د.الهندي: لا مستقبل للتطبيع مع "إسرائيل" في المنطقة وإيران تدعم المقاومة بدون أي تحفظّات

الساعة 02:42 م|26 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

يرى القيادي البارز في "حركة الجهاد الإسلامي" محمد الهندي، أن مسلسل "تطبيع العلاقات" بين إسرائيل والدول العربية "بلا مستقبل"، نظرا لأن شعوب الدول المُطبّعة "تعارضه وترفضه".

وذكر الهندي، رئيس الدائرة السياسية في الحركة، في مقابلة مع وكالة الأناضول، في مكتبه بمدينة غزة، أن الدول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، لجأت لذلك لاعتقادها بأن تل أبيب "ستوفر لها الحماية".

لكنه أضاف مستدركا: "قلنا لهم خلال المعركة الأخيرة (بغزة في مايو/أيار 2021)، إن إسرائيل لا تستطيع حماية نفسها".

ولمدة 11 يوما، شنت إسرائيل عدوانا على غزة، بين 10 و21 مايو الماضي، أسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين، فيما ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه مدن إسرائيلية.

وخاطب الهندي الدول المُطبّعة قائلا: "إسرائيل تحرص دائما أن تكون دول المنطقة بما فيها المتحالفين معها ضعفاء، كي تفرض هيمنتها".

وتابع: "دولة الاحتلال لا تقبل وجود شريك قوي لها، ولا تستطيع أيضا توفير الحماية له، بل تتدخل في الدول وتحارب حرية شعوبها ونهضتها".

ولمواجهة مسلسل التطبيع مع إسرائيل، يقول الهندي إن هذا الأمر يتطلب "وحدة فلسطينية داخلية".

وتابع: "الشعب الفلسطيني هو الأساس، إذا توحّد على نهج المقاومة وتعزيز الصمود يصبح التطبيع هامشيا لا قيمة له".

وأكمل: "تحالف دول الخليج مع إسرائيل لن يقدّم لها أي خدمة سواء على صعيدها العسكري أو الاقتصادي أو الرفاهية".

وقال :"البعض يلوم الفصائل على علاقتهم مع إيران، لكنه في المقابل يفتح الباب لعلاقات مع إسرائيل

ووقعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دولة عربية.

لقاءات القاهرة

وفي موضوع آخر، قال الهندي إن اللقاءات التي جمعت حركة "حماس"، بمسؤولين مصريين الشهر الجاري، هدفت لبحث "المشاريع الإنسانية بغزة وملف تحسين أوضاع السكان، وذلك كون الحركة هي المسؤولة عن إدارة القطاع".

وأردف: "بحثت حكومة حماس في مصر، ملفات كثيرة منها تحسين أوضاع السكان، وإعادة الإعمار، و(تسهيل) عبور المواطنين (عبر معبر رفح)، وقضايا أخرى متعلّقة بالسلع والأغذية".

واستضافت مصر بداية الشهر الجاري، وفدا رفيعا من "حماس" ترأسه زعيم الحركة إسماعيل هنية، لإجراء مباحثات مع قيادة المخابرات العامة حول مجمل القضايا الفلسطينية والمشتركة، إضافة إلى عقد اجتماع شامل لأعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة.

وأوضح أن اللقاءات التي تجريها مصر بشكل دوري مع الفصائل الفلسطينية "تستهدف بالدرجة الأولى ملف ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".

وذكر أن حركته تتبنى رؤية خاصة، تستند على "بناء مرجعية وطنية على أساس التصدّي لمخططات العدو (الإسرائيلي)، وتعزيز صمود الشعب، وحماية المقاومة".

ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، و"فتح"، ولم تفلح وساطات واتفاقات في إنهائه.

عملية السلام انتهت

ويرى الهندي أن المسيرة السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل للتوصل إلى تسوية "انتهت"، موضحًا بالقول: "لم يُعرض على الشعب أي مشروع يتعلق بإقامة دولة".

وقال إن كل الحديث في ذلك الإطار "تستغله إسرائيل لكسب الوقت، لمصادرة المزيد من الأراضي في الضفة، ومواصلة مشاريع التهويد في القدس".

ودعا الهندي السلطة الفلسطينية إلى "التوحّد مع الكل الفلسطيني وبناء مرجعية ورؤية واستراتيجية وبدائل وطنية".

واستكمل قائلا: "لا نقول لها (للسلطة الفلسطينية) تعالي إلى خندق المقاومة، بل دعونا نتفق على الحد الأدنى من البرنامج، أو نذهب لمرجعية وطنية تحكم خلافنا".

كما طالب الهندي بـ"إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لبرنامجها الكفاحي".

الأسرى

ويقول الهندي إن إسرائيل حاولت من خلال قمع أسرى حركته مؤخرا، التغطية على "فشلها الذريع المتمثّل بنجاح  6 من الاسرى من انتزاع حريتهم ".

