أول حركة إسلامية فلسطينية تتبنى نهج الجهاد المسلح

د. القططي: الجهاد الإسلامي حافظت على مشروعها الجهادي وتسعى لتطوير قدراتها البشرية والعسكرية

الساعة 10:28 ص|05 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

أكد الدكتور وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الثلاثاء 5/10/2021، أن الحركة تقف اليوم بعد 34 عاماً على انطلاقتها في موقع متقدم من الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال والكيان الصهيوني، وحافظت على مشروعها الجهادي وثوابتها الوطنية ومبادئها الفكرية ومواقفها السياسية، وقدمت إضافة نوعية لكل من الحركتين الإسلامية والوطنية باتجاه مشروع تحرير فلسطين، ونهضة الأمة من خلال رؤيتها لقضية فلسطين المركزية للأمة.

وشدد د. القططي في حوارٍ مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" على شرف الذكرى الجهادية الـ34 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، على أن صوابية النهج السياسي الذي تبنته الحركة يستند إلى تشخيصها الصائب لطبيعة الكيان الصهيوني وطبيعة الصراع وموقع الكيان كرأس حربة للمشروع الاستعماري الغربي وفهمها للنظام الدولي المرتبط بالغرب الاستعماري.

موقع متقدم من الجهاد والمقاومة

وأوضح الدكتور القططي، أن الحركة تحتفل بالانطلاقة الجهادية لها في السادس من أكتوبر تشرين أول من كل عام إحياءً ليوم معركة الشجاعية عام 1987، التي ارتقى فيها أربعة شهداء للحركة، وقبلهم بيوم الشهيد مصباح الصوري، فأشعل دمهم فتيل الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وأكد، أن الاحتفاء بالشهداء في هذا اليوم جاء تعبيراً عن رؤية الحركة في اعتبار انطلاقتها الحقيقية يوم تحول فعلها الثوري الجهادي إلى حالة مقاومة شعبية شاملة، رغم أن الحركة قد تأسست في مطلع الثمانينات من القرن العشرين بعد أن كانت حواراً فكرياً وسياسياً في نهاية السبعينات..

وشدد د. القططي على أن الحركة اليوم بعد 34 عاماً على انطلاقتها الجهادية تقف في موقع متقدم من الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال والكيان الصهيوني، وقد حافظت على مشروعها الجهادي وثوابتها الوطنية ومبادئها الفكرية ومواقفها السياسية، وقدمت إضافة نوعية لكل من الحركة الإسلامية والحركة الوطنية باتجاه مشروع تحرير فلسطين ونهضة الأمة من خلال رؤيتها لقضية فلسطين المركزية للأمة.

المؤسس والأمين العام

وتعليقاً على الدور الكبير الذي أدّاه الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي والأمين العام الدكتور رمضان عبد الله شلح، رحمهما الله تعالى، أكد د. القططي على أن الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي كان له الفضل الأول والأكبر في نشأة الحركة وتطورها باعتباره مبدع فكرة المشروع الجهادي وواضع اللبنة التنظيمية الأولى للحركة، وهو مبدع فكرة مركزية القضية الفلسطينية للحركة الإسلامية والأمة، وصاحب دعوة توجيه بوصلة الجهاد نحو القدس وفلسطين، ومحورية خيار المقاومة لإنجاز مشروع التحرير، وحتمية خيار الوحدة على طريق تحرير فلسطين.

وبين أنه قد أكمل مشواره، في قيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور الراحل رمضان شلح، الذي كان خير خلف لخير سلف، فسار على نفس النهج الجهادي وتمسك بنفس الثوابت الوطنية، وحمل نفس المبادئ الفكرية، وقد تطور في عهده الجهاز العسكري للحركة تحت اسم "سرايا القدس" بعد أن كان باسم "قسم" القوى الإسلامية المجاهد في عهد الشهيد فتحي الشقاقي، وقد حافظ على الأمانة وسار على نفس الدب، درب الجهاد والمقاومة والتحرير حتى سَلَمها إلى الأمين العام الثالث القائد زياد النخالة.

