خبر لا تصارعي الوحل -هآرتس

الساعة 08:26 ص|08 ابريل 2009

بقلم: الوف بن

 (المضمون: على لفني أن تمتنع عن المناكفات السياسية الصغيرة وان تركز على المواضيع الوطنية العامة والهامة وعلى بناء كديما كحزب بديل وحيد - المصدر).

انقضت تسيبي لفني على منصبها الجديد كرئيسة المعارضة بحماسة مميزة، ولكن يجدر بها أن تبطىء الوتيرة وان تركز على الاهم: بناء كديما كحزب الوسط السياسي وكبديل وحيد لسلطة الليكود.

خطاب لفني في الكنيست الاسبوع الماضي، في النقاش حول ترسيم حكومة بنيامين نتنياهو، كان مفعما باللذع لخصومها السياسيين وعلى رأسهم ايهود باراك، الرجل "الذي حقق رأسماله السياسي عبر تجنيدات مالية للجمعيات ورأسماله السياسي عبر العلاقات السياسية". على لفني أن تمتنع عن صراعات الوحل بهذا النمط، خشية أن تتضرر مصداقيتها. ففي الصيف فقط كانت عرضت على باراك اياه منصب "النائب الكبير" في حكومة حاولت تشكيلها. واذا ما اقتربت من حافة الحكم، فسيتعين عليها أن تشرك في الائتلاف جزءا على الاقل من الاحزاب التي جلدتها من على منصة الكنيست.

لا ينبغي لرئيس المعارضة أن يعبر عن رأيه في كل موضوع يزعجه او في كل سلوك اشكالي للحكومة ورئيسها. من أجل هذا توجد المقاعد الخلفية، التي يجلس عليها النواب العطاشى للانكشاف والنشر. فلتترك لهم حرب الخنادق وتعبر فقط عن نفسها في مواضيع وطنية هامة.

قرار لفني البقاء خارج الحكومة كان خطوة صحيحة في تموضعها كبديل لنتنياهو. الان يتعين عليها ان تقضي زمنا في المعارضة، دون أن تشرخ صورتها كسياسية منتعشة، مصداقة وغير فاسدة. يجدر بها أن تتعلم من نتنياهو، الذي في الولايات السابقة تنازل عن انجازات فورية في صالح احتلال السلطة لاحقا. نتنياهو كان "رسميا"، امتنع عن اطلاق الهجمات على ايهود اولمرت، اعطى اسنادا للحربين في الشمال وفي الجنوب، وبنى نفسه كمن سيهدىء المخاوف الامنية والاقتصادية للجمهور. لفني تصرفت هكذا حين عرضت فشلها في تشكيل الحكومة وسيرها الى المعارضة كتعبيرين عن اصرارها على المبادىء. عليها أن تتمسك بهذا الخط.

كي تتمكن من استبدال نتنياهو في الانتخابات القادمة على لفني أن تصفي حزب العمل وان تنقله من الساحة السياسية الى كتب التاريخ؛ ان تجتذب لكديما القسم "الطري" من مقترعي الليكود؛ واذا ما قدم افيغدور ليبرمان الى المحاكمة وغادر وزارة الخارجية – استغلال الفرصة وقطف ناخبين من اسرائيل بيتنا. تحقيق هذه الاهداف ليس منوطا بفقط بلفني بل وايضا بالظروف، وبالاساس باداء الحكومة. ولكن سلوكها سيقرر اذا كان كديما هو الذي سيجترف الربح السياسي، ام احد آخر.

على لفني أن تستغل نقاط ضعف نتنياهو – المسيرة السياسية والتعلق بالاصوليين. ومثلما بنى نتنياهو نفسه من اخفاقات اولمرت في التصدي لحزب الله وحماس، فان لفني ستبني نفسها من المصاعب المتوقعة لنتنياهو ولليبرمان مع براك اوباما والاسرة الدولية. كلما حاولت الحكومة الاقناع بان العالم يكرهها أقل مما يقال في وسائل الاعلام، فان نتنياهو سيفقد الارتفاع وسيكون بوسع لفني أن تظهر كسياسية مقبول تقترح الامل.

في الساحة الداخلية على كديما أن يقود الدعوة لتغيير طريقة الحكم. وهكذا سيظهر كحزب اصلاحي في موضوع مقبول من ناخبيه العلمانيين. وهكذا ايضا سيكون بوسعه أن يخلق حاجزا بين "الشركاء الطبيعين" لليكود – ليبرمان والاصوليين – وعرض نتنياهو كمن يمتنع عن خطوات هامة للدولة ويفضل الحفاظ على طريقة الحكم الفاشلة والكريهة فقط بسبب تعلقه المطلق بشاس.

حيال حزب العمل يجدر بلفني أن تتبنى الاستراتيجية التي تمسكت بها في الحملة الانتخابية: التجاهل. قدرة التدمير الذاتي لدى العمل اقوى بكثير من كل ما يمكن لكديما ان يفعله ضده. على لفني أن تدع يولي تمير وشيلي يحيموفتش تهاجمان باراك وتعرضانه وكرفاقه الذين انضموا الى الحكومة كمطاردين للكراسي عديمي العامود الفقري. اذا ما انشق العمل كما هو متوقع، فان قسما من الشظايا ستنتقل الى كديما بالمجان.

على لفني أن تحافظ على الصورة الامنية لكديما. وعليه، فان عليها أن تعطي اسنادا لخطوات عسكرية يقوم بها نتنياهو وباراك، ولا سيما اذا ما هاجما ايران والا تظهر كذات نزعة مسالمة تعارض استخدام القوة. واذا ما فاجأ نتنياهو بخطوات سلمية جسورة، فان الاغلبية البرلمانية التي سيوفرها له كديما ستسمح له باقرارها.

يمكن لكديما أن يعيش ويزدهر حتى خارج الحكم. يوجد فيه معارضون مجربون ومتعلمون من التحولات مثل حاييم رامون وتساحي هنغبي. يمكنهم ان يذكرا لفني بدرس ارئيل شارون: السياسة هي دولاب، ومن ينتظر دوره ويرتكب قليلا من الاخطاء – سيعود في نهاية المطاف الى الاعلى.