هذا ما تطلبه والدته بعد استشهاده

عائلة الشهيد سامي العمور: مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار "إسرائيلي" صادم

الساعة 09:22 ص|18 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

لم يجد والدا الأسير سامي العمور من سكان دير البلح وسط قطاع غزة، الذي أعلن عن استشهاده فجر اليوم الخميس 18/11/2021 في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" سوى الدموع لتواسيهما في الفاجعة التي أصابت قلبيهما المكلوم.

فصدمة عائلة الشهيد العمور البالغ من العمر (39 عامًا)، لا تواسيها الكلمات التي تعلقت في الحناجر، بعد أن تلقت نبأ استشهاد نجلها، في مستشفى "سوروكا الإسرائيلي"، وهو معتقل منذ عام 2008، ومحكوم بالسّجن 19 عامًا.

هذه العائلة التي حرمها الاحتلال من زيارته منذ 14 عاماً، إلا من والدته التي تمكنت من زيارته لمرات محدودة في بداية اعتقاله فقط.

وقد ارتقى العمور شهيدًا نتيجة لسياسة وجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، حيث يُعاني الأسير العمور  من مشكلة خُلقية في القلب تفاقمت جرّاء سياسة الإهمال الطبي والمماطلة في متابعة وضعه الصحيّ، وظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها على مدار سنوات اعتقاله.

صدمة وحرقة قلب

بحرقة قلب تقول والدته: "ابني لم مريضاً بل عانى من المرض مؤخراً ولو لاقى علاجاً واهتماماً لما استشهد، إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته التي قضاها في السجن، فهو قضى سنوات عديدة في السجون واعتقل أكثر من مرة، فمعظم شبابه قضاه في السجن".

وتضيف: "كنت أنتظر الإفراج عنه لكي أفرح به، ونحن كنا على وشك أن نعقد قرانه استعداداً للإفراج عنه وأن نفرح به، فلم أتوقع أن أراه شهيداً وكان خبره صدمةً لنا، وكنت أتمنى أن أراه في أي صفقة قادمة".وتطالب والدته المؤسسات الإنسانية والحقوقية لكي يفرجوا عن جثمانه، قائلةً:" نريد رؤيته على الأقل وهو مستشهد، فنحن لن نره وهو حي، وحرمنا منه سنوات عديدة"، أنا عن نفسي لم أشاهده او أراه منذ سنوات".

شقيقه ورفيقه في السجن

يقول شقيقه "أحمد": أخي استشهد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقه، فهو لم يعاني من أيٍ مرضٍ قبل اعتقاله عام 2008، لكن صحته تدهورت نتيجة المماطلة في علاجه بانسداد 4 شرايين على القلب."

وكشف العمور، أن هيئة شؤون الأسرى، أبلغت العائلة بقاء جثمانه داخل سجون الاحتلال حتى انتهاء محكوميته المتبقية 4 سنوات.

وبين، أن العائلة كانت ممنوعة من زيارته منذ 14 عامًا، والزيارة الوحيدة المسموحة كانت للوالدين وحدثت 3 مرات منذ اعتقاله في 2008.

كان أحمد رفيقه في السجن، حيث اعتقل مع شقيقه الشهيد لمدة 12 عاماً، يضيف أن أحمد كان يعاني من الضغط المرتفع ويفحصه فقط، ولم يتوقع أن يرتقي شهيداً.

يقول أحمد:" كانت أمنية سامي الوحيدة الخروج من السجن، وأن أخرج قبله لكي أطمئن قلب والديَ"، لافتاً إلى أن عائلته كانت تُخطط تزويج سامي، لكن كانت الصدمة هي سيد الموقف لكل أفراد العائلة.

تفاصيل وظروف الاستشهاد

من جهته، أوضح نادي الأسير، أنّ العمور نُقل قبل عدة أيام من سجن "نفحة" إلى سجن "عسقلان"، وجرى نقله لاحقًا إلى مستشفى "سوروكا" حيث خضع لعملية جراحية وفشلت، وبالأمس خضع لعملية أخرى، وصباحًا أُعلن عن استشهاده.

ولفت نادي الأسير، إلى أنّ الأسير العمور ضحية جديدة لجريمة الإهمال الطبي التي تُشكّل أبرز السياسات الممنهجة التي تسببت في السنوات القليلة الماضية باستشهاد أسرى، وسبق الأسير العمور في ذات هذا الشهر من العام الماضي الأسير كمال أبو وعر من جنين الذي ارتقى شهيًدا نتيجة للإهمال الطبي، إضافة إلى الأسير حسين مسالمة الذي ارتقى شهيدًا بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة خلال هذا العام.

وبارتقاء الشهيد العمور، يرتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى (227) شهيدًا منذ عام 1967، منهم (72) أسيرًا ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي، علمًا أن الاحتلال يواصل احتجاز جثامين سبعة شهداء في سجون الاحتلال قبل ارتقاء الشهيد العمور اليوم، وهم: أنيس دولة، وعزيز عويسات، و فارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر.

وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عن استشهاد الأسير العمور، وعن مصير وحياة كافة الأسرى المرضى، وطالب كافة جهات الاختصاص بالتدخل الجدي لوقف هذه الجريمة الممنهجة والمستمرة بحقّ أسرانا.

يذكر أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية شهر أكتوبر نحو 4650 أسيرًا منهم (34) أسيرة، ونحو (160) طفلاً.


منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (16).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (14).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (13).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (11).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (6).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (4).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (3).jpeg
منزل عائلة الشهيد سامي العمور مأساة لا تواسيها كلمات.. وقرار إسرائيلي صادم (2).jpeg
الشهيد سامي العمور (9).jpeg
 

كلمات دلالية