خبير اقتصادي يوضح أسباب تغول الشيكل"الإسرائيلي"والفرص المتاحة لتعافي الدولار

الساعة 11:38 م|02 نوفمبر 2021

فلسطين اليوم

أكد المختص في الشأن المالي والخبير الاقتصادي، أحمد أبو قمر، أن سعر صرف الدولار مقابل الشيكل الذي سجّل، اليوم الثلاثاء، هو الأدنى منذ أكثر من 25 عاما.

وأوضح أبو قمر خلال حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن سبب انخفاض الدولار مقابل الشيكل يرجع لعدة عوامل حدثت في الولايات المتحدة ودولة الاحتلال؛ أبرزها أن مؤشر الدولار عالميا ضعف أمام سلة من العملات في وقت حاز الذهب على الدعم من المستثمرين الذين هرولوا إليه كملاذ آمن في ظل ارتفاع مستويات التضخم عالميا.

وبيّن أن حزم التحفيز الضخمة التي ضخّتها الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة لمواجهة تداعيات كورونا، زادت من المعرو ض النقدي في الأسواق وهو ما أدى لانخفاض مؤشر الدولار أمام العملات -ومنها الشيكل-.

ووفق أبو قمر، فإن لهجة الفدرالي الأمريكي "بعدم الاستعجال في رفع أسعار الفائدة خلال العام الجاري، مع إمكانية رفعها العام المقبل، أجّلت الارتفاع على مؤشر الدولار وكذلك الدولار مقابل الشيكل.

أسباب تغول الشيكل

وعلى صعيد الوضع الاقتصادي والمالي في "إسرائيل"، لفت المختص المالي إلى أن هناك جملة من الأسباب التي ساهمت في تغوّل الشيكل أمام الدولار، أهمها تدفق الاستثمارات الخارجية لدولة الاحتلال والتي زادت من العملة الصعبة في الأسواق وخصوصا الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي.

وبين أن الارتفاع الكبير على أسهم التكنولوجيا عالميا في ظل جائحة كورونا، ساهم في قوة الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي قوة الشيكل -الاستثمارات الإسرائيلية في شركات التكنولوجيا كبيرة جدا-.

وتجدر الإشارة إلى أن الميزان التجاري "الإسرائيلي" يشهد فائضا كبيرا خلال الشهور الماضية، وهو ما يؤدي لتدفق العملات الأجنبية للأسواق المحلية في دولة الاحتلال.

وفي يناير الماضي، وصل الدولار شيكل لمستويات قريبة من الحالية، قبل أن يتدخل بنك إسرائيل ويكبح جماح الشيكل بإعلانه نيته شراء 30 مليار دولار من العملات الأجنبية خلال العام الجاري 2021.

ولعل ما ساهم في عودة قوة الشيكل دولار، استنفاذ البنك الإسرائيلي عمليات شراء الـ 30 مليار دولار قبل نهاية العام الجاري.

وقال أبو قمر إن المستويات الحالية للدولار شيكل (3.13) تدلل على أن الاتجاه الهبوطي يسيطر على الدولار، والأنظار تتجه نحو مستوى (3.09)، ثم (3.05).

وعدّ مستوى 3.10 نقطة دعم مهمة -من الصعب كسرها بسهولة- والهبوط أسفل منها سيؤدي لكسر المستويات سابقة الذكر.

السيناريوهات أمام الدولار

ووفق أبو قمر، فإن الدولار شيكل أمام سيناريوهين سيتضح أحدهما خلال أيام، يتمثل الأول في ترك بنك إسرائيل الدولار شيكل للسوق وهو ما سيوصل بـ"الزوج" لمستوى 3.05، أو تدخل البنك الإسرائيلي بشراء العملات وبالتالي العودة لمستوى 3.20، مرجحا السيناريو الثاني.

وأكد أن المصدّرين الإسرائيليين، سيضغطون بقوة لوقف نزيف الدولار، "باعتبارهم المتضرر الأكبر من الانخفاض الحاد على الدولار شيكل وقلة أرباحهم".

وأشار إلى أن بنك "إسرائيل" يعمل دوما على استقرار صرف العملة، "فقوة الشكيل أو ضعفه أكثر من المستويات المطلوبة يشكّل صداعا في رأس صناع السياسات المالية والنقدية".

وحول أسباب ضعف الدولار شيكل على الفلسطينيين، قال إن " التعامل بثلاث عملات رئيسية في الأراضي الفلسطينية من شيكل ودولار ودينار، يخلق حالة من الارتباك المالي في ظل عدم وجود عملة وطنية".

وأوضح أن هناك فئات مستفيدة وأخرى متضررة من انخفاض الدولار شيكل، "فالمتضررون هم المؤسسات الدولية التي تتقاضى رواتبها بالدولار، والحكومة الفلسطينية والمواطنين الذين يتلقون منحا ومساعدات بعملة الدولار".

في حين أن المستفيدين، وفق المختص المالي، موظفو الحكومة الذين يتقاضون رواتبهم بالشيكل، "والمستفيد الأكبر من يدخر الدولار أو يقضي التزاماته بالدولار".

وأضاف: "المفترض أن يساعد انخفاض الدولار أمام الشيكل في هبوط أسعار السلع المستوردة، كون التاجر يشتري بضاعته من الخارج بالدولار ويبيعها في السوق المحلية بالشيكل".

وحول فرص تعافى الدولار، قال " خلال الفترة الحالية ليس من المتوقع أن نشهد تعافيا للدولار مقابل الشيكل، في انتظار رفع الفائدة الأمريكية العام المقبل أو بيانات اقتصادية سلبية "إسرائيلية"، أو تدخل حقيقي من بنك "إسرائيل" لإضعاف الشيكل.

وواصل الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء 2/11/2021، هبوطه أمام العملات في سوق التعاملات المالية ، فقد سجل سعر صرف الدولار : 3.12 شيكل

كلمات دلالية