لا استقرار في سجون الاحتلال

الساعة 01:23 م|19 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

قد يظن الاحتلال الصهيوني انه يستطيع احداث شرخ في جدار الحركة الاسيرة داخل السجون الصهيونية من خلال الاستفراد بفصيل واستثناء بقية الفصائل الأخرى, وقد يظن انه قادر على تطويع اسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجونه واجبارهم على الخضوع للقوانين الجائرة التي يحاول فرضها عليهم والممارسات النازية من خلال العزل الانفرادي والقمع والمنع من المكتسبات التي حققها الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني عبر نضالات طويلة سقط فيها شهداء من الاسرى وقدمت فيها تضحيات عظيمة, وقد يظن الاحتلال ان اسرى الجهاد الإسلامي سيتوسلون لإدارة مصلحة السجون لأجل مسامحتهم على تحقيق سورة النصر في عملية انتزاع الحرية, والتعهد بعدم تكرارها من جديد, فالاحتلال لا يعرف عقلية اسرى حركة الجهاد الإسلامي جيدا, ولا يعلم قدرتهم على التحدي ومواجهة الاحتلال لذلك أكدت لجنة الطوارئ العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الصهيوني أن الأسرى لن يتراجعوا وسيستمروا في خطواتهم التصعيدية ومعركتهم ضد قوانين السجان وإجراءاته. وشددت على أن لا استقرار في سجون الاحتلال حتى العودة إلى الحياة التنظيمية والإدارية داخل الأقسام وكذلك إخراج المجاهدين من كافة المعازل والزنازين، وإلغاء كافة العقوبات والغرامات المتراكمة. وقالت "إن إجراءات الاحتلال بحق الأسرى سوف تسقط وتُحرق وتكون رماداً بشعلة نار غضب أبناء الجهاد الإسلامي", مع يقيننا ان هذه المعركة هي معركة الاسرى جميعا وهم في مواجهة مستمرة مع السجان.

لجنة الطوارئ العليا لحركة الجهاد الإسلامي تدرك ان سبيلها لتحقيق مطالبها، وانهاء حالة التغول على الاسرى ومحاولة انتزاع مكاسبهم بالقوة, لن تتحقق الا بمزيد من التضحيات والبذل والعطاء, لذلك قالت اللجنة العليا ان "الجنون والانفلات والعربدة والبطش من قبل مصلحة سجون الاحتلال البربرية, وكل إجراءاتها الحمقاء والطائشة ضد حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال, لا مستقبل لها"، فهناك إصرار من اسرى الجهاد على خوض المعركة مهما بلغ حجم القمع الصهيوني, ومهما بلغت التضحيات, وهذا ما دفع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وفصائل المقاومة الفلسطينية الى الإعلان عن الانخراط في معركة الاسرى ضد مصلحة السجون, والدفاع عنهم بكل الوسائل الممكنة, والتهديد بان أي مساس بهم قد يجر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الى معركة مفتوحة مع الاحتلال الصهيوني, ويدفع أهلنا في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948م الى تفجير انتفاضة الحرية في وجهه بكل قوة وعنفوان, وعلى الاحتلال ان يدرك ان الاسرى لدى شعبنا الفلسطيني خط احمر, وفي سبيل الدفاع عنهم تبذل التضحيات الجسام, تماما كما المسرى الذي انتفض شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات من اجل الدفاع عنه, واي فعل ضد الاسرى قد يرتكبه الاحتلال, هو يعلم جيدا ان له ثمن, وهذا الثمن سيدفعه الاحتلال عاجلا او اجلا, فالفصائل الفلسطينية اكدت مرارا وتكرارا انها لن تترك الاسرى وحدهم في معركتهم ضد الاحتلال, وانها ستدافع عنهم بكل قوة ودون أي تهاون, فالأسرى خط احمر.   

حالة التلاحم والتعاضد بين الاسرى دائما ما تبرز في الازمات، فاذا ما كانت المعركة ضد مصلحة السجون فان أي خلافات هامشية تتنحى جانبا، وتتوحد الحركة الاسيرة لمواجهة الاحتلال، لجنة الطوارئ العليا لأسرى حركة الجهاد اشارت إلى أن صمود الأسرى داخل جدران الأسر والاعتقال ملأ عين الشمس، ووصل صداه أسماع الدنيا بكل ثباتٍ وإصرارٍ وإرادةٍ وإقدامٍ على التحدي والمواجهة وانتزاع الحرية والمحافظة على الهوية والانتماء والحقوق الجماعية, وأكدت أن النصر صبر ساعة، وأسرانا داخل السجون لديهم من العزم واليقين ما يدفع السجان صاغرًا للعودة عن كل إجراءاته القمعية بحق أسرانا، ان شعبنا الفلسطيني يرقب انتفاضة الحرية داخل السجون, ويتلاحم مع اسراه بكل قوة, لقد وحدت قضية الاسرى شعبنا وفصائلنا, وباتت انتفاضة الحرية تقرع الأبواب بكل قوة, وتحتاج الى المزيد من الزخم الشعبي للدفاع عن الاسرى والمسرى والأرض الفلسطينية المغتصبة, فكونوا على استعداد لتحمل مسؤولياتكم تجاه اسراكم ومسراكم, وحافظوا على ثوابتكم الفلسطينية من خلال نضالاتكم وتضحياتكم, فالحقوق لا تمنح انما تنتزع انتزاعا, فما بالكم ان كان عدوكم هو "إسرائيل" التي تمارس كل اشكال القهر والعربدة والجبروت والعنصرية والإرهاب ضد شعبنا الفلسطيني, يجب ان يدرك الاحتلال جيدا انه لن يكون هناك أي استقرار في سجونه ومعتقلاته الا اذا توقفت اجراءاته القمعية ضد الاسرى, واوقف القمع, ورفع كل الإجراءات العقابية عن اسرى الجهاد الإسلامي وما دون ذلك معركة مفتوحة بيننا وبين الاحتلال.

 

كلمات دلالية