خريجون ينجحون بابتكار ملعقة ذكية تساعد مرضى الرعاش على تناول طعامهم

الساعة 03:41 م|27 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

ما يزال الخريجون في جامعات قطاع غزة يثبتون من جديد قدرتهم على الابتكار ومواكبة التطور التكنولوجي، لا سيما في ظل الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 14 عامًا ونيف، وصولًا إلى اختراع أداة خاصة لمساعدة مرضى الرعاش "باركنسون" في تناول الطعام دون مساعدة من أحد.

ويعتبر مرض الرعاش من الأمراض الشائعة لدى كبار السن، حيث تبدأ الأعراض السريرية في الظهور عادة ما بين سن 40 إلى 60 سنة وتزداد نسبة الإصابة به في المراحل المتقدمة من العمر، ومن بين الاعراض الرئيسية الرجفة في اليدين

مجموعة من خريجي الجامعات في قطاع غزة، واصلوا الليل بالنهار كخلية نحل لابتكار أداة جديدة أطلقوا عليها اسم (الملعقة الذكية)، والتي اعتمدوا في صناعتها بإمكانيات بسيطة، لمساعدة مرضى الرعاش في استقرار أيديهم خلال تناول الطعام، دون الاستعانة بأحد.

فريق العمل

عبير بكر، المدير التنفيذي لشركة الترا ميدك، تقول، إن فكرة ابتكار الملعقة الذكية ولدت بعدما لاحظوا أن مرضى الرعاش يواجهون صعوبات خلال تناولهم الطعام بواسطة الملعقة العادية جراء رعشة اليد بشكل غير منتظم، وعدم تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، ويلجؤون للاستعانة بأخرين في تناول الطعام.

وتضيف بكر لـ"فلسطين اليوم"، إنهم فريق يتكون من 16 خريجاً من جامعة فلسطين، قاموا بتأسيس الشركة الطلابية التابعة لمؤسسة إنجاز فلسطين العام الماضي، من أجل إنتاج المعدات الطبية وخاصة "الملعقة الذكية" التي تساعد مرضى "باركنسون" في غزة على تناول طعامهم دون مساعدة.

من هنا بدأ فريق العمل بالبحث عن فكرة جديدة ونوعية لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي يعاني منها مرضى الرعاش، مشيرة إلى أن الفريق عمل على تطوير الملعقة العادية من خلال وضع إضافة جديدة عليها، لكي تعمل على حل مشكلة مرضى الرعاش، وتساعدهم على تناول الطعام دون أي مساندة من أحد. وفق بكر.

وتشير بكر، إلى أنهم عقب اختراع فكرة الملعقة الذكية، سارعوا بالبحث عن شركة مختصة لتصنيع المنتج بجودة عالية، لاسيما أن شركتهم مبتدئة ولا تمتلك القدرة الانتاجية على أرض الواقع التي تساعدهم على تصنيع المنتج بشكله النهائي.

ولجأ فريق العمل إلى شركة "أورا" في غزة، التي قامت بتنفيذ الفكرة الخاصة بفريق العمل وإنتاج الملعقة الذكية بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل كامل.

كيف تعمل الملعقة الذكية؟

وتابعت بكر: "أن الملعقة الذكية مكونة من 3 أجزاء رئيسية هي رأس الملعقة، وسدادة تعمل على اعتدال التوازن، وأثقال موازنة، مبينة أن تلك الملعقة تختلف عن الملعقة العادية من خلال أنها تعمل على توازن الطعام مع حركة يد المريض، دون أن يسقط أي شيء من الملعقة".

وتلفت بكر، أنه تم انتاج 25 قطعة، بيع منها 20 قطعة في الأسواق المحلية بغزة، و5 قطع تم توزيعها على مرضى الرعاش بشكل مجاني، كمساهمة مجتمعية حتى اللحظة.

تصنيع الملعقة الذكية

على الصعيد ذاته، تقول المهندسة في شركة "أورا" دعاء أبو ندى، أن عملية تصنيع الملعقة الذكية مرت بالعديد من المراحل وصولاُ إلى المنتج النهائي، بدءا من تحديد المشاكل وتذليلها، والبحث في عملية براءة الاختراع، ثم عقد جلسات عصف ذهني لتحديد المشاكل وايجاد حلول لها.

وتوضح أبو ندى لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه بعد ذلك بدأت مرحلة الرسم اليدوي لتحديد الأجزاء الرئيسية في المنتج، ومن ثم تصميم ثلاثي الأبعاد، وبعدها يتم طباعة المنتج بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل ملموس.

ووفق المهندسة، يحتاج كل جزء في الملعقة الذكية من 3 – 4 ساعات لطباعته بشكل كامل بواسطة بلاستيك (ايه بي أس)  تم تدويره في غزة، مشيرةً إلى أنه بعد طباعة جميع الأجزاء، تقوم بتجميع الملعقة بشكل كامل وتكون جاهزة للاستعمال من قبل مرضى الرعاش.

ملعقة.PNG
ملعقة مرضى الرعاش.PNG
ملعقة مرضى الرعاش1.PNG
 

كلمات دلالية