ماذا يعني إعادة اعتقال الستة؟

الساعة 04:05 م|19 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم | ناصر ناصر

لا شك بأن إعادة اعتقال الأسرى الأبطال الستة من نفق الحرية-جلبوع لا يؤثر على حقيقة كون تعرض المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" الى ضربة كبيرة وموجعة ، ولكن نجاح هذه المنظومة في إعادة اعتقالهم يشير وبوضوح الى انها منظومة قوية وقادرة على التعلم والاستدراك ، فاعرف عدوك جيدا حتى تحسن مواجهته

أضف الى ذلك فإن عناية المؤسسة الأمنية بمنظوماتها تتراوح بين العناية الفائقة جدا وبين العناية الفائقة أقل ، فاهتمام دولة الاحتلال بالجيش ومؤسساته والشاباك وأقسامه والموساد وأذرعه يختلف بوضوح عن عنايتها بمؤسسة الشرطة ، وأقل من ذلك منظومة سلطة السجون، والتي يمكن القول عنها بشكل عام بأنها المنظومة الأقل مكانة في "اسرائيل" ، وقد يزيد الأمر وضوحا عندما نعلم الفرق بين الميزانيات على سبيل المثال ، فميزانية الجيش قد تصل الى 80 مليار شيكل ، بينما ميزانية الشاباك لا تصل الى ميزانية وحدة 8200 للتنصت في جهاز الاستخبارات "الاسرائيلي" "أمان " التابع للجيش ، بينما تبلغ ميزانية سلطة السجون 3.8 مليار شيكل ، منها 79% رواتب وأجور وتقاعد ، ونسبة لا تزيد عن 2% للتطوير .

 ومن جهة أخرى لا يقتصر عمل منظومة الجيش والشاباك على قدراتها الخاصة بل يتعدى الأمر ذلك بالتعاون مع أجهزة التنسيق الامني الفلسطيني مما يمنح الأولى قدرات أكبر ، وهكذا فعلى عاتق المقاومة الفلسطينية تقع مهام كبيرة وتحديات ليست سهلة . وسنن التاريخ والسياسة والاجتماع لا تمنح الانتصار لمن يمتلك قوة الحق والحقيقة والعدالة الانسانية فحسب وإنما لمن يفهم ويدرك ويعمل جاهداً ويمتلك القوة المادية بأشكالها المختلفة ، ومع أن مقاومتنا الفلسطينية في الاتجاه الصحيح ولكن الطريق أمامها ما زالت مليئة بالعقبات، وعلى رأسها الانقسام الفلسطيني البغيض .

كلمات دلالية