خبر عريقات : لم يطلب أحد من حماس والجهاد الاعتراف باسرائيل ووقف أعمال المقاومة

الساعة 06:06 ص|06 ابريل 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

كشف د. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ورئيس دائرة شئون المفاوضات بالسلطة الفلسطينية أهم أسباب عرقلة اطلاق الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني بالقاهرة، وقال على هامش زيارته للدوحة منذ ايام ان ما يتردد عن الضغط على حماس او أي فصيل اخر للاعتراف باسرائيل ووقف المقاومة غير صحيح، معتبرا ذلك سياسة خاصة بكل حركة لا يجب التدخل فيها، الا انه طالب حركة المقاومة الاسلامية حماس بالالتزام بما وقعته منظمة التحرير الفلسطينية من معاهدات واتفاقات اسوة بكافة حكومات العالم التي تسعى الى السلام وارساء الأمن والاستقرار.

وبدا كبير المفاوضين الفلسطينيين متشائما بشأن الحكومة الجديدة في اسرائيل والتي تتخذ التطرف منهاجا في التعامل مع الشعب الفلسطيني الذي تمارس ضده كافة أنواع ارهاب الدولة على حد قوله.

مزيد من القضايا العالقة والحساسة تناولها د. عريقات بكل شفافية معربا عن أمله في أن تطلق الجولة الجديدة من المفاوضات على اساس رأب الصدع وتحقيق المصالحة الشاملة وتشكيل حكومة توافق فلسطينية تضع مصالح الشعب الفلسطيني فوق مصالح الفصائل.

وفيما يلي التفاصيل...

* بداية كيف تصفون أجواء المفاوضات الفلسطينية – الفلسطينية بعد انتهاء الجولة الثانية والتعثر الذي تشهده انطلاقة الجولة الثالثة من المفاوضات ؟

- مع بدء المفاوضات الفلسطينية بين فتح وحماس بالقاهرة والتي من المنتظر ان تتوسع وتشمل باقي الفصائل الفلسطينية لاحقا نود ان نشير الى ان الاشقاء في مصر يقومون بجهود كبيرة وجبارة في هذا المجال كما ان كل الاشقاء العرب من كل الدول العربية اكدوا دعمهم للقضية الفلسطينية خلال قمة الدوحة العربية والامريكية الجنوبية التي استضافتها قطر نهاية الشهر الماضي.

لكن لنتحدث بصراحة ان لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين لن يساعدنا أحد،، ولن يستطيع أحد ان يساعدنا، الجميع يريد مساعدتنا، مصر تريد مساعدتنا، والسعودية تريد مساعدتنا وكذلك قطر تريد مساعدتنا وسوريا تريد مساعدتنا والاردن وكل العرب بلا استثناء يريدون الدفع باتجاه المصالحة الفلسطينية.

* ماذا عن العقبات التي تواجه اطلاق الجولة الثالثة للمباحثات ؟

- بداية يجب ان نحدد بعض المعايير، لم يطلب أحد من حركة حماس الاعتراف باسرائيل، ولم يطلب أحد من حركة حماس تغيير أي من مبادئها، كما لم يطلب ذلك أحد من حركة الجهاد أو فتح أو الحركة الشعبية، نحن الان عندما نتحدث عن تشكيل وحدة حكومة وطنية نميز بين وظيفة الحكومة ووظيفة الحزب أو الفصيل، وبالتالي عندما يقال لنا انهم يريدون ان نعترف باسرائيل، نقول لا، فلا أحد يريد من حماس الاعتراف باسرائيل.

اضافة الى انه لم يطلب منهم أحد أن يتخلوا عن المقاومة، وعندما يقولون الاتفاقات الموقعة واملاءات الغرب، لا أحد يطالبهم بذلك، هناك حكومة فلسطينية كمثل الحكومات في باقي دول العالم، عندما تأتي الحكومة بغض النظر عن الاحزاب التي تتداولها سواء بالوراثة أو بالانتخاب أو بالانقلاب، فالبيان الاول للحكومات يكون هو الالتزام بما على هذه الدول وهذه الشعوب من التزامات في المجال المالي والسياسي والامني والاقتصادي وما الى ذلك.

* د. عريقات بصراحة ما اشكالية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية الان اذا كان الاعتراف باسرائيل وابقاء المقاومة ليس الازمة كما تقولون ؟

- المشكلة الفلسطينية الحقيقية هي الاحتلال الاسرائيلي، ويجب الا تحيد البوصلة عن ذلك، حماس حركة فلسطينية فازت في الانتخابات لديها الاغلبية في المجلس التشريعي.

ولكن على حماس ان تفرق بين وظيفتها كحركة فلسطينية وبين حركة تريد ان تشكل حكومة.

اذا شكلت حكومة، عليها ان تلتزم ببرنامج مسئول يقبل بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وهذه ليست املاءات لا غربية ولا رباعية ولا امريكية ولا اسرائيلية، حماس تستطيع ان تقول انا لا اعترف باسرائيل وهذا شأنها، لكن الحكومة التي ستنشأ حتى تكون جزءا من العالم يجب ان تحترم التزامات السلطة السابقة.

واذا ما تمكنا من فعل ذلك لن تكون هناك مشكلة، ويمكننا انهاء الحوار في دقائق، وبالتالي هناك لجنة ايضا لمنظمة التحرير التي يجب ان تتفاعل وتدخلها حماس والجاد، كما يجب ان نتفق على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ويجب الاحتكام دائما الى صناديق الاقتراع وليس الى الرصاص.

عندما نختلف يجب ان يكون محرما علينا القيام بانقلابات كما فعلت حماس في غزة، ويجب ان يكون محرما على أي جهة فلسطينية استخدام الرصاص لوضع حد للخلافات السياسية، الخلافات السياسية يوضع حد لها في صناديق الاقتراع.

لذلك نحن ندعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية بنهاية العام الحالي، واذا فازت حماس فالرئيس محمود عباس قال بصراحة تامة انه ستنقل لها السلطة الرئاسية بكل معنى الكلمة وبكل سهولة.

أما فيما يتعلق بالمسألة المتعلقة بالامن فبالطبع نريد أجهزة أمنية تابعة للشعب الفلسطيني ولخدمة الشعب الفلسطيني وليست تابعة للفصائل.

وبالتالي باعتقادي ان قضية فلسطين والقدس أهم من فتح واهم من حماس وأهم من الفصائل الفلسطينية، ويجب ان نضع المصالح الفلسطينية فوق أي اعتبار.

* وكيف تنظرون إلى الأوضاع على الارض في ظل الحصار واغلاق المعابر وتداعيات حرب غزة والازمة الاقتصادية بالداخل الفلسطيني ؟

- أولا اسرائيل شنت الحرب على قطاع غزة وهي حرب عدوانية اجرامية ليست حربا ضد حماس وليست حربا ضد فتح وليست حربا ضد الفصائل الفلسطينية، وانما هي شنت حربا على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني، اسرائيل تريد تكريس فصل الضفة عن القطاع حتى يقول نتنياهو لاوباما، وهناك استحقاق في اميركا بادارة اوباما الجديدة ليقول له مع من نصنع السلام، مع غزة ام مع الضفة.

ان هذا الانقسام الحاصل بيننا الان اصبح سيفا مسلطا على رقابنا بيد اسرائيل، اما وظيفة الاحتلال الاخرى فهو استخدام اعلى نوع من ارهاب الدولة، وهو القتل والدمار والاغتيال والاقتحام والاعتقال والاستيطان والقمع وكل الوظائف الاخرى التي يقوم بها الاحتلال.

ولكن علينا ان نحدد ما الذي يجب ان نفعله كفلسطينيين.

*هل تعتقدون ان الانقسام الفلسطيني اعطى الذريعة لاسرائيل انه لا يوجد شريك فلسطيني لارساء السلام واستئناف المفاوضات معه ؟

- هذا ما قصدته عندما قلت ان هناك سيفاً مسلطاً بيد اسرائيل على رقابنا، ومن ثم يجب ان ينتهي هذا الفصل المأساوي المخجل من تاريخ الشعب الفلسطيني، لان الضفة والقدس وقطاع غزة مناطق محتلة برا وبحرا وجوا من قبل اسرائيل، ولا يوجد ما نختلف حوله، وفلسطين والقدس اهم من كل عواصم العرب والمسلمين ويجب الا تحول الى قربان يقدم في معابد المساومات الاقليمية والدولية.

* كيف تقرأون اذن توجهات الحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة والتي يصفها البعض بالمتطرفة تجاه السلام مع الفلسطينيين ؟

- في الحقيقة انها تعتبر الحكومة الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس قال كلمته في رسائل مكتوبة للادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا وايضا الاشقاء العرب.

نحن لا نختار من يحكم اسرائيل ولكن نقول ان حكومة نتنياهو اذا رفضت مبدأ الدولتين، وهي ترفض الى الان، واذا رفضت التفاوض في قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس، وهي ترفض ذلك الى الان، واذا رفضت وقف الاستيطان ورفع الحصار وهي ترفض ذلك ايضا الى الان، لن تكون هناك مفاوضات سياسية معها.

وقد طلب الرئيس ابو مازن من امريكا وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ان يتعاملوا بنفس المعيار الذي يتعاملون معنا به.

