خبر فروانة : الاعتقالات في الضفة الغربية أضحت جزء من الحياة اليومية

الساعة 08:36 ص|07 ابريل 2009

فلسطين اليوم- غزة

أعرب الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، عن قلقه من استمرار الاعتقالات الجماعية والعشوائية وتصاعدها في محافظات الضفة الغربية دون ضرورة أو مبرر حتى وفقاً لمفاهيم الاحتلال وقوانينه الظالمة وادعاءاته الزائفة.

 

وأوضح فروانة، بأن الاعتقالات باتت جزءاً من ثقافة كل من يعمل في مؤسسة الاحتلال الأمنية، وغدت تقليداً ثابتاً في سلوكهم، وجزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين هناك، حيث لا يمضي يوم واحد إلا ويشهد حالات اعتقال عديدة، والتي بعضها تنفذ استناداً لما يدعيه الاحتلال من ضرورات أمنية وفقاً لقوانينه، ولكن غالبيتها تنفذ كإجراء انتقامي ومزاجي وأحياناً ابتزازي.

 

ورأى فروانة، أن الخطورة في وتيرة تلك الاعتقالات تكمن في أنها تسير بتصاعد وارتفاع تدريجي ملحوظ منذ بداية العام الجاري، مؤكداً أنه سُجل خلال مارس-آذار المنصرم اعتقال (395 ) مواطناً من محافظات الضفة الغربية والقدس، بزيادة مقدارها ( 30 ) حالة عن الشهر الذي سبقه، في الوقت الذي تشهد فيه تلك المناطق هدوءاً نسبياً إن جاز التعبير.

 

وبيَّن فروانة، أن بعض المعتقلين يتم اعتقالهم من البيت، والبعض الآخر من الشارع أو على الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة بين محافظات الضفة الغربية، فيما شملت الاعتقالات خلال مارس- آذار الماضي نواب ووزراء سابقين وقيادات سياسية ينتمون إلى حركة "حماس" عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق عن فشل إتمام صفقة تبادل الأسرى، كخطوة انتقامية للضغط على الفصائل آسرة "شاليط"، كما طالت الاعتقالات ثلاث مواطنات اثنتان منهن تعملان بشؤون الأسرى (سناء الحيح ورجاء الغول)، وعشرة أطفال ، في الوقت الذي شملت بعض المواطنين المقدسيين.

 

وأكد فروانة، أن مجمل تلك الاعتقالات تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الإنساني، ويصاحبها في أغلب الأحيان إهانة وتنكيل واعتداء جسدي، فيما يزج بهم في أماكن احتجاز تفتقر للمعاملة الإنسانية وللشروط الحياتية الأساسية.

 

ودعا، المؤسسات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية تجاه ما يجري من اعتقالات عشوائية هناك لا مبرر لها على الإطلاق، وما يتعرض له المعتقلين من معاملة سيئة وحرمانهم من أبسط حقوقهم .

 

يذكر بأن سلطات الإحتلال اعتقلت منذ العام 1967 ، و لغاية اليوم قرابة 750 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من عشرة آلاف فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال، فيما لا تزال تحتجز الآن في سجونها قرابة عشرة آلاف معتقل موزعين على أكثر من عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف بينهم ( 540 ) معتقلا ادارياً ، والعشرات من معتقلي قطاع غزة استناداً لقانون " مقاتل غير شرعي " أو مقاتل عدو".