الإنتماءات، إسلاميين وعلمانيين وفتحاويين ومن حماس والشعبية والديمقراطية ومن كل المناطق الجغرافية، آخذة بعين الإعتبار مدة محكومية الاسير وكم أمضى منها، وسنّه ووضعه الصحي، وهي تولي أهمية خاصة لتحرير صغار السن من الفتيان وكذلك النساء والفتيات الفلسطينيات.

 

ويؤكد منصور اعتزازه بموقف حماس الثابت الذي لا يميز بين هذا الأسير أو ذاك، كما أنه يقدر لها أنّ مفاوضيها لم يتنازلوا قيد أنملة عن مطالبهم، مؤكدا على أن المعايير التي تعتمدها حماس تلائم أكثر من 20 أسيرا من عرب الـ 48.

 

وبهذا السياق، يفند منصور الإدعاء بأن عرب ما يسمى الداخل منسيون لدى المفاوض الفلسطيني، حيث يذكّر باتفاق التبادل في العام 1983 «الذي جرى بين حركة فتح والإسرائيلي والذي تم بموجبه إغلاق معسكر «أنصار» في جنوب لبنان وإطلاق سراح ستة أسرى من عرب الـ 48 من بينهم فوزي النمر. كما تمّ تحرير 39 من أسرى الداخل وذلك يوم 20/05/85 من بينهم «محدّثك»، أنا منير منصور. ليس هذا فقط، بل إن الطرف الفلسطيني المفاوض، ألجبهة الشعبية، القيادة العامة – أحمد جبريل - قد أصر على أن نحرّر وأن نعود إلى أماكن سكنانا».

 

ويختم منصور برسالة إلى الأسرى، تقول «إن يوم الحرية والإستقلال لقريب، حتى في هذا الوضع المتردي على الساحة الفلسطينية والعربية، فهناك من يعمل لأجل تحريركم، وهناك من يحرّك قضيتكم، وهناك من هو ملتزم بقضيتكم وهي شغله الشاغل، ولن ننكث بعهدنا معكم، وسنطرح قضيتكم في جميع المحافل، إلى أن يتم تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني».