جمع النفايات.. مصدر رزق للشباب الغزّيين وهروب من الفقر والبطالة..!

الساعة 10:55 م|03 أكتوبر 2021

فلسطين اليوم

يجمع مئات الشبان يوميًا النفايات الصلبة في أنحاء قطاع غزة، لتشكل لهم مصدر رزق يوفرون به لقمة عيشهم للهرب من شبح الفقر والجوع، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء الحصار "الإسرائيلي" والانقسام الفلسطيني، والذي أثر على كافة المجالات والقطاعات المختلفة في القطاع.

من بين هؤلاء، الشاب وسيم أبو جامع الذي يجمع الأنواع المختلفة من النفايات من العمال الذين يجمعونها بشكل يومي، ليتم فرزها وتخزينها وصولا إلى عملية إعادة التدوير والتصدير إلى الخارج.

ويُنتج قطاع غزة حوالي 500 ألف طن من النفايات المنزلية سنوياً، بواقع 1900 طن يومياً، إذ ينتج الفرد الواحد ما يقدّر بكيلو جرام من النفايات بشكل يومي. وفق إحصائيات رسمية.

يقول أبو جامع لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن جمع النفايات عبارة عن مشروع صغير، حيث يتم إعطاء رأس مال لشبان يعملون على تكاتك وعربات نقل لجمع النفايات الصلبة المختلة من أنحاء قطاع غزة.

ويضيف، أن الشبان يتنقلون بين الشوارع والأزقة لشراء النفايات الصلبة الغير صالحة للاستخدام من منازل المواطنين، مثل "الكراسي المكسرة"، مواتير الكهرباء، وعلب الكولا الفارغة وغيرها من النفايات.

ويشير إلى أن النفايات التي يجمعونها يتم فرز كل نوع على حِدةَ، لافتًا أن النفايات البلاستيكية تنقل إلى مصانع "الجرش" لطحنها إلى حبوب، أما المعادن يتم نقلها لمكابس خاصة ليتم كبسها في مكعبات للتصدير إلى الداخل المحتل.

ويتم تفتيت النفايات البلاستيكية إلى قطع صغيرة للغاية، يعقب ذلك، عملية غسل له بمواد تنظيف، فتجفيف، ثم تسخين، وتقطيع، إلى أن تصبح المخلفات حبيبات صغيرة، صالحة للصناعة.

ويباع البلاستيك المجروش لمصانع البلاستيك، حيث يعاد تدويره في صناعات جديدة لا تدخل في مشغولات تستخدم للأكل، حيث يستخدم البلاستيك المعاد تدويره في صناعة كراسي بلاستيكية وألعاب أطفال وخراطيم التمديدات الكهربائية. وفق أبو جامع.

ويوضح أبو جامع أن جمع النفايات الصلبة يخفف من التلوث البيئي، ويعتبر بديلا عن الحرق وعمليات الدفن.

ويعتبر البلاستيك من النفايات التي تحتاج عقودًا من الزمن كي تتحلل، كما أنه من المخلفات الصلبة المؤذية للبيئة، حيث أظهرت العديد من الدراسات، والتقارير الدولية، أن هذه المواد تسببت بنفوق ومرض العديد من الحيوانات البرية والبحرية.

ويبيع هؤلاء الجامعون، البلاستيك لأصحاب المصانع والشركات، والذين بدورهم يقومون بفرزه، حسب اللون والنوع، كي يتم الاستفادة منه بالطريقة الصحيحة.

الخريج محمود النجار (27 عامًا)، يقول إنه لجأ إلى العمل في جمع النفايات لعدم حصوله على فرصة في العمل بتخصصه في مجال التعليم بعد تخرجه من جامعة الأقصى، ولتوفير لقمة العيش لأسرته المكونة من 4 أفراد.

ويضيف النجار لـ"فلسطين اليوم": "الشغل مش عيب، كل يوم بطلع من الصبح على تكتك وأقوم بجمع النفايات من منطقتي ومناطق سكنية أخرى، بعدها نسلمها للتجار ونأخذ مقابلها مبلغ مالي".

ويعتبر مجال تدوير البلاستيك، مشغلا جيدا للأيدي العاملة في قطاع غزة، الذي يعاني من بطالة متفاقمة، بدءاً من عملية جمع البلاستيك، وصولا إلى التدوير.

الجدير بالذكر أن كميات النفايات الصلبة المُنتجة في فلسطين تقدر بنحو 2551 طناً يومياً، بواقع 1835 طناً يومياً في الضفة الغربية، و716 طناً يومياً في قطاع غزة، وفقاً لمسح البيئة المنزلية (2015) في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث يصل معدل انتاج الأسرة الواحدة 2.9 كيلوغرام، إذ بلغ متوسط الأسرة اليومي في الضفة الغربية نحو 3.2 كيلوغرام، أمّا في قطاع غزة فبلغ نحو 2.4.

الجدير بالذكر، أنه بسبب عدم استغلال النفايات الصلبة بشكل جدي، تخسر فلسطين سنوياً ملايين الشواقل عبر جمع وترحيل وطمر النفايات الصلبة، إذ لا يتم تدوير إلا نحو 1 في المئة من مجمل النفايات الصلبة في الضفة الغربية وغزة.

وتشير التقارير السنوية أن أوروبا تقوم بتدوير ما نسبته 40 في المئة من نفاياتها الصلبة، ويحتل الألمان المرتبة الأولى بالعالم في الفصل بين أنواع النفايات، إذ تبلغ نسبة تصنيع النفايات أكثر من 60 في المئة، وتعالج الصناعات الألمانية سنوياً ما قيمته 500 مليار يورو من المواد الخام، ويشكل هذا المبلغ 45 في المئة من تكاليف الإنتاج، وفي "إسرائيل" يتم تدوير ما نسبته 18 في المئة من النفايات الصلبة.

جرش النفايات الصلبة (4).jpeg
جرش النفايات الصلبة (13).jpeg
جرش النفايات الصلبة (12).jpeg
جرش النفايات الصلبة (11).jpeg
 

كلمات دلالية