خاطرة في ذكرى ارتقاء الشهداء العظام بقلم/ وليد خالد حلس

الساعة 08:21 م|11 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم 

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

لازال تشرين الألم و الأمل المخضب بعبق الدم والشهادة حياً فينا

 وكأننا سمعناه وهو يَتْلُو وعجلت إليك رب لترضى ،حيث كان يذهب للقتال كما كان يذهب للصلاة ، إنه شهيد الفجر ، أيقونة الجهاد والمقاومة ، قائد ورجل من زمن آخر ، عاش بيننا ، لكنه لم يكن لنا ، كان كالبندقة التي لا تنكسر ، ومن الداخل هشا كالحمامة ، وقريبا كالمطر ، كان أصلب من الفولاذ ، وأمضى من السيف ، وأرق من النسمة ، لم يكن قائدا عسكريا يشرف على الإعداد والتجهيز ومقارعة الأعداء فحسب ؛ بل كان إنساناً متواضعاً لطيفاً بسيطاً بلا تكلف حنوناً مخلصاً صادقاً يشارك إخوانه ويشرف معهم على أماكن صناعة وبناء الرجال كافتتاح المساجد واحتفالات تخريج وتكريم حفظة كتاب الله عز وجل وغيرها

قائد حاضر في كل الميادين ، لا يغيب عن الواجب ، وهو عنوان الواجب مهما كانت الظروف ، رحمك الله أيها القائد الشهيد الشجاع المقدام ،

رحمك الله يا قمر فلسطين وبهاءَها وعطاءها الذي غاب عنها ولم يغب عن الوجدان المحفور في الذاكرة من النسيان ، رحمك الله ورحم الله شهداء معركة صيحة الفجر الميامين أصحاب الواجب فوق الإمكان ، رحمك الله يا شهيد الفجر ، يا صادق الوعد والعهد والملامح ، يا من كنت لا تحمل في قلبك مثقال ذرة من كبر ، رحم الله قلبك الحنون الذي لا يحمل إلا الحب والمودة لإخوانه ، بلا غل ولا حقد ولا حسد ، رحمك الله أبا سليم ، ورحم الله زوجتك ام المساكين رفيقة دربك حتى في الشهادة لم تفارقك يا فارس الجهاد والمقاومة ، يا من تركت وجعا وفراغا وألما كبيرا بعد رحيلك ، لم ننسَاكَ كي نتذكرك يوم رحيلك عنا ، نفتقدك كل يوم وساعة ولحظة كما تفتقدك ساحات وميادين الجهاد والمقاومة ، نفتقدك كما تفتقدك الساعة التاسعة وكل الساعات والساحات بتوقيتك المرعب للصهاينة ، كما يفتقدك أبناؤك وأحبابك حفظة كتاب الله ، كم كان مؤلما غيابك عنهم هذا العام ، حيث كنت تعشق وتحرص أشد الحرص على حضور الاحتفاء بهم وتكريمهم بيدك الطاهرة مع طلتك البهية وبسمتك الرقيقة التي لم تغادر أو تفارق ملامح وجهك الوضاء ، رغم حملك الثقيل وانشغالاتك الكثيرة ، ورغم ما يحيط بك من خطر داهم يلاحقك ويطاردك من كل حدب وصوب ، كم كنا نشعر بالسعادة والدفء حينما نراك ونلتقي بك وبمجالسك مع إخوانك التى كان عنوانها البهجة والسرور ، وكم كنا مفعمين بالعزة والشموخ من لغتك مع أعدائك وأعداء شعبك ؛ التي تميزت بالقوة والبأس الشديد ، وكأنك كنت ترتل آيات القرآن ترتيلا بالقول والعمل في السر والعلن ...حيث كان هذا شعارك وهذا دثارك ، لكن يا حبيب الروح يا وجع الفؤاد ، وألم الفراق ، عزاؤنا فيك وفي شهدائنا الأبرار رضوان الله عليهم، أن هذه هي طريقنا طريق العزة والكرامة التي لم تقبل الدنية؛ طريق ذات الشوكة ، وإنا إلي الله ذاهبون ، وإليه راجعون ، وعليه مقبلون .

 فإما حياة تسر الصديق       وإما ممات يغيظ العدا

سلام على روحك الطاهرة في الخالدين سلام عليكم شهدانا القوافل في حواصل طير خضر تسرح في الجنة ، فترد أنهارها ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش .

فهنيئا لك ولرفاق دربك الشهادة وقرة العين ، لأنكم عند ربكم أحياء ترزقون ، فرحين بما آتاكم الله من فضله ، مستبشرين بالذين لم يلحقوا بكم من خلفكم ألّا خوف عليكم ولا انتم تحزنون.