يواصل الأسير لؤي الأشقر من بلدة صيدا، شمال الضفة الغربية إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 24 على التوالي، وسط تخوفات من عائلته من أثار هذا الإضراب على وصعه الصحي بعد نقله إلى عزل سجن مجدو.
وفي حديث مع فلسطين اليوم، قال والده "ساطي الأشقر" إن تخوفه الكبير من طول مدة الإضراب في ظل التعنت الإسرائيلي في تعاطي مع حالات الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدا أن "لؤي" لن يتراجع عن إضرابه حتى وصل لمرحلة الموت.
واعتقل الأشقر (45 عاما) في الخامس من أكتوبر/ تشرين أول الفائت وحول إلى الاعتقال الإداري لسته أشهر، وهو ما دفعه إلى إعلان الإضراب عن الطعام مباشرة، احتجاجا على احتجازه بدون تهمة.
وأستهجن الوالد صمت المؤسسات الحقوقية الدولية اتجاه ما يحدث مع الأسرى المضربين، وقال:" لا أستطيع أن أفهم كيف يموت الأسرى جوعا في سجون الاحتلال ولا تتحرك هذه المؤسسات لإنقاذهم وتخفيف هذا الوجع.
وقال الوالد إن عائلته الأشقر لا تعلم شيئا عن ظروف اعتقاله ولا وضعه الصحي سوى ما نقلته لها المحامية أنه في وضع صحي صعب جراء استمراره بالإضراب، وأنه فقد ما يقارب 17 كيلو من وزنه.
وتزيد مخاوف العائلة على حياته من تجربته السابقة في السجن في العام 2005 حينما اعتقل وتعرض لتحقيق عسكري قاسي أدت لإصابته بشلل بساقة اليسرى بالكامل.
ليس هذا فقط، فقد منع الأشقر بعد الإفراج عنه من السفر للخارج للعلاج من قبل الاحتلال، بالرغم من أن التقارير الطبية أثبتت أن علاجه الوحيد يتطلب منه السفر. وهذا منعه جعله يواصل حياته بالكامل مع الإعاقة التي خلفها التحقيق.
وعن هذه التجربة قال الأسير لؤي في مقابلة سابقة مع "فلسطين اليوم" نشرت في العام 2019: "أخبرني ضابط المخابرات أن هذا التحقيق ليس كالتحقيق العادي، أما أن أموت أو أخرج بعاهة دائمة، طلب مني أن أبدل ملابسي بملابس خاصة بالتحقيق رفضت قلت له إن كنت سأموت فليكن بملابسي التي خرجت بها من بيتي".
كان التحقيق معه في حينه يدور حول مشاركته في عمليات مقاومة نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ضد أهداف صهيونية. وخلال هذا التحقيق، الذي بالعادة لا يتحمله الأسير أكثر من ساعتين، أستمر التحقيق معه من ظهر الجمعة إلى يوم الاثنين، دون أن يقدم أيه اعترافات للمحققين".
وإلى جانب هذا الاعتقال قضى الأشقر في سجون الاحتلال ما يزيد عن ست سنوات، خلال ثمانية اعتقالات، بعض منها احتجز إداريا كما حصل معه في العام 2008 حين تم تحويله مباشرة بعد انتهاء فترة محكوميته التي استمرت عامين، حيث حول للاعتقال الإداري في السجن وقبل الإفراج عنه.
والأشقر متزوج وله من أبناء تسعه، وهو شقيق الشهيد "محمد الأشقر" الذي قتله الاحتلال في سجن النقب في العام 2007. وهما من كوادر حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
وكانت الحركة نظمت يوم الأحد الفائت وقفة تضامنية إسنادا له وباقي الأسرى المضربين عن الطعام أمام بيته في بلدة صيدا، مؤكدة أن هذه الفعاليات ستستمر حتى تحرير الأسرى وانتصارهم على السجن.