أسباب الصداع النصفي وطرق علاجه

الساعة 01:56 م|11 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

الصداع النصفي مصدره من اللغة اليونانية من الكلمة (Hemicrania)، وتعني بالترجمة الحرفية نصف الجمجمة.

الاسم مستمد من إحدى مميزات الصداع النصفي، إذ أن الصداع النصفي عادةً يُصيب نصف الرأس، وهو مرض مزمن يتجلى في حالات متكررة من الصداع مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، وهو مرض شائع لدى حوالي 12% من الأشخاص.

أنواع الصداع النصفي

يُمكن تصنيف نوبات الصداع النصفي إلى نوعين:

1. الصداع النصفي من دون هالة (Migraine without aura)

هو النوع الأكثر شيوعًا حتى 66% من نوبات الصداع النصفي هي مع هالة، وكانت تُسمى في السابق الشقيقة الكلاسيكية، وقد حددت الجمعية الدولية للصداع (International headache society) تعريف الصداع النصفي وفقا للمؤشرات الآتية:

  • يُصاب المريض بخمس نوبات نموذجية مميزة في حياته.
  • يستمر الصداع النصفي من 4 - 72 ساعة.
  • تشمل خصائص الألم ميزتين اثنتين على الأقل، من الآتي:
  1. تمركز الألم في جانب واحد فقط.
  2. ظهور الألم كأنه نبض.
  3. الألم معتدل حتى حاد.
  4. تفاقم الألم عند ممارسة مجهود جسماني.
  • لا تُعزى النوبات إلى مشكلة أخرى.
  • 2. الصداع النصفي المصحوب بالأورة (Migraine with aura)

    هو الصداع النصفي الذي تكون نوبتان منه على الأقل مصحوبة بأورة مميزة للاضطرابات الآتية:

  • خدر أو اضطراب في الكلام سرعان ما يختفيان تمامًا.
  • اضطراب في جهة واحدة، أو في كلتا الجهتين.
  • اضطراب في مجال الرؤية، يظهر على شكل ومضات، أو بريق، أو خطوط، أو بقع أو انعدام الرؤية.
  • الصداع النصفي النموذجي يتطور خلال الأورة أو في غضون 60 دقيقة من ظهورها.
  • انتشار المرض

    ينتشر الصداع النصفي بصورة كبيرة جدًا بين سكان الدول الغربية وقد عانى 18% من النساء و 6% من الرجال على الأقل من الصداع النصفي مرة واحدة على الأقل.

    60% - 70% من الذين يُعانون من الصداع النصفي من النساء.

    قبل سن البلوغ تبلغ نسبة انتشار الصداع النصفي نحو 4% ثم يزداد انتشارها، في مرحلة تالية وخاصة بين الفتيات حتى سن 40 عامًا.

    بعد سن 40 عامًا ومع التقدم في السن يبدأ انخفاض في الإصابة بالصداع النصفي.

    نسبة الانتشار الأعلى بين النساء هي في سن بين 25 - 55 عامًا.

    الصداع النصفي لا يُعرّض حياة المرضى للخطر، لكنه يُسبب ضررًا كبيرًا في جودة الحياة ومسارها الطبيعي، ويُسبب خسارة أيام عمل وخسائر مادية.

    أعراض الصداع النصفي

    1. أعراض قبل حصول نوبة الصداع النصفي

    في المرحلة الأولى من النوبة تظهر لدى نحو الثلث من المصابين أعراض مسبقة تستمر من ساعات حتى أيام قبل حصول النوبة، وتشمل هذه الأعراض:

  • تغيرات مزاجية.
  • التعب.
  • صعوبة التركيز.
  • الجوع.
  • تصلب الرقبة.
  • 2. أعراض نوبة الصداع النصفي

    تحدث النوبات لدى المرضى الذين يُعانون من الصداع النصفي بوتيرة تبلغ مرة واحدة في الشهر تقريبًا، لكن بعض المرضى يُعانون من عدة نوبات في الأسبوع، وهنالك نوبات تستمر أكثر من 3 أيام دون انقطاع (Status migrainosus).

  • أعراض الصداع النصفي العامة

  • من أبرز الأعراض الخاصة بنوعي الصداع النصفي:

  • يبدأ الألم عادةً في أحد جانبي الرأس، لكنه ينتقل في بعض الأحيان إلى الجانب الآخر، ثم تزداد حدته تدريجيًا في غضون ساعات.
  • يكون الصداع مصحوبًا بالغثيان، وقيء في بعض الأحيان. 
  • يُصبح هناك حساسية زائدة للمنبهات، مثل: الضوء، والضجيج، والرائحة.
  • يُفضل المريض الاستلقاء في الظلام والهدوء حتى انتهاء النوبة وزوالها.
  • يُمكن أن تكون النوبة مصحوبة بشعور بالتعب، أو العطش، أو فرط التبول، أو الشحوب، التعرق، أو الجوع أو انعدام الشهية.
  • يُمكن أن يحصل هبوط في القدرة على التركيز، وشعور بالكآبة، والقلق، والعصبية.
  • ضعف التركيز.
  • أعراض الصداع النصفي مع الأورة

  • تظهر الأورة عادةً قبل بداية ظهور الصداع، لكنها قد تظهر في بعض الأحيان خلال الصداع أو بعده، وتستغرق أقل من ساعة، بسبب التشابه يُعتقد أحيانًا بأنها سكتة دماغية، لكنها لا تنجم عن انسداد في وعاء دموي، ولا حتى عن توقف في تدفق الدم إلى جزء معين من الدماغ.

    في الآتي أبرز الأعراض المتعلقة بوجود هالة مع الصداع النصفي:

  • اضطراب الرؤية.
  • اضطراب الإحساس.
  • انخفاض قوة الجسم في الجهة اليمنى أو اليسرى.
  • اضطراب في التوازن.
  • اضطراب في الكلام.
  • أسباب وعوامل خطر الصداع النصفي

  • هناك العديد من العوامل والأسباب للشقيقة.

    1. أسباب الصداع النصفي

    المسبب الحقيقي للصداع النصفي لا يزال غير معروف وغير واضح تمامًا، لكن من المعروف اليوم أن هناك أمور تُؤثر فيه وذات علاقة بظهوره.

    يعمل في الدماغ جهاز يُدعى الجهاز الوعائي الثلاثي التوائم (Trigeminovascular system) مصمم لحماية الدماغ من العوامل الضارة، عندما يقوم عامل خارجي بتنبيه العصب الثلاثي التوائم (nerve Trigeminal) في الجمجمة، يقوم هذا العصب بإفراز محفزات الألم إلى داخل الأوعية الدموية الموجودة في غلاف الدماغ، مما يُسبب إفراز وسطاء التهابات أخرى من الخلايا البدينة (Mast cell)، فتقوم هذه بدورها باجتذاب الخلايا الالتهابية إلى تلك المنطقة.

    تقوم الخلايا البدينة بإفراز مواد كيميائية تُسبب تغيرات في قطر الأوعية الدموية وزيادة نفاذية (Penetrability) جدران الأوعية الدموية، وبالتالي ابتكار حالة الالتهابات العصبية المنشأ (Neurogenic inflammation)، في هذه الحالة سيكون تغلغل وسطاء الألم وتوسع الأوعية الدموية من مسببات الألم أيضًا.

    من أسباب المحفزة للصداع النصفي:

  • التأثير العائلي

  • المرض ذو تأثّر عائلي كبير، فلدى نحو 70% من الذين يُعانون من الصداع النصفي قريب من الدرجة الأولى يُعاني منه، كما أن أقارب من الدرجة الأولى للشخص الذي يُعاني من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من أشخاص آخرين، بمعدل 1.5 - 2 مرات أكثر.

    إذا كان الصداع النصفي مع أورة يرتفع المعدل إلى أربعة أضعاف، وقد تم حتى الآن اكتشاف طفرات (Mutation) في عدد من الجينات تُسبب أشكالًا معينة ونادرة من الصداع النصفي، مثل: مرض الشقيقة الفالجية العائلية (Familial hemiplegic migraine)، ولا ينجم الصداع النصفي في معظم الحالات عن خلل في جين واحد بل يرتبط بعوامل عدة، سواء وراثية أو بيئية.

  • المحفزات الخارجية

  • المحفزات الأكثر شيوعًا لحصول النوبة هي:

  • التوتر والتعب.
  • كثرة النوم.
  • الصيام وعدم انتظام الأكل في تخطي بعض الوجبات.
  • شرب الكافيين والمشروبات الكحولية.
  • الطمث.
  • التغيرات في الضغط الجوي (Barometric pressure).
  • التغيرات في الارتفاع الجغرافي.
  • هنالك بعض الأدوية التي يُمكن أن تسرّع حدوث النوبة، مثل:
  • النترات (Nitrate).
  • الأدوية التي تحتوي على الإستروجين.
  • ريزبرين (Reserpine).
  • هناك العديد من الأدوية الأخرى التي قد تُسبب الشقيقة.

    2. عوامل الخطر

    من أهم عوامل الخطر:

  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
  • العمر: تزداد فرصة الإصابة بالمرض في عمر 10 - 40 سنة.
  • التاريخ العائلي المرضي: وجود تاريخ عائلي مرضي يزيد من خطر الإصابة.
  • الإصابة ببعض الأمراض: مثل: الاكتئاب، ومرض ثنائي القطب، والقلق.
  • مضاعفات الصداع النصفي

    من أبرز مضاعفات الصداع النصفي التعرض للأمراض الآتية:

  • السكتة الدماغية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب المختلفة.
  • نوبات الصرع.
  • الاكتئاب.
  • الولادة المبكرة في حال الحمل.
  • تشخيص الصداع النصفي

    في الغالب لا توجد حاجة إلى أية فحوصات على الإطلاق، يُمكن تشخيص المرض استنادًا على وصف المريض، والقيام بالفحص العصبي الجسدي.

    أحيانًا يلجأ الطبيب لإجراء فحوصات أخرى، مثل:

  • فحوص الدم.
  • فحص الدماغ بالتصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography - CT).
  • تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging - MRI).
  • فحص مخطط كهربية الدماغ (EEG - Electroencephalogram).
  • علاج الصداع النصفي

  • يتكون علاج الصداع النصفي من عدة أنواع علاجية:

    1. علاج سلوكي لمنع النوبات

    من أهم الإجراءات السلوكية المتبعة:

  • النوم المنتظم.
  • الوجبات الغذائية المنتظمة.
  • نشاط بدني متوسط.
  • تجنب بعض المأكولات التي تحتوي على كافيين، وتيرامين (Tyramine)، وغلوتومات أحادية الصوديوم (Monosodium Glutamate)، والنترات (Nitrates).
  • 2. العلاج المانع لظهور الصداع النّصفي

    عادةً يُوصف هذا العلاج للأشخاص الذين يُعانون من أكثر من 4 نوبات صداع نصفي في الشهر الواحد والذي تفوق مدة 12 ساعة وأكثر.

    الأهداف الرئيسية للعلاج المانع:

  • تقليل من تردد، وحديّة، ومدّة النوبات.
  • زيادة الاستجابة للعلاج أثناء النّوبات الحادّة.
  • تحسين أداء المرضى والحد من العجز.
  • الحد من تطور المرض وتحوله من نوبة حادّة إلى مرض مزمن.
  • 3. أدوية لمنع نوبات الصداع النصفي

    فئات الأدوية التي لها فعالية في منع نوبات الصداع النصفي:

  • الأدوية المحصّرة لمستقبلات بيتا (Beta-blokers): مثل: الميتوبرولول (Metoprolol).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: مثل: الأميتريبتيلين (Amitriptyline)، وفينلافاكسين (Venlafaxine).
  • مضادات الاختلاج (Anticonvulsants): مثل: الفالبروات (Valproate)، وتوبيراميت (Topiramate).
  • 4. علاج لتخفيف الأعراض خلال النوبة

    هنالك العديد من الأدوية التي أثبتت فعاليتها علميًا لعلاج نوبات الصداع النصفي الحادّة، ونستطيع تقسيمها على النحو الآتية:

  • الباراسيتامول (Paracetamol).
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non steroidal Anti Inflammatory Drug - NSAIDs)، مثل:
  • الأسبرين (Aspirin).
  • الأيبوبروفين (Ibuprofen).
  • النابروكسين (Naproxen).
  • ديكلوفيناك (Diclofenac).
  • مسكنات أفيونية المفعول (Opioid drugs)، رغم تفاوت الآراء بين الأطباء حول أفضلية استعمالها لعلاج الصداع النصفي.
  • 5. أدوية لعلاج الصداع النصفي

    من أهم العلاجات المستخدمة للشقيقة هي ما يأتي:

  • تربتانات (Triptans)

  • هي أدوية طُورت خصيصًا لعلاج الشقيقية، وهي من نوع ناهضات الناقل العصبي والذي يُدعى سيروتنين (Serotonin)، ومن أنواع الأدوية في هذه الفئة:

  • اليتريبتان (Elitriptan).
  • ناراتريبتان (Naratriptan).
  • ريزاتريبتان (Rizatriptan).
  • سوماتريبتان (Sumatriptan).
  • زولميتريبتان (Zolmitriptan).
  • لهذه الأدوية تأثير جيد وفعالية عالية في وقت النوبة.

  • أدوية مضادة للقيء

  • لهذه الأدوية دور مساند ومساعد لعلاج تخفيف آلام الصداع ومنع حالات التقيّؤ المرافقة للصداع في نوبات الصداع النصفي.

    من أنواع الأدوية في هذه الفئة:

  • ميتوكلوبراميد (Metichlopramide).
  • كلوربرومازين (Chlorpromazine).
  • بروكلوربيرازين (Prochlorperazine).
  • دروبيريدول (Droperidol).
  • ديفينهيدراومين (Diphenhydramine).
  • فئة أدوية الإرغوت (Ergots)

  • هذه الأدوية أيضُا ترتبط بمستقبلات سيروتنين.

    أنواع الأدوية من هذه الفئة هي: الإرغوتامين (Ergotamine)، والديهيدروارجوتامين (DihydroErgotamine).

  • الديكساميثازون (Dexamethasone)

  • قد أثبت هذا الدواء فعاليته في تخفيف تجدد حدوث نوبة الصداع النصفي إذا تم إعطاء الدواء أثناء حدوث النوبة الحادة.

    الوقاية من الصداع النصفي

    يُمكن الوقاية من الشقيقة من خلال:

  • الابتعاد عن محفزات الإصابة بالشقيقة.
  • علاج التوتر.
  • شرب الكثير من السوائل.
  • ممارسة الرياضة.
  • استشارة الطبيب حول إمكانية تناول دواء لمنع حدوث الشقيقة.

كلمات دلالية