خبر جميلة مثلها-هآرتس

الساعة 08:24 ص|08 ابريل 2009

بقلم: اسرة التحرير

في عيد الربيع هذا تحتفل تل ابيب بمائة عام على مولدها. وان كانت الاحداث تقع في جادات المدينة وميادينها، ولكن من غير المبالغ فيه القول ان الاحتفال بتأسيس المدينة العبرية الاولى هو مثابة عيد وطني.

منذ تأسست في الرمال على شاطىء البحر، ترمز تل ابيب الى روح الحداثة، الانفتاح والحرية، وهكذا هي ايضا تعتبر في نظر السياح والاسرائيليين. وليس عبثا حظيت بلقب "المدينة بلا توقف". تل ابيب تتنفس، تعج بالناس وتنشط على مدى كل ساعات اليوم وفي كل ايام السنة. وحتى اسمها يعبر عن روح خفيفة وطيبة.

حظيت تل ابيب، ومر عليها عدة مخططين موهوبين وعدة رؤساء بلدية ناجحين، صمموا على وجهها خطوطا مثيرة للانطباع، فهي تعتبر عاصمة البهاوس، وتبدو عليها اثار الجمال القديم لمفهوم "مدينة الحدائق"، التي تدمج حدائق الاحياء بين المنازل المنخفضة، وعلى طول خط شاطئها يمتد متنزه رحب اليدين وبديع.

الصيانة والانتعاش اعادت للمباني القديمة الجميلة مكانتها وبهاءها، وشوارع كاملة انبعثت من جديد جميلة كما كانت. وكذا الجادات التي هجرت قد رممت، وهي تعج بالحياة وتدعو الناس اليها. متاحف، معارض، قاعات عرض ومسارح، جامعة وكليات خاصة وعامة، حديقة كبيرة ومراكز رياضية – كل هذه توفر الثقافة، الترفيه والتعليم لسكان المدينة، وتجتذب الناس من البلاد باسرها.

ولكن المدينة المركزية لاسرائيل، النظرية المضادة المتطرفة للقدس العاصمة التي تتأصل دينيا وتغرق في الفقر – والتي اصبحت تشبه معظم مدن العالم الغربي، تعاني نقيصتين بارزتين: منظومة المواصلات العامة الضعيفة والقذارة.

المواصلات العامة هي نقطة ضعف تل ابيب. منذ السبعينيات من القرن الماضي ادارت الحكومات مداولات واتخذت قرارات بشأن منظومة المواصلات العامة المتطورة – قطار تحتي او فوقي متعدد المسالك وشبكة من الباصات الوفيرة – والتي ستؤدي الى حل ازمة الطرق الاخذة في التضخم، وتثقل على الدخول والخروج من والى المدينة وتشل الحركة في داخلها.

بمعاذير مختلفة، وفي ظل تسلسل مظن للامور، تعرقلت كل الخطط، واخفاق التلوث، الاكتظاظ والعبء الاقتصادي يتعاظم. على خلفية ازدهار تل ابيب، مركز الاعمال التجارية والتشغيل في اسرائيل، يظهر ببروز تردي المحيط. مواصلات عامة ناجعة، تربط المدينة بسرعة مع الشمال والجنوب، ستسهل ايضا على المصاعب الاجتماعية – الاقتصادية هذه.

كما ان نظافة الشوارع ترافق المدينة كالظل البشع، الذي لم يتمكن منه اي رئيس بلدية. ورغم كل هذا، ورغم ان الكثير من احيائها لا تزال بشعة جدا، وربما "يوجد اجمل منها"، على حد قول الشاعر التل ابيبي، "ولكن جميلة مثلها لا توجد". وحتى اللقب المنكر الذي ألصق بها، "الفقاعة"، لا ينبغي ان يهينها. فدولة ترغب في ان تعيش حياة طبيعية تحتاج احيانا الى فقاعة ايضا.