الصداع النصفي مصدره من اللغة اليونانية من الكلمة (Hemicrania)، وتعني بالترجمة الحرفية نصف الجمجمة.
الاسم مستمد من إحدى مميزات الصداع النصفي، إذ أن الصداع النصفي عادةً يُصيب نصف الرأس، وهو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، وهو مرض شائع لدى حوالي 12% من الأشخاص.
يُمكن تصنيف نوبات الصداع النصفي إلى نوعين:
هو النوع الأكثر شيوعًا حتى 66% من نوبات الصداع النصفي هي مع هالة، وكانت تُسمى في السابق الشقيقة الكلاسيكية، وقد حددت الجمعية الدولية للصداع (International headache society) تعريف الصداع النصفي وفقا للمؤشرات الآتية:
هو الصداع النصفي الذي تكون نوبتان منه على الأقل مصحوبة بأورة مميزة للاضطرابات الآتية:
ينتشر الصداع النصفي بصورة كبيرة جدًا بين سكان الدول الغربية وقد عانى 18% من النساء و 6% من الرجال على الأقل من الصداع النصفي مرة واحدة على الأقل.
60% - 70% من الذين يُعانون من الصداع النصفي من النساء.
قبل سن البلوغ تبلغ نسبة انتشار الصداع النصفي نحو 4% ثم يزداد انتشارها، في مرحلة تالية وخاصة بين الفتيات حتى سن 40 عامًا.
بعد سن 40 عامًا ومع التقدم في السن يبدأ انخفاض في الإصابة بالصداع النصفي.
نسبة الانتشار الأعلى بين النساء هي في سن بين 25 - 55 عامًا.
الصداع النصفي لا يُعرّض حياة المرضى للخطر، لكنه يُسبب ضررًا كبيرًا في جودة الحياة ومسارها الطبيعي، ويُسبب خسارة أيام عمل وخسائر مادية.
في المرحلة الأولى من النوبة تظهر لدى نحو الثلث من المصابين أعراض مسبقة تستمر من ساعات حتى أيام قبل حصول النوبة، وتشمل هذه الأعراض:
تحدث النوبات لدى المرضى الذين يُعانون من الصداع النصفي بوتيرة تبلغ مرة واحدة في الشهر تقريبًا، لكن بعض المرضى يُعانون من عدة نوبات في الأسبوع، وهنالك نوبات تستمر أكثر من 3 أيام دون انقطاع (Status migrainosus).
من أبرز الأعراض الخاصة بنوعي الصداع النصفي:
تظهر الأورة عادةً قبل بداية ظهور الصداع، لكنها قد تظهر في بعض الأحيان خلال الصداع أو بعده، وتستغرق أقل من ساعة، بسبب التشابه يُعتقد أحيانًا بأنها سكتة دماغية، لكنها لا تنجم عن انسداد في وعاء دموي، ولا حتى عن توقف في تدفق الدم إلى جزء معين من الدماغ.
في الآتي أبرز الأعراض المتعلقة بوجود هالة مع الصداع النصفي:
هناك العديد من العوامل والأسباب للشقيقة.
المسبب الحقيقي للصداع النصفي لا يزال غير معروف وغير واضح تمامًا، لكن من المعروف اليوم أن هناك أمور تُؤثر فيه وذات علاقة بظهوره.
يعمل في الدماغ جهاز يُدعى الجهاز الوعائي الثلاثي التوائم (Trigeminovascular system) مصمم لحماية الدماغ من العوامل الضارة، عندما يقوم عامل خارجي بتنبيه العصب الثلاثي التوائم (nerve Trigeminal) في الجمجمة، يقوم هذا العصب بإفراز محفزات الألم إلى داخل الأوعية الدموية الموجودة في غلاف الدماغ، مما يُسبب إفراز وسطاء التهابات أخرى من الخلايا البدينة (Mast cell)، فتقوم هذه بدورها باجتذاب الخلايا الالتهابية إلى تلك المنطقة.
تقوم الخلايا البدينة بإفراز مواد كيميائية تُسبب تغيرات في قطر الأوعية الدموية وزيادة نفاذية (Penetrability) جدران الأوعية الدموية، وبالتالي ابتكار حالة الالتهابات العصبية المنشأ (Neurogenic inflammation)، في هذه الحالة سيكون تغلغل وسطاء الألم وتوسع الأوعية الدموية من مسببات الألم أيضًا.
من أسباب المحفزة للصداع النصفي:
المرض ذو تأثّر عائلي كبير، فلدى نحو 70% من الذين يُعانون من الصداع النصفي قريب من الدرجة الأولى يُعاني منه، كما أن أقارب من الدرجة الأولى للشخص الذي يُعاني من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من أشخاص آخرين، بمعدل 1.5 - 2 مرات أكثر.
إذا كان الصداع النصفي مع أورة يرتفع المعدل إلى أربعة أضعاف، وقد تم حتى الآن اكتشاف طفرات (Mutation) في عدد من الجينات تُسبب أشكالًا معينة ونادرة من الصداع النصفي، مثل: مرض الشقيقة الفالجية العائلية (Familial hemiplegic migraine)، ولا ينجم الصداع النصفي في معظم الحالات عن خلل في جين واحد بل يرتبط بعوامل عدة، سواء وراثية أو بيئية.
المحفزات الأكثر شيوعًا لحصول النوبة هي:
هناك العديد من الأدوية الأخرى التي قد تُسبب الشقيقة.
من أهم عوامل الخطر:
من أبرز مضاعفات الصداع النصفي التعرض للأمراض الآتية:
في الغالب لا توجد حاجة إلى أية فحوصات على الإطلاق، يُمكن تشخيص المرض استنادًا على وصف المريض، والقيام بالفحص العصبي الجسدي.
أحيانًا يلجأ الطبيب لإجراء فحوصات أخرى، مثل:
يتكون علاج الصداع النصفي من عدة أنواع علاجية:
من أهم الإجراءات السلوكية المتبعة:
عادةً يُوصف هذا العلاج للأشخاص الذين يُعانون من أكثر من 4 نوبات صداع نصفي في الشهر الواحد والذي تفوق مدة 12 ساعة وأكثر.
الأهداف الرئيسية للعلاج المانع:
فئات الأدوية التي لها فعالية في منع نوبات الصداع النصفي:
هنالك العديد من الأدوية التي أثبتت فعاليتها علميًا لعلاج نوبات الصداع النصفي الحادّة، ونستطيع تقسيمها على النحو الآتية:
من أهم العلاجات المستخدمة للشقيقة هي ما يأتي:
هي أدوية طُورت خصيصًا لعلاج الشقيقية، وهي من نوع ناهضات الناقل العصبي والذي يُدعى سيروتنين (Serotonin)، ومن أنواع الأدوية في هذه الفئة:
لهذه الأدوية تأثير جيد وفعالية عالية في وقت النوبة.
لهذه الأدوية دور مساند ومساعد لعلاج تخفيف آلام الصداع ومنع حالات التقيّؤ المرافقة للصداع في نوبات الصداع النصفي.
من أنواع الأدوية في هذه الفئة:
هذه الأدوية أيضُا ترتبط بمستقبلات سيروتنين.
أنواع الأدوية من هذه الفئة هي: الإرغوتامين (Ergotamine)، والديهيدروارجوتامين (DihydroErgotamine).
قد أثبت هذا الدواء فعاليته في تخفيف تجدد حدوث نوبة الصداع النصفي إذا تم إعطاء الدواء أثناء حدوث النوبة الحادة.
يُمكن الوقاية من الشقيقة من خلال: