العمل و تحقيق الربح من الانترنت وجهة الشباب الغزي لمواجهة شبح البطالة

الساعة 06:50 م|28 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم- خاص

البطالة و انعدام توفر فرص عمل لشريحة كبيرة من خريجي الجامعات، و سوء الأوضاع الاقتصادية في فلسطين بشكل عام، و قطاع غزة بشكل خاص، و إجراءات الاحتلال و الحصار، كل تلك العوامل دفعت عدد كبير من الشباب لطرق باب الانترنت للحصول على دخل لهم، و استطاع الكثير منهم تحقيق إنجازات عظيمة في هذا المجال.

و تنوعت مجالات العمل الحر عبر فضاء الانترنت ما بين تداول للعملات الرقمية او صفحات السوشيال ميديا (انستغرام، فيسبوك، تيك توك، يوتيوب)، أو التسويق و التجارة الالكترونية إضافة الى المدونات الخاصة، حيث يختار هؤلاء الشباب وجهة يعتقدون أنها مجالهم الذي يبدعون فيه، فعملوا و استطاعوا أن يوفروا لهم فرص عمل لم يستطيعوا الحصول عليها بشهاداتهم الجامعية التي كلفتهم و أهليهم عناء سنين من الجهد و المال، سواء من الشباب أو الفتيات.

و في حديثه عن العمل عبر الانترنت أوضح المختص في الأمن الرقمي، م. سائد حسونة أن العمل عن بعد أصبح خيارًا شائعًا في سوق العمل ينافس الوظائف التقليدية التي تفرض على الموظّفين العمل لساعات محدّدة، تصل إلى 40 ساعة أسبوعيًا، ذلك أنّ فرص العمل الحرّ تتيح للعاملين المرونة والحريّة في أداء أعمالهم.

و أشار حسونة في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الى أن  منصّات العمل عن بعد غيّرت الطريقة التي يجري بها المهنيون أعمالهم، والأسلوب الذي تعمل به الشركات، حيث أنه من خلال هذه المواقع التي انتشرت بشكل كبير، أصبح من السهل على أصحاب العمل إيجاد الأشخاص المناسبين للقيام بالأعمال التي لا تتطلّب التزامًا دائمًا.

و أضاف أنه من خلال العمل عبر الانترنت أصبح بوسع المستقلّين البحث عن فرص مناسبة لهم دون الالتزام بالعمل مع شخص أو مؤسسة واحدة.

و لفت م. حسونة الى أن هذا الأمر كله فتح الباب واسعا أمام خريجي الجامعات لتعويض ما يفوتهم من الوظائف التقليدية، من خلال إيجاد فرص عمل دائمة أو مؤقتة عبر تعلم مهارات جديدة من مصادرها المفتوحة عبر الإنترنت، مثل التصميم والجرافيك أو التجارة الإلكترونية من خلال إنشاء متاجر بيع بالتجزئة أو تسويق الخدمات.

و حول سبل نجاح الشباب الذي يتجه الى العمل عبر الانترنت، أكد أن العمل عن بعد مع الاجتهاد المستمر والعمل التراكمي وبناء السمعة المهنية الاحترافية على الإنترنت مع المؤسسات والزبائن الذي يعمل معها الشخص تساعد بشكل كبير على الاستقرار الوظيفي والوصول للحرية المالية مع الحفاظ على تطوير المهارات وتنميتها.

و عن أفضل المنصات المخصصة للعمل عن بعد، أشار المختص أن موقع لينكد ان الشهير المختص في تقديم السير المهنية والوظيفة وعرض الوظائف المتعددة حسب الاهتمامات والدرجات العلمية التي يضعها الباحث عن وظيفة في الموقع، و يأتي بعد لينكد ان استثمار المنصات الأخرى في نشر وترويج الأعمال والمهارات بشكل احترافي مثل فيسبوك واستقرار وتويتر.

بدوره أكد الخبير الاقتصادي د. معين رجب أن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم أتاح فرصة ثمينة أمام الشباب، و جعل العالم كله وحدة واحدة، لذلك علينا الاستفادة من المزايا التي وفرتها هذه التكنولوجيا.

و أوضح رجب في حديث لـ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية بأنه رغم الانقسام و اغلاق المعابر و الحصار، الا انه أصبح بالإمكان الكثير من الشباب و الفتيات مخاطبة العالم، و البحث في سوق العمل الحر عن فرص.

و دعا الخبير الاقتصادي الباحثين عن عمل و الشباب ان يطرقوا هذا الباب، و أن يدرسوا الخلفية الكافية لهذا التخاطب، مما يتيح لهم سهولة الاستفادة من التواصل مع العالم الخارجي، لا سيما أنه أصبح مصدر رزق معروف بين الشباب، و أن كثيراً منهم حققوا نجاحات مميزة في الآونة الأخيرة.

و لفت الى أن هذا المجال يفتح الابواب المغلقة، إلا أن قلة من الشباب تبحث فيه، لا سيما أنها تحتاج الى الخبرة و الإمكانيات و الاشراف.

و بين أنه يمكن الاعتماد على هذه الوظائف كمصدر دخل، حيث يمكن العمل من البيت، و لا يحتاج هذا العمل إلا لجهاز حاسوب او هاتف و انترنت، مبينا أن هناك مؤسسات توفر خدمات للعمل لسد النقص الحاصل من قطع الكهرباء و الانترنت و صعوبة التوفيق بينهما في قطاع غزة.

و يشار الى أن الخريجين في الأراضي الفلسطينية خاصة قطاع غزة يعانون من قلة توفر فرص العمل نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع وتوقف القطاع العام عن التوظيف بسبب حالة الانقسام الفلسطيني.

وبلغ معدل البطالة بين الأفراد (20 - 29 عاما)، الحاصلين والحاصلات على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس بلغ 54 في المائة في عام 2020 في الأراضي الفلسطينية.

وتوزعت النسبة بواقع 35 في المائة في الضفة الغربية، مقابل 78 في المائة في غزة، في حين كان هذا المعدل حوالي 53 في المائة عام 2019.

 

كلمات دلالية