خبر تربية غزة تحذّر من أزمة الاكتظاظ الطلابي في المدارس وتطالب بحلول سريعة

الساعة 07:26 ص|05 ابريل 2009

الحصار ومنع إدخال مواد البناء وراء ذلك

تربية غزة تحذّر من أزمة الاكتظاظ الطلابي في المدارس وتطالب بحلول سريعة

فلسطين اليوم - غزة

حذرت وزارة التربية والتعليم في غزة من الكثافة الطلابية والاكتظاظ الطلابي في المدارس، مؤكدة على أن المدارس في محافظات قطاع غزة تشهد كثافة طلابية غير مسبوقة واكتظاظا بدأت آثاره السلبية تظهر على تحصيل الطلاب ومستواهم التعليمي.

 

وأرجعت الوزارة السبب في ذلك إلى الحصار الإسرائيلي منذ نحو ثلاث سنوات، و"الذي حال دون إدخال المواد اللازمة لبناء مدارس جديدة، وتوسيع الصفوف الموجودة حاليا وترميمها، أو بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي استهدف الاحتلال خلالها عشرات المدارس والمؤسسات التعليمية، واستشهد وأصيب خلالها المئات من الطلبة والمدرسين".

 

وطالبت الوزارة في تقرير صدر عنها، اليوم الأحد (5/4) تلقت "فلسطين اليوم" نسخة منه، بضرورة توفير احتياجات طلاب قطاع غزة، من خلال توفير شروط الجودة المتفق عليها عالميا في المرافق المدرسية بما تشمله من حدائق وملاعب وغرف خاصة، أو البيئة الصفية المهيأة للطلاب، موضحة أن المسئولين في التعليم بدءوا بالسعي والجهد المتواصل من أجل إيجاد البدائل المتوفرة لإنقاذ المسيرة التعليمية.

 

ونوهت إلى أن المشكلة المذكورة ليست وليدة اللحظة، بل هي مشكلة تراكمية منذ سنوات عديدة، مشيرة إلى أن "من أشكالها الواضحة استمرار الدراسة بالفترتين الصباحية والمسائية داخل المدرسة الواحدة مع احتمالية أن تصبح لثلاث فترات إن لم يتم تدارك الأمر بالسرعة الممكنة".

 

وأضافت الوزارة أنه من "معالم هذه المشكلة القائمة هو عدم تخصيص أراضي لتصبح وقفا للتعليم، وعدم اقتطاع أراضي خاصة لبناء المدارس، وزاد الأمر صعوبة الحصار المضروب على غزة منذ ثلاث سنوات والذي تسبب في توقف إقامة المدارس الجديدة أو توسيع ما هو قائم، وبالتالي زادت الكثافة الطلابية داخل الفصل الواحد وفي ساحة المدرسة الواحدة التي اكتظت بالطلاب، ومنعتهم من ممارسة حقوقهم التعليمية والترفيهية لعدم وجود المساحة المناسبة للقيام بذلك".

 

وأشار تقرير الوزارة إلى أن الطالب وفق المعايير القياسية العالمية يحتاج إلى 8 م مربع من ساحة المدرسة، وبالتالي فإن 1200 طالب داخل المدرسة الواحدة – كما في مدارس قطاع غزة- يحتاج إلى 10 دونمات"، وأكدت أن مدارس القطاع "قائمة على مساحة 5 دونمات فقط، كما أن الطالب وبحسب المعايير السابقة يحتاج إلى 1.25 متر 2 من مساحة الفصل، وحيث أن الفصول قياسية بمساحة 50 متر2 مربع، فإن الحد الأقصى المسموح في الفصل هو 40 طالبا"، كما وأوضحت في الوقت ذاته أن "بعض المدارس تحتوي فصولها على 55 طالبا، وأن متوسط عدد الطلاب في مدارس الحكومة هو 50 طالبا".

 

وبيّنت الوزارة أنها بحاجة إلى 30 مدرسة سنويا خلال الـ 5 سنوات القادمة، و35 مدرسة سنوياً في الخمس سنوات التي تليها بمتوسط يبلغ 32.5 مدرسة سنويا خلال العشر سنوات القادمة، أي ما يعادل 325 مدرسة خلال العشر سنوات القادمة، مضيفة أن هذه الأعداد لا يعني إنهاء الأزمة كليا، أو الوصول إلى درجة معينة من المثالية والمعايير العالمية، بل تأتي كحل عاجل للأزمة القائمة حاليا والتي تبقي الكثافة الطلابية والاكتظاظ داخل الصفوف موجوداً.

 

وبينت في الوقت ذاته أن الاحتياج لبناء هذه المدارس هو 1625 دونما في القطاع فقط، دون المرافق المساندة والأنشطة والتي تحتاج إلى 20 % إضافة من المساحة المتاحة للمدارس وبالتالي يكون الاحتياج النهائي من الأراضي خلال العشر سنوات القادمة هو 1950 دونما من الأراضي.

 

وقالت إنها تحتاج في خطتها العشرية إلى 500 دونما في مديرية الشمال و500 لمديرية الوسطى، وهذه المساحة الأكبر المطلوبة من المحافظتين حيث يتوقع المتخصصون توجه الزحف العمراني والبشري نحو الشمال والوسط هروبا من الاكتظاظ القائم حاليا في غزة، مضيفة: "إن توفير مساحات ثابتة من الأراضي يمكن أن يشكل مخزونا للوزارة في المستقبل، كما أن مديرية غرب غزة تحتاج إلى 200 دونما، و150 دونما لمديرية شرق غزة، و300 لمديرية خان يونس و300 أخرى لمديرية رفح".

 

وطالبت الوزارة بضرورة تركيز الجهود وفق عمل مشترك، قائم على خطط، وأدوات تضع في أولوياتها وقف الاكتظاظ القائم حاليا، وانتهاءً إلى سد العجز الكبير بالأراضي وتوفير ما تحتاجه الوزارة من مدارس، مبينة أنها اجتمعت مع عدد من المسئولين الحكوميين من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة القائمة والقادمة.