عندما شكلنا حكومة وحدة وطنية قالوا لن نتعامل مع هذه الحكومة إلا اذا قبلت بالدولتين والاتفاقات الموقعة والالتزامات الامنية.

ونحن الان نقول فليطبق نفس المعيار على حكومة نتنياهو من قبل اللجنة الرباعية.

* في الاطار ذاته هناك جهود وضغوط اوروبية على اسرائيل بشأن الاخذ بمبدأ الدولتين. في رأيكم هل تفلح هذه الجهود ؟

- حل الدولتين هو الحل الواقعي الوحيد، وباعتقادي ان اسرائيل ليست دولة فوق القانون، واذا أرادت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة الزام اسرائيل بشيء يستطيعون ذلك، لكن عليهم ان يتخذوا موقفا حازما وواضحا تجاه اسرائيل.

والقول لاسرائيل من قبل ادارة اوباما ان عليك الاعتراف بالدولتين ووقف الاستيطان والتفاوض حول قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس ستفعل اسرائيل ذلك.

* ماذا عن الجهود العربية التي تحاول ان تدفع باتجاه المصالحة العربية والتي شهدت فصولا منها القمة العربية بالدوحة ؟

- نحن نرحب بكل الجهود العربية، وقد اجتمع وزراء الخارجية العرب في السادس والعشرين من نوفمبر وقرروا ان تقوم مصر برعاية الحوار، وان تجري المفاوضات برعاية الشقيقة الكبرى في القاهرة.

وقد جدد كل العرب دعمهم لمصر لانجاز هذا الحوار وقد قامت كل الدول العربية باعلان مواقفها من ذلك ورغبتها في اتمام المصالحة الفلسطينية من قطر الى السعودية الى المغرب والاردن وكافة دول العالم العربي من الشرق الى الغرب.

* يرى البعض ان الانقسام الفلسطيني انعكس بدوره على العالم العربي مكرسا حالة الانقسام بين الدول العربية. كيف تنظرون الى ذلك؟

- هذا ظلم. فهل كان العالم العربي مجتمعا ومتوحدا قبل حرب غزة، ألم تكن هناك خلافات بين العالم العربي قبل ذلك، لم تكن هناك قمة عربية عقدت من عام 1982 الى عام 1996 عندما عقدت القمة، فلا تحملوا القضية الفلسطينية كعرب اكثر مما تحتمل.

العالم العربي فيه شرذمة وانقسام وخلافات بالقضية الفلسطينية او بدونها، القضية الفلسطينية توحد العرب، ورأينا ذلك في بيان الدوحة، حيث لم يختلف أي طرف عربي عما ورد في بيان الدوحة بشأن القضية الفلسطينية.

سواء في المصالحة الفلسطينية او المبادرة العربية للسلام او التعامل مع ادارة الرئيس اوباما من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة على كل المسارات في المفاوضات الشاملة مع كل الاطراف.

*ما رسالتكم لحكومة نتنياهو الجديدة كمفاوضين فلسطينيين بعد تجاهله حل الدولتين وتعهده بالاستمرار في سياسة الاستيطان ؟

- لقد ذكر بنيامين نتنياهو في خطابه امام الكنيست انه لا يريد ان يحكم الشعب الفلسطيني، ويريد للشعب الفلسطيني ان يحكم نفسه بنفسه، كما انه لم يذكر مبدأ الدولتين، ولم يذكر انهاء الاحتلال ولا انهاء النشاطات الاستيطانية، لذلك وجهت رسالة له عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية قلت فيها ان الشعب الفلسطيني لا يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه اذا ما استمر احتلالك واستمر استيطانك واستمرت الجدران والحواجز واستمرت سياسة الاغلاق.

الطريقة الوحيدة للشعب الفلسطيني ان يحكم نفسه بنفسه هي ان ينهى هذا الاحتلال الاسرائيلي، وان تقام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا الى جنب بسلام وامن الى جانب دولة اسرائيل، وبدون ذلك سيكون من المستحيل صناعة السلام، وآمل ان تعلن رسميا عن قبولك لمبدأ الدولتين، وان تقبل التفاوض على كافة قضايا الوضع النهائي دون استثناء بما فيها القدس وان توقف النشاطات الاستيطانية حتى نستطيع الحديث معاً عن صناعة سلام.

*وما رأيكم بتمسك العرب بمبادرة السلام العربية في قمة الدوحة رغم عدم التفات اسرائيل اليها ؟

ج. نحن ننظر الى ذلك بايجابية، وقد شاركنا في صياغة القرار، ولدينا حالة من الرضا عن كل ما صدر عن القمة العربية بالدوحة سواء كان في شق المصالحة او شق المبادرة العربية او شق آليات المتابعة مع الحكومة الاسرائيلية ومع ادارة اوباما.