القائد زياد النخالة

وتأكيداً على استمرار الحركة في تطورها وتألقها بقيادتها الحالية برئاسة الأمين العام القائد زياد النخالة، وبقائها وفية للنهج السياسي والفكري الذي نشأت عليهما الحركة، وبدأ الجميع يلمس التطوّر في كل الميادين العسكرية والسياسية والإعلامية، شدد د. القططي على أنه بعد تسلم القائد زياد النخالة، الأمانة العامة للحركة أصدرت الحركة وثيقتيها الفكرية والسياسية، واعتمدت نهج الانتخابات في اختيار الأمين العام والمكتب السياسي والمؤسسات القيادية الأخرى في التنظيم والإطار النسوي والرابطة الإسلامية، كما حدثت نهضة في اللوائح الداخلية للحركة، باتجاه المأسسة والشورى وتداول المسؤولية الحركية.

وأكد على استمرار التطور في الجهازين العسكري والسياسي ليصب كل ذلك في خدمة مشروع الحركة، كحركة تحرير وطني بمرجعية إسلامية، تحمل الإسلام كمنطلق ومرجعية، وفلسطين كهدف وقضية، والجهاد كوسيلة لمشروع التحرير، ولترسخ دورها وإضافته النوعية لساحة العمل الإسلامي وساحة العمل الوطني في فلسطين.  

التطور العسكري والأمني والإعلامي

وفيما يتعلق بالتطوّر المتصاعد للحركة في كل الميادين: العسكرية والأمنية والإعلامية، أكد د. القططي على أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تحمل مشروعاً كبيراً مركزه تحرير فلسطين، وإزالة الكيان الصهيوني، وهذا المشروع جزء من مشروع الأمة للتحرر من الاستعمار والتخلص من التجزئة والنهضة لتجاوز حالة التخلف، وهي ترى نفسها من خلال دورها في هذا المشروع في فلسطين، وهو إحياء فريضة الجهاد وإبقاء جذوة المقاومة مشتعلة، ضد استقرار الكيان الصهيوني وكذلك استنهاض الأمة ضد المشروع الاستعماري الغربي ومركزه الكيان الصهيوني.

وقال د. القططي:"من خلال هذا الدور تسعى الحركة باستمرار لتطوير قدراتها البشرية والعسكرية وغيرها، لتسطيع أداء هذا الدور الكبير مع كل قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها خاصة محور المقاومة الممتد من طهران إلى القدس مروراً بكل العواصم الرافضة للهيمنة الصهيوأمريكية على المنطقة."

مواقف الحركة السياسية الثابتة

وحول مواقف الحركة السياسية الثابتة انطلاقاً من رؤيتها الواضحة واستقلاليتها، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي:"المواقف السياسية الثابتة للحركة نابعة من المنطلقات الفكرية للحركة التي ترتكز على محاور الإسلام وفلسطين والجهاد، فهذه مبادئ ثابتة لا يمكن تغييرها لأنها تعبر عن هوية الحركة وأهدافها في اتخاذ الإسلام مرجعية وايدولوجية ثورية وتحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، وتبني خيار الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين، ورفض التنازل عن أي جزء من فلسطين، ورفض نهج التسوية السلمية مع العدو".

وزاد:"الحركة لم تتزحزح عن هذه المواقف السياسية المبدأية لأنها تمس مبرر وجودها ولأن من اتبع طريق التنازل والتسوية فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق أي انجاز للشعب الفلسطيني، بل ساهم في تكريس الاحتلال والاستيطان والتهويد في فلسطين."

صمام أمان ونقطة إجماع

وقال د. القططي: "حرصت الحركة على إبقاء الخلافات مع الفصائل الفلسطينية لاسيما فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبنى نهج التسوية السلمية في مربع الخلافات الفكرية والسياسية التي تُحل بالحوار الفكري والسياسي، بعيداً عن الصراع والعنف في الساحة الداخلية الفلسطينية".

