خلال مشاركته في مؤتمر مسارات ومآلات القضية الفلسطينية

نعيم: حصار غزة استهدف خلق جيل محبط وشروط الرباعية لم تعد صالحة

الساعة 01:11 م|14 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

أكد الدكتور باسم نعيم رئيس مجلس العلاقات الدولية – فلسطين ووزير الصحة الفلسطيني الأسبق اليوم الخميس 14/10/2021، أن الأوضاع المأساوية التي تعيشها غزة جراء الحصار الظالم تأتي في سياق سياسي بحت، ولذلك لا يمكن فصل قطاع غزة وما يتعرض له من عدوان عن المسار السياسي العام للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نعيم عن بعد في مؤتمر بعنوان: "مسارات ومآلات القضية الفلسطينية"، عقده منظمات حقوقية ومدنية عربية ودولية بمشاركة نخبة من الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في جنيف والخارج.

وأشار نعيم إلى أن الحصار لم يُفرض إلا لأن الفلسطينيين يمتلكون إرادة القتل والنضال ويحلمون بالحرية والاستقلال والدولة، وغزة سطرت في السنوات الأخيرة معارك تميزت بالصمود والتحدي على كل المستويات.

وأكد نعيم أن الحصار فُرض لسببين رئيسيين، أولهما لأن قطاع غزة وقيادته وتنظيماته يؤمنون بشكل راسخ أن مشروع السلام فشل وإمكانيات السلام مع العدو غير قابلة للتحقيق وأن الحل الوحيد هو المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي يكفلها القانون الدولي. خاصة في ظل فشل مشروع أوسلو الذي كبل الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال ومستوطناته وأعطى فرصة للعدو لتهويد القدس.

والسبب الثاني، وفقًا لنعيم، أن الشعب الفلسطيني في إطار علاقته الداخلية ورؤيته للنضال مارس حقه الطبيعي في الانتخابات التي شاركت بها حماس وقوى المقاومة بدفع من قوى دولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن المفاجأة أن حماس فازت بالأغلبية، مما استدعى هيلاري كلينتون للقول في مذكراتها بأنهم اخطأوا بسماحهم بإجراء انتخابات لم يضمنوا نتائجها، مما يدلل أنهم يريدون ديمقراطية على مزاجهم.

وأضاف: فُرضت بعد ذلك شروط الرباعية التي اعترف الكثير من الدبلوماسيين الأوروبيين بأنها خطيئة وأنهم أجبروا عليها بضغط من الولايات المتحدة.

وأوضح رئيس مجلس العلاقات الدولية أنه على مدار 16 عامًا من الحصار نشأ جيل كامل حاول العدو زرع عقلية الحصار فيه، وكسر إرادته وإحباطه كي لا يرى أمامه أي مستقبل.

وذكر نعيم أن الحصار تخلله حروب متتالية إجرامية، وارتكاب جرائم حرب ولم يتوقف العدوان سواءً بالحصار أو الاستهداف المباشر.

وفي نهاية مداخلته قال نعيم إن السبيل الوحيد لكسر الحصار هو استمرار الصمود ومناصرة الشعب الفلسطيني من قبل أحرار العالم لإجبار المجتمع الدولي لإحداث تغيير حقيقي على الأرض، مضيفًا: نحن لم نستسلم ولو خيرنا أن نموت بالجوع أو القصف، سنختار الموت بالكرامة وليس بالذل والجوع.

وتمنى نعيم من هذه المؤتمرات أن ترفع صوت الشعب الفلسطيني إلى كل أنصاره والمؤسسات الدولية والحقوقية حول العالم، وإيصال رسالة بأن استمرار جريمة الحصار لم يعد مقبولًا ويجب إنهائه.

ودعا نعيم إلى إنهاء الانقسام الذين يزيد من وطأة الحصار، وقال بأن السبيل الآن هو إجراء الانتخابات للسماح للشعب الفلسطيني باختيار قيادته بعد الفشل المتتابع في إنجاز المصالحة عبر اللقاءات المتعددة.

كلمات دلالية