"عملية القدس".. رسالة "فلسطينية حية" أربكت المنظومة الأمنية الهشة للاحتلال

الساعة 02:49 م|21 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

"تغول وتنكيل واعتقال وضرب وقتل وتهجير وهدم للبيوت"، هي إجراءات يومية تمارسها آلة البطش والعنصرية "الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة ومدينة القدس بشكل خاص.

فمواصلة ممارسة الاحتلال وأجهزته الامنية بحق الفلسطينيين، ظن بها احكام القبضة الامنية على الفلسطيني والمقدسي وكبح جماحه وتقيد فعله والتزامه الصمت، أمام سياساته التنكيلية  لتزيف وتغيير معالم المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.

ليأتيه الرد مسرعاً بـ"العمليات الفردية الغير المنظمة"، محدثه إرباكا وعجزا كبيراً لدي أجهزته الامنية التي طالما تغنت بالتصدي لها ، ولتؤكد أن الفلسطيني متمسك بأرضه ومقاومته للدفاع عنها.

ووقعت صباح اليوم الأحد، عملية إطلاق نار نفذها الشهيد الشيخ فادي محمود أبو شخيدم "42 عاماً" عند باب السلسلة بالقدس المحتلة ،  أدت لمقتل مستوطن 35 عاماً وإصابة 4 أخرين من عناصر حرس الحدود "الاسرائيلية"، وصفت إصابة اثنين منهما بالخطيرة .

     ردة فعل 

المحلل والمختص بالشأن الصهيوني رامي أبو زبيدة، رأى أن عملية "القدس" جاءت كردة فعل طبيعية على ما تمارسه قوات الاحتلال "الاسرائيلي"؛ من عمليات بطش وتنكيل بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وبحق المقدسات والأراضي الفلسطينية.

وأكد أبو زبيدة خلال حديث لـ" فلسطين اليوم"، أن استمرار الاحتلال في تغوله على المقدسات وطرد السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وهدم العقارات وغيرها من ممارسات الاحتلال الاستيطانية، دفعت وستدفع بالمزيد من الشباب الفلسطيني للقيام بدوره وواجبه في مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية.

وتوقع المختص زبيدة، أن الفلسطيني لن يقف مكتوفي الأيدي أمام تغول الاحتلال على الأرض والمقدسات والمواطنين الفلسطينيين، موضحاً بأن الميزة الجديدة لعملية القدس اليوم؛ هي درجة الجرأة والتحدي لدى منفذها فادي أبو شخيدم ، فهي حتى الآن تشكل أوج تلك الجرأة، تخطيطها ناجح ومحكم لأنها تتلافي رقابة أمن الاحتلال بالكتمان والسرية والاحتياطات الأمنية الفعّالة والكفاءة القتالية وهو ما أحدث إرباكا لدى العدو.

وبشأن دلالات العملية على الساحة الفلسطينية، رأى المختص أبو زبيدة أن العملية سجلت نصراً عسكرياً وميدانياً على العدو الصهيوني ليس فقط باستهداف مكان محصن بل بقدرة المجاهد فادي على الوصول إلى عمق هذا الموقع مسلحاً واصابة أهدافه بدقة وبسرعة فائقة، فاجأت العدو وفاقت كلّ توقعاته وأفشلت احتياطاته الأمنية الكبيرة.

وأضاف:" أن العملية البطولية أثبتت فشل سياسة القبضة الأمنية وردع شعبنا ووقف بطولات رجال الضفة والقدس وأنها جاءت بتوقيت رباني للقول للجميع أن هناك احتلال مازال قائماً على هذه الأرض وأن محاولات البعض التطبيع مع هذا العدو ودمجه ستبوء بالفشل. .

وأوضح أن العملية كشفت إخفاقا أمنيا لـ"إسرائيل"، حيث أن منفذ العملية متزوج وفاق عمره تصنيفات العدو لمنفذي العمليات بأنهم من صغار السن ليس لهم هدف بالحياة ليأتي الشهيد فادي أبو شخيدم ليقلب تقديرات الاحتلال.

رسالة حية

وأكد المختص بالشأن الصهيوني، أن عملية القدس هي رسالة أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستظل حيّة ومتقدة طالما تواجد هذا المحتل على أرض فلسطين، وأن تصاعد انتهاكات الاحتلال وعــدوانه سيدفع نحو المزيد من أعمال الـمـقاومة الرافضة لكل تلك الممارسات العــدوانية.

وبين أن تصاعد عمليات "المقاومة الفردية"، في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، شكل رقماً صعباً وهاجساً مخيفاً لدى القادة الصهاينة، حيث فشل الاحتلال في توقعها أو الحد منها نظرا لعدم اتخاذها الطابع المنظم والهرمي في تشكيل الخلايا سواء اجتماعات أو تنسيق وخلافه والتي من الممكن إحباطها.

ويضيف المختص أبو زبيدة:" الشهيد فادي أبو شخيدم حدد هدفه وقرر أن يثأر من الاحتلال وجرائمه في تدنيس الأقصى وتهويد الضفة المحتلة، فاجأ الاحتلال باستهداف جنوده ومستوطنيه بما أمكنه من إمكانات بسيطة، فادي ضرب العدو من حيث لا يحتسب أو يتوقع فلم يكن بالإمكان رصد خطته البعيدة عن كل وسائل التكنولوجيا أو العمل المنظم أو حتى التنبؤ بسلوكه الآتي على حين غرّة من ثغرة أمنية تمنحهم فرصةً للنجاح وامتلاك زمام المفاجأة".

مزيد من العمليات

بدوره أكد المحلل والكاتب السياسي مصطفي الصواف، أن عملية القدس رسالة مفادها أن المقاومة هي قانون التعامل مع المحتل ، وهي تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل ، وأيضا رد على بريطانيا والاحتلال أن مقاومة المحتل ليس إرهاب.

وأوضح الصواف لـ"فلسطين اليوم"، أن الدوافع لهذه العملية  تثبت أن طريق المقاومة ورجال القدس والضفة لن يسكتوا على جرائم الاحتلال اليومية بحق المدينة المقدسة والفلسطيني بشكل عام.

وبشأن إجراءات الاحتلال المتوقعة بعد العملية على المدينة المقدسة، أكد أن الاحتلال لن يفعل أكثر مما يفعله من إرهاب وقتل واعتقال، سواء في القدس أو الضفة المحتلة، لافتا إلى أن الاحتلال سيزيد من التعاون الأمني مع السلطة، ربما يسمح فيه لأجهزته التغلغل في صفوف المواطنين للكشف عمن يفكر مجرد التفكير في المقاومة.

وتوقع المحلل أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من العمليات، كرد طبيعي على ما يفعله الاحتلال بأهل القدس والضفة.

 

 

 

كلمات دلالية