خبر الجيش الإسرائيلي يعزز دور الوحدات الخاصة ومهماتها على حدود قطاع غزة

الساعة 01:52 م|04 ابريل 2009

الجيش الإسرائيلي يعزز دور الوحدات الخاصة ومهماتها على حدود قطاع غزة

خبير في الشؤون العسكرية: المقاومة بحاجة للتخفي والعمل الصامت لمواجهة أفضل

 

فلسطين اليوم : غزة

".. من فضلكم انتبهوا للحدود فثمة وحدات خاصة ومهمات ليلية تنفذ بين يوم وآخر، قد يكون وهج التصعيد خفت قليلا، لكن تطورات متوقعة وغير متوقعة ممكن أن تدخل حيز التنفيذ".

 

هذا هو لسان حال سكان الحدود الشرقية بين قطاع غزة وإسرائيل، الذين يرقبون حركة نشطة للدبابات لكنهم في الوقت ذاته يكتشفون كل صباح إن مجرد مهمات استطلاعية وكمائن.

 

وعاش سكان الحدود في القطاع خلال الحرب الأخيرة تجربة هي الأولى من نوعها،  واليوم بعد انتهاء الحرب تشهد الحدود الشرقية خلال الأسابيع الماضية تحركات تتباين وتيرتها بين يوم لآخر.

 

يتلخص عمل الوحدات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مهمات استطلاعية وكمائن تتولاها وحدات خاصة راجلة، وهي لم تنقطع يوما طوال سنوات الانتفاضة ويتراوح عدد الجنود في كل مهمة ما بين 10 - 20 جنديا، وقد يختلف العدد إن خطّط الجيش الإسرائيلي لعملية إغارة أو ضرب هدف ما.

 

ويختلف الشريط الحدودي شمال ووسط وجنوب قطاع غزة من حيث الاتساع الجغرافي، الذي يتراوح ما بين 3 - 5 كيلومترا، وفي هذه المسافة عادة ما يحدد الجيش له منطقة عسكرية تقدر بمئات الأمتار يطلق خلالها النار على كل شيء يتحرك.

 

ووصف المحلل العسكري الفلسطيني يوسف شرقاوي، التحركات النشطة على الحدود، بأنها "غير اعتيادية" مضيفا "كان للجيش الإسرائيلي سابقا قوة ردع لكن بعد عملية أنصارية بلبنان أصيبت قواته الخاصة في مقتل وفقدوا عامل مهم والجندي الإسرائيلي لا يريد القتال".

 

وكان حزب الله اللبناني ليلة الخامس من أيلول (سبتمبر) 1997قتل 12 جندياً إسرائيلياً، من أفراد وحدة الكوماندوز البحري، المعروف باسم "شبيطت 13" في كمين قرب قرية أنصارية.

 

وأنكر الجيش الإسرائيلي في البداية ضربة "حزب الله" الموجعة، مشيرا أن الأمر كان صدفة و متجاهلاً الكثير من الوقائع، التي أكدت أن العملية لم تكن أبداً صدفة حيث حلّل "حزب الله" صور طائرات التجسّس فيما استخفّت أجهزة الأمن الإسرائيلية بالأمر.

 

وأشار المحلل شرقاوي في حديث مع  "قدس برس" إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتنفيذ عملية نوعية في غزة "رأس سهم" قد يرافقها نيران قوية يعزل من خلالها منطقة ما ويستخدم فيها قوة "كوماندوز" .

 

ويدعم الجيش الإسرائيلي، قواته على الحدود بترسانة من الدبابات والمواقع العسكرية الثابتة، وحزمة كبيرة من أجهزة الاستطلاع والرصد التي تلعب دورا مهما في مهماته الحدودية.

 

وكانت الوحدات الخاصة الإسرائيلية، نفذت عدة مهمات، كشف النقاب عنها في الأسابيع الأخيرة أهمها ما تكرر جنوب شرق غزة حين كشفت المقاومة تحركها وأطلقت النار باتجاه الوحد،ة وهو لا يعني أنها لا تقوم بمهمات مخفية النقاب مستعينة بتطورها التكنولوجي ووسائلها القتالية المرافقة من الجو والأرض.

 

وتصف كثير من المصادر المراقبة للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بأنه كان حالة استثنائية، لم تتكرر من قبل وبحصر الأمر على نشاط القوات الخاصة فقد دفع الجيش الإسرائيلي بوحدات عالية العدد والعتاد لتمثل رأس حربة في التوغل.

 

وألمح شرقاوي، إلى أن هدف الجيش الإسرائيلي غير المعلن خلال الحرب كان محاولة تحرير الجندي "شاليط" لكن الجيش الإسرائيلي سجل فشلا استخبارايا انعكس على أدائه في الحرب ما قد يرجح رغبتهم الآن بتنفيذ عملية نوعية.

 

أما الأهداف المعلنة للجيش في الحرب فكانت القضاء على المقاومة، ووقف إطلاق الصواريخ وتغير خارطة المنطقة مضيفا "لديهم الآن مشكلة لأنهم فقدوا قوة الردع وقوات المشاة هي العنصر الأساسي  وهناك قاعدة تقول، المشاه يرافقون الدبابات، وهم من خوفهم على الجنود صنعوا عربة مصفحة ترافق الدبابات وحتى لو كانت قوة الدفاع متماسكة فإن قوة الهجوم تضررت".

 

ويختلف نشاط القوات الخاصة في قطاع غزة بحسب المنطقة، فهم في شمال القطاع أكثر جرأة على التسلل، وقد نفذوا عدة مهمات مخفية مؤخرا، أما جنوب القطاع فلم يسجل لهم سوى توغل بمنطقة الفراحين، خلال الحرب فيما كشفت المقاومة تقدما لهم في منطقة جحر الديك جنوب شرق غزة وأطلقت النار تجاههم.

 

وعقب الحرب، غيّر الجيش الإسرائيلي كثيرا من تحركاته وخططه على الحدود الشرقية لقطاع غزة، فيما لازالت قضية اعتمادهم على العملاء كعامل بشري قديمة متجددة قبل وضع اللمسة الأخيرة على أي مهمة.

 

وتلبّد سماء الحدود مع إسرائيل طائرات الاستطلاع، بمختلف أنواعها، بل أن كل قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي، تحت إمرته طائرة استطلاع ترافقه في كل مهمة، إن واجه فرقته منازل أو تلال أومرتفعات، ناهيك عن طائرات الاستطلاع الموجودة أصلا على الحدود.

 

وينتشر على خط الحدود كاميرات على طول خمسة كيلومترات، بينما يرفع الجيش أسلاكا لأجهزة تجسس فوق المركبات والمدرعات، يعلمها جيدا سكان الحدود الذين عايشوا عشرات العمليات العسكرية. ويضاف إلى ذلك أجهزة المنطاد الكبيرة والصغيرة الثابتة والمتنقلة، التي تصوّر كل شيء، وأبرزها ما هو فوق موقع "كسوفيم " وموقع "ملكة".

 

ومنذ بدء "انتفاضة الأقصى" عام 2000، وما قبلها حاولت المقاومة الفلسطينية التصدي لكثير من مهمات الوحدات الخاصة، ولعل أكثر هذه العمليات نجاحا كانت عملية "حقل الموت" عام 1998، والتي تصدى فيها مقاومون لوحدة "جولاني" فأعلن الجيش يومها أن "وحدة وجلاني من 8 جنود تعرضت للإبادة على يد مسلحين فلسطينيين" .

 

وكذلك عملية "السهم الثاقب"التي نفذها مقاومون من القسام شرق الشجاعية والتي أدت لمقتل جندي إسرائيلي.

 

ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في تنفيذ عملية "كوماندوز" في غزة عقب فشله الاستخباراتي الذي أثبتته الحرب الأخيرة، حين حشد كمية هائلة من الأسلحة ونفذ مناورة نارية تاريخية.

 

ويقول الباحث في الشئون الإسرائيلية صالح النعامي إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتخذ من إسقاط  حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هدفا إستراتيجيا مضيفا "ذلك بحاجة لآليات وهناك عمليات ومخططات عسكرية شاملة ومحدودة".

 

وأوضح النعامي لـ "قدس برس" أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، ووزير الخارجية الجديد، يهددان باغتيال قادة "حماس" للضغط على قضية تبادل الأسرى حيث تهتم إسرائيل بملف إيران والأزمة الاقتصادية، ما يدفعهم أيضا للمحافظة على مستوى محدد من النيران في غزة ومحاولة ضرب أي هدف معد مسبقا إن أمكن.