المناضلة خالده جرار تحتضن قبر أبنتها ابعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال

الساعة 07:37 م|26 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

على قبر أبنتها التي حرمها الاحتلال من وداعها خانت الدموع المناضلة الصلبة خالدة جرار، وبكت بحرقة، قالت لها أنها "خرجت إلى الحرية" واحتضنتها بورد جففته لها خلسة من جبال الكرمل خلال ذهابها إلى عبادة السجن لتضعه على قبرها حين الإفراج عنها.

وأفرج عن جرار صباح اليوم الأحد بعد اعتقال دام عامين وشهرين، ووجهت لها تهما بالمسؤولية عن عمليات ضد الاحتلال، من حاجز سالم في مدينة جنين، وبعد وصولها إلى مدينة رام الله توجهت إلى المقبرة لزيارة قبر أبنتها.

وتوفيت أبنتها سها (31 عاما) قبل حوالي شهرين بعد إصابتها بوعكة صحية، وتقدم المحامين بأكثر من ألتماس للسماح لها بالخروج لوداعها، إلا أن الاحتلال رفض هذه الطلبات.

وفي حديثها مع الصحافيين عبرت جرار عن مشاعرها الصعبة في هذا الاعتقال الذي فقدت خلاله أبنتها، وقالت:"حلمت أن أتى لقبرها لأحضنها، حين حرموني من وداعها".

وقالت إن العديد من الأسرى و الأسيرات يعيشون ظروفا صعبة، وكما أن مطلبهم بالحرية هم بشر ولديهم من المشاعر الكثير، ولكن الاحتلال هو الذي لا يعرف الإنسانية، لا يدرك أننا بالفعل لدينا مشاعر وحب لوطنا وتوق للحرية.

وتابعت:" حين حرّر الأسرى أنفسهم كان ذلك من أجل الحرية، من أجل الشمس، من أجل احتضان والدتهم من أجل أن يروا صبر وزيتون فلسطين، وليس من أجل شيء أخر، هذا يؤكد إجرام هذا الاحتلال الذي لا يعرف الإنسانية ويؤكد مطلب جميع أسرانا وأسيراتنا بالحرية، الذي فقدوا أحبة بالسجون ولكن لم يفقدوا الأمل بالحرية و تحرير فلسطين".

وحول مشاعرها حين وصلها خبر وفاة والدتها في الأسر قالت رغم مرارة شعوري إلا أن الأمل يبقى، وإن من ساعدها على تجاوز هذه المحنة الصعبة هي الدفيء الذي قدمته لها الأسيرات، ومشاعر الشعب التي وصلتها واخترقت الزنازين والأسوار، "مشاعركم اخترقت جدران زنزانتي ووصلت فشكرا لكم فهذه المشاعر و الصوت هو ما لا يستطيع الاحتلال احتجازه".

وأشارت إلى ألتفاف الأسيرات حولها في مصابها، فقد كانت مشاعر الأسيرات مذهلة، حتى أن إدارة السجن لم تستطيع إغلاق الأبواب على الأسيرات، ووقفت مذهولة موقف الأسيرات، اللواتي قمن بكل طقوس الفقدان في السجن، وتابعت:"في الأسر لكل شيء معنى خاص لأننا محرومين من كل شيء".