خبر بدأ بالقدم اليمنى-معاريف

الساعة 09:44 ص|06 ابريل 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

 (المضمون: لم يعد نتنياهو قادرا على ان يتجه الا الى اليمين. والا فان حكومته ستتفكك له بين يديه مثلما حصل لحكومته السابقة - المصدر).

اسبوع على اقامة حكومة نتنياهو وبات ممكنا تحديد بضعة اتجاهات. رئيس الوزراء أقام حكومة شبعة جدا، يمكنها ان تصمد لزمن طويل، الا اذا اتخذت خطوات دراماتيكية على المستوى السياسي والاقتصادي؛ ثانيا، نتنياهو اتخذ بضع خطوات فهيمة من ناحية سياسية داخلية، يمكنها ان تضمن له استقرارا حتى لو لم تكن تبدو سليمة على المستوى الجماهيري؛ ثالثا، نتنياهو اخذ في اول جلسة للحكومة عدة قرارات ممتازة.

لقد بنى نتنياهو حكومة الجميع راضون عنها بشكل عام، باستثناء سلفان شالوم. الشركاء الطبيعيون تلقوا كل ما ارادوه. افيغدور ليبرمان اخذ ستة حقائب مكتنزة لاسرائيل بيتنا. شاس حظيت برفع المستوى، استبدلت حقائب الاتصالات والصناعة والتجارة بحقيبتي الداخلية والاسكان واضافت مليار ونصف شيكل لمخصصات الاولاد. وفي الاسبوع الماضي انضم اصوليو يهودت هتوراه مع وزارة الصحة، رئاسة لجنة المالية، تشريع ديني ومئات ملايين اخرى من الشواكل لمؤسساتهم. وعلى الطريق هناك لجان البيت اليهودي السعداء مع البروفيسور دانييل هرتشكوفيتس المجهول الذي اصبح وزيرا للعلوم.

كما ان الشريك غير الطبيعي حصل على ما يريد ايضا. حزب العمل انضم مع خمس وزارات جيدة، زائد نائبة وزير، مقابل هذه الحقائب ربط الحزب يده وسد فمه. خطاب "الحرب" لوزير الخارجية افيغدور ليبرمان يوم الاربعاء الماضي ترك العمل لا مباليا ووزراءه غارقين في كراسيهم. بعد ان تخلوا عن الدولتين للشعبين يركل وزراء اليسار مع ليبرمان بمسار انابوليس. ما الذي يحتاجه نتنياهو اكثر من ذلك؟

نتنياهو حقق هدوءا في الليكود. اعطى ثلاث حقائب كبيرة كانت تحت تصرفه لثلاثة من كبار مخلصيه: يوفال شتاينتس في المالية، جدعون ساعر في التعليم، واسرائيل كاتس في المواصلات. الحقائب الاخرى وزعها لكل من يرغب، بحيث ان  احدا من الليكود في واقع الامر لم يبق في الخارج. وسلفان؟ هو معزول، عديم القوة الحقيقية في الليكود، وبعد ان انضم العمل الى الحكومة لم يعد يمكنه ان يهدد الاغلبية الائتلافية لنتنياهو.

الى اين تسير هذه الحكومة؟ الراحة والانتفاخ هذين يدعوان الى جمود سياسي وتعطل اقتصادي. نتنياهو يمكنه ان يتوجه اليوم الى اليمين فقط، وليس الى اليسار. لا يمكنه ان يحقق او حتى يتبنى خريطة الطريق اذ ان حكومته ستتفكك له بين يديه، تماما مثل السابقة. خذوا مثلا اختبار المستوطنة غير القانونية في ميغرون. هل نتنياهو يريد ويستطيع ان يخليها بالقوة، كما يفترض الفصل الاول من خريطة الطريق؟ لا امل. هل ايهود باراك سيخليها؟ لا شيء.

كما ان القصة الاقتصادية غير بسيطة. نتنياهو، الوزير الاعلى للاستراتيجية الاقتصادية يقول ان الاقتصاد الاسرائيلي يشبه قارب سباق صغير وعليه فمن الاسهل تغيير الاتجاه فيه. السؤال هو اذا كانت التغييرات الدراماتيكية التي يعد بها ستؤدي ايضا الى اجراءات اقتصادية متشددة والى المس بالضعفاء، مثلما فعل ذات مرة، حين كان وزيرا للمالية. حزب العمل العاجز يمكنه ان يسلم حتى بهذا، ولكن ما المشوق ان نعرف كيف سيتصرف عوفر عيني، رئيس الهستدروت الذي اعلن انه سيخرج العمل من الحكومة اذا تنكر نتنياهو بالوعود الاجتماعية التي قطعها.

ولكن حتى القرارات الثورية هناك الكثير مما يمكن عمله، ونتنياهو يفعل ذلك جيدا. في الجلسة الاولى اتخذت الحكومة الجديدة ثلاثة قرارات هامة فقد جمدت الحكومة مشروع ديوان رئيس الوزراء والذي تضم ايضا بناء منزل لرئيس الوزراء فوفرت 650 مليون شيكل؛ الحكومة قررت في خطوة طوارىء زيادة المساعدة للجمعيات الخيرية؛ كما قررت الحكومة منع اقالات لاصحاب وظائف الثقة في الوزارات الحكومية. خطوة منطقية، تعبر عن التحفظ على التعيينات السياسية التي كانت مستطابة من الحكومات السابقة.