خبر متطرفون يهود ينظمون « مسيرة العودة » لمستوطنات غزة في اختبار لحكومة اليمين

الساعة 05:40 ص|10 ابريل 2009

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

أعلنت مجموعة من المستوطنين الذين أخلوا مستوطنات في قطاع غزة قبل ثلاث سنوات وهُدمت مستوطناتهم، عن إطلاق معركة من أجل العودة للمستوطنات المذكورة.

 

 واختار هؤلاء المستوطنون عيد الفصح، الذي يعتبرونه «عيد الحرية»، ليباشروا حملتهم. وقرروا الانطلاق بعد غد في «مسيرة العودة»، بدءًا من بلدة «سديروت» في محاولة لاختراق الحدود إلى قطاع غزة والوصول إلى المكان الذي كان يقوم فيه تكتل مستوطنات غوش قطيف شمال رفح. وينظم هذا النشاط عدد من رجال الدين، في مقدمتهم الحاخام دوف ليئور، المعروف بمواقفه المتعصبة، وعضو الكنيست يعقوب كاتس، من حزب الاتحاد القومي، وهو حزب اليمين المتطرف الوحيد الذي بقي في المعارضة.

 

 وفي سبيل تجنيد الجمهور اليهودي إلى جانبهم، ينظمون قبيل المسيرة لقاءات تعارف في متحف مستوطنات غزة، الذي يضم صوراً وتماثيل توثق للاستيطان، تشمل محاضرة عن الأوضاع التي يعيشها مستوطنو غزة منذ ترحيلهم عن غزة في أغسطس (آب) 2005، في إطار تطبيق خطة الفصل. ويعيش المستوطنون الذين أُخلوا من غزة في ضائقة اقتصادية واجتماعية كما يزعمون، فالقسم الأكبر منهم لا يزال من دون عمل ومن دون مسكن ثابت ولم ينهوا المفاوضات مع الحكومة حول قيمة تعويضاتهم. وينوون استدرار عطف الجمهور الإسرائيلي ومن ثم تجنيدهم إلى الحملة وإشراكهم في المسيرة.

 

من جهة ثانية، قام أحد نشطاء هذا الحزب نفسه، نوعم فدرمان، أمس، باستفزاز من نوع آخر في باحة المسجد الأقصى. فقد حضر ومعه أطفاله الثلاثة، البالغة أعمارهم 12 و10 و8 أعوام، وكذلك جدي. وادعى أنه ينوي ذبح هذا الجدي في باحة الأقصى بمناسبة العيد. بيد أن قوة من الشرطة ضبطته قبل أن يصل إلى الأقصى واعتقلته بتهمة «محاولة الإخلال بالنظام العام»، وأطلقت سراحه بعد تسليمه أمراً يمنعه من الاقتراب من المكان خلال الأسبوع.

 

ويندرج هذان النشاطان وغيرهما من النشاطات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون والمتطرفون اليهود عموماً، في إطار محاولات اختبار لحكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، لمعرفة ما إذا كانت ستفي بالتزاماتها خلال المعركة الانتخابية بحماية مشروع الاستيطان وتطويره أم أنها سترضخ للضغوط الدولية وتتخلى عن هذا المشروع. وكشف الوزير السابق، بيني ألون، من حزب الاتحاد القومي، أن هناك نقاشاً حاداً في صفوف المستوطنين حول هذه المسألة، خصوصاً بعد أن أصر نتنياهو على ضم حزب العمل إلى حكومته ومنحه 5 مناصب وزارية. وأن هناك من لا يثق بنتنياهو ويعتقد أنه «سوف يخون معسكره اليميني» مثلما فعل في فترة رئاسته الأولى للحكومة (1996 ـ 1999)، عندما قبل اتفاقات أوسلو وانسحب من الخليل ومن مساحة 13% من الضفة الغربية.

 

ويرى ألون أن نتنياهو يتصرف بحكمة ودهاء مثيرين للإعجاب. وقال في لقاء مع إذاعة المستوطنين في الإنترنت «القناة السابعة»، إن نتنياهو يقرأ جيداً خريطة السياسة الدولية والتغيرات في الإدارة الأميركية ويسعى إلى اتباع سياسة اعتدال تمنع ممارسة ضغوط على إسرائيل. وأضاف ألون أن ضم حزب العمل إلى الحكومة هو أفضل قرار اتخذه نتنياهو، كونه محسوباً على اليسار الإسرائيلي ورئيسه وزير الحرب، إيهود باراك، يلقى قبولا في دول الغرب. وأضاف: «رغم أنني أنتقد نتنياهو على رفضه ضم حزبنا (الاتحاد القومي) إلى حكومته، إلا أنني أعتقد أن على اليمين المخلص أن يسانده ويمنحه الفرصة للمناورة مع الغرب حتى يبقي قنوات الحوار مفتوحة على العالم. فنحن نواجه أخطاراً جدية من إيران ومن الإرهاب الفلسطيني والعالمي، ونحتاج في هذه المواجهة إلى دعم دولي، وهذا لن يتم عن طريق إدارة ظهرنا للعالم، بل عن طريق التفاهم والصداقة-على حد زعمه».

 

وسئل إن لم يكن يخشى أن يرضخ نتنياهو لإرادة الغرب و«يدفع ثمناً باهظاً» للفلسطينيين و«يتخلى عن أرض إسرائيل» مقابل هذه الصداقة، فأجاب: «كل شيء جائز. وعلينا أن نكون يقظين لأي تطور. ولكن من يقرأ الخريطة الإقليمية جيداً، يلاحظ أن حالة الفلسطينيين لا تدل على إمكانية الوصول إلى تنازلات إسرائيلية».