أصدقاء الشهيد الشقاقي : كان شخصية قيادية فذة فاقت كل أبناء جيله

الساعة 11:08 م|25 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

أكد متحدثون رافقوا مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور فتحي الشقاقي، أن شخصية الشهيد الشقاقي كانت شخصية قيادية فذة فاقت كل أبناء جيله فكان قارئاً من الطراز الأول وكان استثنائيًا متوهجًا ومتواضعًا وناصحًا أمينًا وموسوعة ثقافية لا يتكرر واستطاع نقل المعركة الميدانية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتوجت بعملية "بيت ليد" في التسعينيات الماضي.

واتفق هؤلاء، على أن المؤسس الشقاقي صاحب مشروع وطني ضد الاستعمار الصهيوني في المنطقة، وأثرت شخصيته في أجيال قادمة أبدعت في محاربة الاحتلال وقادت حركة الجهاد الإسلامي على خطاه.

جاء ذلك، خلال ندوة بعنوان "الدكتور فتحي الشقاقي في عيون اصحابه" نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث في مدينة غزة، وذلك في ذكرى استشهاده 26 عاما، كما واستعرض من خلال المتحدثون، شهادات من حياته.

شخصية قوية

وأكد عبد العزيز الشقاقي، شقيق المؤسس فتحي الشقاقي، أن الشهيد كان بالنسبة له يمثل دور الأب، في غيابه الذي كان يعمل في سيناء المصرية آنذاك، كما أنه اكتسب شخصيته القوية من والدته التي استمد وتعلم منها الكثير، قبل أن تتوفى في بداية الثلاثينات من عمرها .. وحزن حزناً شديدا عليها بعد وفاتها.

واستعرض الشقاقي، الأصغر سنًا من الشهيد بأربع سنوات، جانب من حياة شقيقه المؤسس فتحي اليومية التي اتسمت بالبساطة، موضحًا أنه كان يتميز بتحمله للمسؤولية وذا شخصية قياديه بالإضافة إلى أنه لديه ثقافة واسعة رغم صغر سنه.

وأشار إلى أن الشهيد كان طالبًا متميزًا في المدرسة وحاصل على المرتبة الأولى في أغلب دراسته حتى دراسته الجامعية في بيرزيت مدة عامين، بتخصص الرياضيات.

وقدم الشقاقي، نموذجًا من حياة المؤسس في تطور مراحل وعيه في مواجهة الاحتلال، إذ تأثر شقيقه بكتاب "معالم" للمؤلف سيد قطب، وعمل تحول كبير في شخصيته، وذلك بعد اندلاع حرب 67 التي شنتها "إسرائيل"على مصر.

وتابع: إن "الشهيد فتحي الشقاقي انتقل مع نشطاء من قطاع غزة إلى الضفة الغربية لاستكمال التعليم الجامعي، ثم عمل مدرسًا في دار الأيتام في القدس، وهناك نقل ايضًا نشاطه الثقافي الرافض للاحتلال، إلى نشطاء من الضفة".

ناصحًا أمينًا

أما، علي شاكر، الذي رافق مؤسس حركة الجهاد الإسلامي أثناء دراسة الطب في مصر، وصف شخصيته بـ"العجيبة والنادرة واستثنائيًا ومتوهجًا ومتواضعًا وناصحًا أمينًا وموسوعة ثقافية لا يتكرر".

وقال شاكر: إن "الشهيد الشقاقي كان صاحب مشروع وطني رافض للوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، وعبر عن ذلك في العديد من المقالات التي نشرها في مجلات وصحف عدة".

وأضاف أن ما يميز الشهيد قراء باستمرار ومطلع على جميع ما تنشره المواقع الإخبارية المصرية والصحف الاجنبية التي كان يطالعها باستمرار، إلى جانب اهتمامه بالقراءة الأدبية التي شكلت له الوعي الثقافي والسياسي.

قارئًا

من جهته، أكد باسم شعبان، وهو رفيق المؤسس في دراسة الطب، أن مفتاح شخصية فتحي الشقاقي هي القراءة ، وكان يعتبر الوقت بالنسبة له "نوع من الجدل مع حوادث الدهر، وأنه لابد للإنسان أن يتفاعل مع الواقع".

وقال شعبان، في مستهل حديثه عن الشهيد المؤسس، أنه كان يحث الشباب على قراءة المقالات والروايات التي رفعت من أسهم وعيهم على فهم الأحداث السياسية الحاصلة في فلسطين والمنطقة العربية.

وأشار إلى أن الشهيد تأثر بالثورة الإيرانية في عام 1979 التي أسقطت نظام شاه حليف (إسرائيل) وأيدت الثوة الفلسطينية ضد الاحتلال.

كما واستعرض في حديثه عن حياة المؤسس ومدى حبه للقراءة ونشره العديد من المقالات، في مجلة الفرنسان والمختار الإسلامي.

وعن اعتقاله، أوضح شعبان، أن اعتقال الاحتلال للشهيد فتحي مدة عامين لم يثنيه بعد الافراج عنه عن استكمال نشاطه وقراءته والدعوة لمواجهة الاحتلال.

مستشرف للمستقبل

من جانبه، قال الداعية الاسلامي عمر فورة، عن الدكتور الشقاقي التي تأثر به، منذ اللقاء الأول في مدينة الزقازيق المصرية في السبعينيات، إن "فتحي الشقاقي كان مستشرفًا للمستقبل، وقد شكل أظافر الحركة الإسلامية، وذلك عبر نقلها إلى ميدان المعركة مع العدو".

وأضاف فورة، أن "المؤسس تخطى حاجز المذهبي بين السنة والشيعة، في قوة ورجاحة فكره الإسلامي الوسطي".

أما د. طاهر اللولو وصفه، بأنه "مبدعًا ومفكرًا وشاعرً ومفوهًا بالكلام الجميل"، كما تحدث عن مدى تأثره بالثورة الإيرانية وإعجاب الإيرانيين فيه وبأسلوبه.

 

كلمات دلالية