وسط اعتداءات الاحتلال و"مستوطنيه"

مدرّسات وأهالي اللبن الشرقية يصرون على حماية أبنائهم

الساعة 09:02 م|18 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

في صباح يوم الثلاثاء الماضي تنبهت الهيئة التدريسية في مدرسة بنات اللبن الثانوية، لوجود شخص غريب في محيط المدرسة الساعة السابعة والنصف صباحًا، وبعد مضي نحو نصف ساعة توجهت مديرة المدرسة وبضع معلمات لمعرفة الشخص الذي يتجول بكاميرا تلفونه حول المدرسة، ليتفاجأن بأنه مستوطن مسلّح!

قامت الهيئة التدريسية بطرد المستوطن من محيط المدرسة، في الوقت الذي كان فيه عدد كبير من جنود الاحتلال يمنعون طلبة مدرسة اللبن الثانوية من الوصول لمدرستهم عبر الشارع الرئيسي، وسط ملاحقة ومطاردة من قبل الجنود للطلبة في سهول القرية، وإصابة العشرات منهم بالاختناق نتيجة إلقاء قنابل الغاز تجاههم.

الأمر ذاته حصل صباح يوم الأربعاء الماضي، أيضاً تفاجأت الهيئة التدريسية مرة أخرى بوجود ذات المستوطن، وفي هذه المرة أحضر معه مستوطنا متطرفا آخر، ما استدعى تدخل كافة الهيئة التدريسية والمجلس القروي والأهالي لطردهما.

من جانبهم جنود الاحتلال هرعوا لنجدة المستوطنين وحمايتهما، وقاموا بالاعتداء على إحدى طالبات الصف السابع لحملها علما صغيرا لفلسطين! أحد الجنود ضربها بكعب بندقيته على كتفها ما أصابها بكدمات ورضوض استدعت نقلها لمستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، ثم استكمل الأهالي والمعلمون والمجلس القروي حماية الطلبة الذكور الذين كانوا أيضًا في ذات الوقت يتعرضون للملاحقة وإعاقة يومهم الدراسي، حيث وقعت مواجهات مع الطلبة.

وفي صباح اليوم، الخميس، عاد المستوطن المتطرف برفقة أربعة من المستوطنين المسلحين، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال على مدخل قرية اللبن الشرقية وبوابة مدرسة بنات اللبن الشرقية الثانوية، قبل أن تتصدى لهم المدرّسات، اللواتي اضطررن لوقف الحصص الدراسية حتى مغادرة المستوطنين وجيش الاحتلال.

بدوهم قام الأهالي وردًا على هذه الممارسات القذرة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، بإغلاق الشارع الرئيسي ومنعوا الحركة فيه، الأمر الذي استفز جنود الاحتلال الذين حاولوا فتح الطريق بكل الطرق، فيما قام مستوطنون بالتعرض لمركبات فلسطينية متوقفة.

كما رفض الأهالي فتح الطريق حتى يتم إخلاء المستوطنين من محيط مدرسة البنات، وهو ما حصل في نهاية الأمر، بإصرار وقوة المدرّسات والأهالي والطلبة الذين توافدوا لمساندتهم.

ويُشار إلى  مدرسة البنات ومدرسة الذكور، بنيتا عام 1944 أي أنهما أكبر من الاحتلال بـ4 أعوام، وتقعان على الشارع الرئيسي الواصل بين نابلس ورام الله، وتتعرضان منذ الانتفاضة الأولى 1987 لمضايقات واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين، أي أكثر من 34 عامًا والدراسة فيهما تتم تحت ضغط نفسي كبير، وترهيب وتخويف.

بخصوص مدرسة الذكور، هي مختلطة مع القرية المجاورة، الساوية لكن الأمور هناك هادئة طوال العام الدراسي. بينما يقوم جنود مشاة يوميًا بالوصول إلى مدخل اللبن الشرقية في تمام السادسة والنصف والمشي بين الطلبة واستفزازهم بحجة حماية سيارات المستوطنين من إلقاء الحجارة.

ويحاول الاحتلال إجبار طلبة اللبن الشرقية على سلوك طريق فرعية وعرة وطويلة وتصل لمسافة 3 كم، عدا أنها غير معبدة، الأمر الذي يرفضه الطلبة والأهالي.

ويدافع الأهالي في كل مرة عن أبنائهم وبناتهم، وبقوة، ولا يسمحون بتاتا بالمس بأي طالب أو طالبة، وكثيرا ما تكون الصحافة غائبة عن المشهد، لكن بشكل عام في كل يوم تقع أحداث، ويلاحق الجنود الطلبة حتى بيوتهم.

وفي الغالب تأتي خمسة وستة "جيبات" لجيش الاحتلال وفي إحدى المرات وصلت لعشرة وقبل ثلاثة أعوام وصلت لـ15 جيبًا! لدرجة أن المار من المنطقة يعتقد بأن ما يجري هو تدريب للجيش أو هجوم على بلدة بأكملها.

جدير ذكره أنه تقع اللبن الشرقية منتصف الطريق بين نابلس ورام الله، على بعد 21 كم جنوب نابلس، و27 كم شمال رام الله، ويبلغ تعداد سكانها (3 آلاف نسمة)، محاطة بأربع مستوطنات وأكثر من 5 بؤر استيطانية، من الجنوب مستوطنة "معالي ليفونه" ومن الشرق مستوطنتا "عيلي" و"شيلو"، ومن الشمال مستوطنة "آرائيل".

_

كلمات دلالية