وأضاف:"اعتبرت الحركة أننا نعيش في مرحلة الكفاح الوطني التحرري الذي يتطلب توجيه كل الجهود والبنادق إلى صدور العدو، ورأت في الصراع على السلطة نوعاً من العبث، طالما أنها سلطة تحت الاحتلال فلم تشارك في هذا العبث سواء في الانتخابات أو الاقتتال، وحافظت على بوصلتها باتجاه القدس وفلسطين، ومع ذلك كان موقفها واضحاً وحاسماً ضد الانحراف السياسي الذي قاد إلى التفريط في الحقوق الوطنية وشرذمة الجبهة الداخلية وغيرها."

البعد العربي والإسلامي والانفتاح الخارجي

وفيما يخص بعد الحركة العربي والإسلامي وانفتاحها على كثير من الحركات والقوى التحررية في العالم، ذكر الدكتور القططي أن حركة الجهاد الإسلامي ترى نفسها في مركز ثلاث دوائر وطنية وعربية وإسلامية، إضافة إلى الدائرة الإنسانية حيث ترى في كل حركات التحرر العالمية ضد الاستعمار حليفاً لها.

وقال:"لقد رأى الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي في التناقض بين العربية والإسلامي تناقضاً وهمياً سببه المحتوى الأيدولوجي العلماني أو الماركسي للقومية العربية، فلا يوجد تلازم حتمي بين العروبة ومحتواها المتناقض للإسلام، كما لا يوجد تلازم حتمي بين الوطنية ومحتواها المتناقض للإسلام، لذا كانت علاقة الحركة منذ البداية بالتيارات القومية والوطنية التحررية وكل حركات التحرر العالمية علاقة حسنة على أرضية وحدة المستضعفين ضد المستكبرين ووحدة قوى التحرر والمقاومة ضد قوى الاستبداد والاستعمار."

ريادية حركة الجهاد الإسلامي

وحول ريادية الحركة، شدد د. القططي على أن الحركة ريادية في كل مجال، لكن الأهم من ذلك هو رياديتها كأول حركة إسلامية فلسطينية تتبنى نهج الجهاد المسلح في فلسطين، فقد كان قبلها من يمارس الكفاح المسلح فلسطينيون لا يتبنون الإسلامية كنظرية ثورية وأيدولوجية قتالية ومرجعية فكرية وإسلاميون فلسطينيون لايمارسون الكفاح المسلح بذرائع ومبررات عديدة غير مقنعة.

وتابع:"جاءت الحركة لكي تجمع بين الإسلام وفلسطين في بوتقة الجهاد فكانت ريادية الحركة في حل الإشكالية القائمة " وطنيون بلا إسلام وإسلاميون بلا فلسطين"، فجعلت الإسلام منطلقها وفلسطين هدفها والجهاد وسيلتها، ثم كانت ريادية في البدء في العمليات الاستشهادية وقصف تل أبيب وكان قدر الله أن يستشهد أمينها العام."

صوابية النهج السياسي مقابل التخبط

وبشأن صوابية النهج السياسي الذي تبنته الحركة، في مقابل التخبط السياسي الذي تعيشه فصائل فلسطينية أخرى، شدد د. القططي على أن صوابية النهج السياسي الذي تبنته الحركة يستند إلى تشخيصها الصائب لطبيعة الكيان الصهيوني وطبيعة الصراع وموقع الكيان كرأس حربة للمشروع الاستعماري الغربي وفهمها للنظام الدولي المرتبط بالغرب الاستعماري.

وقال:"لذلك لا يوجد لديها أوهام بإمكانية الحل السلمي مع الكيان الصهيوني، ولتيقنها أن الحل يكون بمواصلة المقاومة حتى إزالة "إسرائيل" وتحقيق وعد الآخرة، وأي فهم آخر للكيان والصراع والنظام الدولي يؤدي إلى التخبط السياسي سواء على مستوى الأنظمة العربية أو الفصائل الفلسطينية.

 

كلمات دلالية