الدولار قد يشهد مزيداً من الانخفاض الأيام المقبلة وسط استياء من المواطنين والتجار

الساعة 09:27 ص|14 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

سبب انخفاض عملة الدولار الأمريكي بشكل كبير جداً أمام الشيكل الإسرائيلي، استياء لدى المواطنين وخاصة الموظفين منهم، الذين يتلقون رواتبهم بالدولار ولا يتم اعطائهم فرق صرف العملة، الأمر الذي زاد من معاناتهم بعد أن أحدث ذلك تراجعا في القوة الشرائية، وأثار خشية نفاد رواتبهم التي أصبحت متدنية بفعل الانخـفاض الذي طرأ لأول مرة على الدولار.

وينتظر المواطنون والتجار بفارغ الصبر تعافي الدولار مجدداً، لقضاء احتياجاتهم ومصالحهم التجارية، في المقابل يحاول بعض التجار والمواطنين التحفظ على ما لديهم من مدخرات بعملة الدولار، على أمل حصول تحسن بعملية صرف الدولار كما كان سابقاً.

وتعتبر إسرائيل المتسبب في انخفاض سعر صرف الدولار لأدنى مستوياته، حيث أجبر البنك المركزي الإسرائيلي الشركات الإسرائيلية على شراء 20 في المئة من استثماراتها في الخارج بالشيكل، وهذا كان له الدور الكبير في ارتفاع سعر العملة الإسرائيلية أمام العملات الأخرى.

وقبل قرار البنك المركزي الإسرائيلي تعويم الشيكل، كان الدولار الأمريكي يساوي 2.8 شيكل، علماً بأن قيمته حالياً ارتفعت إلى 3.16 ليواصل ارتفاعه منذ بداية العام الحالي بعد أن حافظ على 3.7 خلال السنوات الماضية. في المقابل يضغط تجار إسرائيليون بقوة على القيادة السياسة، للتدخل والتحرك سريعاً، لوقف تعويم الشيكل الذي يقلل الأرباح بشكل كبير.

ودعا مواطنون إلى تحرك الجهات الرسمية للتخفيف من وطأة أسعار الصرف والأضرار الناجمة عنه، خاصة فئة الموظفين الذين يتقاضون أجورهم بالدولار، وبذلك ستنخفض عملياً قيمة رواتبهم، ما سيؤثر ذلك على الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعتمد على المنح والمساعدات بالعملة الأمريكية.

وبين الخبير في الشأن الاقتصادي ماهر الطباع أن الانخفاض الحاد الذي طرأ على الدولار، سبب حالة من الذعر لدى المواطنين والتجار بشكل عام، فالتجار الذين يتعاملون مع الجانب الإسرائيلي في دفع تكاليف نقل بضائعهم واستلامها من الجانب الإسرائيلي، يجدون فرقا كبيرا عند تحويل الدولار إلى الشيكل الإسرائيلي وهذا يتسبب لهم بخسائر، أما الموظفون الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأمريكي، فهم أيضاً يجدون فرقا عند التحويل إلى الشيكل، وهذا ينعكس على الحركة الشرائية والتجارية في قطاع غزة.

وأشار الطباع لـ«القدس العربي» إلى أن فلسطين تتأثر بتذبذب صرف العملات التي تعتمد عليها، خاصة الشيكل الإسرائيلي والدولار الأمريكي والدينار الأردني، مع عدم وجود عملة وطنية خاصة بفلسطين.

وأوضح أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية، سواء فيما يتعلق بالملف الإيراني والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي والعلاقة التجارية مع الصين، لم تحقق النتائج المرجوة، ما انعكس على قيمة العملة الأمريكية وتسبب بعدم استقرارها أمام العملات الأخرى.

ولفت الطباع إلى أن أزمة انخفاض الدولار الأمريكي ستتعافى، فهي مسألة وقت ولها علاقة بالوضع المحلي، لأن إسرائيل عندما يتعرض الدولار إلى انخفاض، تقوم بشراء مبالغ كبيرة من الدولار وبالتالي تحافظ على قيمته.

وأكد الخبير في الشأن الاقتصادي معين رجب أن هناك عوامل تقف وراء انخفاض سعر صرف الدولار، ومنها عدم تدخل البنك الفدرالي الأمريكي جراء أزمة كورونا، والعامل الآخر هو التضخم العالمي الذي أثر بشكل سلبي على قيمة العملات، إضافة إلى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل وازدياد قوة الشيكل.

وبين رجب لـ«القدس العربي»: أن الاقتصاد الإسرائيلي ومن خلال نجاحاته العالمية، خاصة في مجال التكنولوجيا والزراعة والصناعات العسكرية، ساعد في صعود الشيكل أمام العملات الأجنبية الأخرى، ولاسيما أمام الدولار المعمول به عالمياً بشكل أوسع.

ونوه إلى أن التطبيع الإسرائيلي مع دول الخليج، وزيادة استثمارات إسرائيل مؤخراً في دول الخليج وخاصة مع دولة الإمارات، التي عززت إسرائيل الشراكة معها في المجالات الصناعية والتجارية والعسكرية، ساعد في تقوية الشيكل مقابل الدولار الأمريكي.

وتوقع أن يشهد الدولار مزيداً من الانخفاض خلال الأيام المقبلة مع مواصلة إسرائيل تعويم الشيكل وعدم وجود أي بوادر إيجابية من أجل وقف التضخيم وهذا بالطبع سيكبد التجار والمواطنين خسائر كبيرة لا تحمد عقباها.

ويبقى هناك خوف من تأثر أسعار السلع والبضائع في قطاع غزة، في حال استمر انخفاض الدولار وزادت قوة الشيكل الإسرائيلي، ما سينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية.

 

 

 

كلمات دلالية