تقديرات "إسرائيلية" للانسحاب من الضفة

الساعة 01:19 م|30 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

مع تعرض الاحتلال الصهيوني لموجة جديدة من المواجهة الشعبية والعسكرية في الضفة الغربية, وتشابه الأحداث الميدانية المتصاعدة في الضفة مع الاحداث التي سبقت انسحاب الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة عام 2005م, بدأت التقديرات الإسرائيلية تحذر مما يعقب الانسحاب من الضفة حيث اشارت الى ان هذا يعني اقترابا أكثر للصواريخ وقال الكاتب الصهيوني مردخاي ليفمان في مقال على موقع نيوز ون، أن "إسرائيل في هذه الحالة ستجد نفسها قريباً تحت تهديد إطلاق الصواريخ من الضفة الغربية باتجاه مدن كفار سابا وبيتاح تكفا وضواحي تل أبيب، وبعبارة أخرى، فإن الدرس المستفاد من فك الارتباط مع قطاع غزة هو الحفاظ على أسلوب الحياة الحالي في الضفة الغربية، ومنح استقلالية محدودة للسلطة الفلسطينية، بينما تتولى إسرائيل السيطرة على الأرض". محذرا أن "ازدحام الأحداث التي حلت بإسرائيل في الأشهر الأخيرة، صرف انتباه الإسرائيليين عن التجربة الإسرائيلية في العقود الماضية، مع العلم أنه في أيلول/ سبتمبر 2005، أي قبل 16 عامًا بالضبط، تم الانتهاء من انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، الأمر الذي أنهى أيضًا السيطرة والوجود الإسرائيليين هناك، بعد أن حكمته إسرائيل لمدة 38 عامًا". وأوضح أنه "في 14 حزيران/ يونيو 2007 في نهاية سلسلة من المعارك القصيرة، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، ووسعت نفوذها العسكري والميداني على المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين تم فتح حساب دموي بين "إسرائيل" وبين حماس في غزة.

 

هذه المؤشرات لها دلالاتها التي يجب ان يعيها أهلنا في الضفة الغربية المحتلة, فان مقاومتكم للاحتلال بكل الطرق والوسائل جعلته يفكر في النتائج المترتبة عن الانسحاب من الضفة, أي ان انسحاب جيش الاحتلال من الضفة الغربية لم يعد مستحيلا كما يعتقد البعض, حتى وان كانوا يتحدثون عن "يهودا والسامرة" والتوسع الاستيطاني في المناطق "ج" وفي كل مدن الضفة, حتى وهم يتحدثون عن اساطير التوراة التي تبشرهم بإسرائيل الكبرى, لكن كل ذلك سينهار تماما امام صلابة المقاومة وقوة إرادة الفلسطينيين, لم ينس شعبنا الفلسطيني تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني المقبور ارئيل شارون عندما قال ان "نتساريم تساوي تل ابيب" ولكنه خرج من غزة مدحورا تحت ضربات المقاومة الفلسطينية, ويجب ان تؤمن مقاومتنا في الضفة الغربية المحتلة ان هدفها القريب هو دحر الاحتلال عن الضفة, وانها قادرة على اجباره على الانسحاب منها اذا تعززت المقاومة واشتدت الضربات وانتفض الشعب في وجه الاحتلال, خاصة ان هذا الشعور بدأ يتسرب الى الإسرائيليين وباتوا يتخيلون السيناريو الأسوأ بأن صواريخ المقاومة الفلسطينية ستنهمر على مدن كفار سابا وبيتاح تكفا وضواحي تل أبيب, كل هذا الشعور بالهزيمة الذي يعتري "لإسرائيل" جاء كنتيجة طبيعية من نتائج ملحمة سيف القدس البطولية, ومن تبعها من عملية التحرر لأسرى الحرية من سجن جلبوع, والنقلة النوعية للعمل المقاوم في الضفة وتحديدا في جنين, والعمل الشعبي لأهلنا في بلدة بيتا جنوب نابلس والذي اربك الاحتلال ويخشى تمدده.   

الكاتب الصهيوني مردخاي ليفمان أكد أنه "إذا نظرنا إلى الوراء، فإن "إسرائيل" تعمل وفق قاعدة فرق تسد، وبالتالي فإن الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لن تتحقق وفق التصور الإسرائيلي، مع العلم أن تهديد حماس لم يعد موجهاً فقط ضد "إسرائيل"، ولكن أيضا ضد حكم السلطة الفلسطينية نفسها في الضفة الغربية على حد زعمه، وهناك أساس معقول للافتراض أنه إذا سمحت "إسرائيل" بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وعندما تسمح بذلك، فإنها ستخضع لعملية مماثلة لتلك التي حدثت في قطاع غزة", علينا ان ندرك جيدا ان "إسرائيل" لا تستطيع ان تتحمل أي خسائر بشرية او حتى مادية, وهى تتصدع في داخلها ان تعرضت لتلك الخسائر, واليوم علينا واجب وطني باستنهاض شعبنا الفلسطيني في القدس والأراضي المحتلة عام 48 وفي قطاع غزة والضفة الغربية وفي الشتات حتى نمهد الطريق لمعركة التحرير والتي تحتاج الى وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال, ولو تخلف البعض عن اللحاق بشعبنا ونضالاته فلا يجب ان يحبطنا ذلك لأنه عاجلا او اجلا سيلتحق بركب الشعب الفلسطيني وسينخرط في انتفاضة التحرير والخلاص من الاحتلال الصهيوني البغيض.

كلمات دلالية