وتابع: "هذا السجن الذي يشبه الخزنة الحديدية ويُشبّه بمعتقل غوانتانامو الأمريكي، نجح الأسرى باستخدام وسائل بدائية وأصابعهم، في حفر نفق يمتد لخارج السجن، والخروج من خلاله".

وعدّ الهندي ذلك الحدث بمثابة "فضيحة عالمية" بالنسبة لإسرائيل.

وفي 6 سبتمبر/أيلول الماضي  تمكن ستة أسرى من انتزاع حريتهم  عبر نفق من سجن جلبوع  ، لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.

وذكر القيادي بالحركة أن معركة الإضراب عن الطعام، التي خاضها الأسرى وانتهت باتفاق مساء الخميس، جاءت "للنضال من أجل نيل حقوق الأسرى في حدودها الدُنيا".

وأشار إلى أن الإضراب كان "برنامج الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية بكل أطيافها وفصائلها، وليس برنامج حركة الجهاد لوحده".

وحذّر الهندي إسرائيل من "استهداف أي أسير فلسطيني داخل السجون"، داعيا الشعب إلى مواصلة "فعاليات الإسناد لهم".

والخميس، قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" في بيان، إن "أسرى الجهاد الاسلامي أوقفوا جميع خطواتهم في سجون الاحتلال، بعد التوصل إلى اتفاق يقضي برفع غالبية العقوبات التي تم فرضها عليهم (بعد عملية نفق الحرية)"؛ بعد 9 أيام من إضراب عن الطعام خاضه 250 أسير من حركة الجهاد الاسلامي.

  مستقبل الصراع

ويعتقد الهندي أن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتمركز في الضفة الغربية المحتّلة، وليس في قطاع غزة.

ويقول عن ذلك إن "الوضع في القدس خطير، وإسرائيل فتحت ملف القدس، وتستغل حالة التطبيع من بعض الحكام العرب والانسحاب الأمريكي من المنطقة، لمحاولة فرض أجندتها الخاصة بالمدينة والضفة المحتلّة".

وتابع: "وتيرة مصادرة الأراضي عالية، والتهويد أيضا، كما بدأ القضاء الإسرائيلي بالتحرك لإخلاء وتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في (حي) الشيخ جراح بالقدس".

ودعا الشعب الفلسطيني في الضفة المُحتلّة إلى "إشعال انتفاضة عارمة"، رفضا للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية.

  التضييق على "أونروا"

ورفض الهندي الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، بحق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وقال إن "تلك السياسة محاولة للضغط على المنظّمة الأممية، التي أنشأت في الأساس لرعاية اللاجئ".

وأوضح أن تلك الأطراف ترغب اليوم بـ"التدخل في المنهاج الفلسطيني، وإنهاء الرواية الفلسطينية، والتضييق على المساعدات التي تقدّم للمحتاجين منهم".

واستكمل قائلا: "جزء من المساعدات التي تأتي للمخيمات الفلسطينية، تذهب كرواتب عالية، لبعض المدراء الأجانب، من الجنسيات المختلفة، في الوكالة".

وجدد التأكيد على أن "قضية اللاجئين هي عنوان كل القضية الفلسطينية".

وتقول فصائل فلسطينية إن الاتحاد الأوروبي يربط دعمه السنوي لـ"أونروا" بتغيير المنهاج الفلسطيني، بينما تشترط واشنطن عودة الدعم الأمريكي للوكالة بعدة بنود تصفها الفصائل بـ"المجحفة بحق اللاجئين".

  العلاقة مع إيران

وحول طبيعة العلاقة بين "الجهاد الإسلامي" وإيران، قال القيادي في الحركة: "نحن بجانب كل من يقف مع الشعب الفلسطيني ويحترمه، وندعو الجميع للوقوف معه".

وأضاف الهندي إن "إيران تدعم الشعب والمقاومة، بكل أشكال الدعم المُمكنة، بدون أي تحفظّات".

وبيّن الهندي أن مصلحة القضية الفلسطينية التي تُعتبر "قضية الأمة"، أن "يكون للفصائل علاقات مع الجميع على أساس مواجهة العدو الصهيوني".

وأدان "توجيه بعض الأطراف (لم يذكرها) اللوم، لفصائل المقاومة الفلسطينية، لعلاقتهم مع إيران".

وقال عن ذلك: "البعض يلوم الفصائل على علاقتهم مع إيران، لكنه في المقابل يفتح الباب لعلاقات مع إسرائيل".

وأردف: "من لا يريد أن يشارك في مواجهة إسرائيل نُعفِه من ذلك، لكن ندعوه ألا يصنع تحالفا مع العدو الذي يقتلنا ويريد قتلهم أيضا".

كلمات دلالية