الهروب الكبير.. والاستفراد بأسرى الجهاد.. بقلم/ محمد جرادات

الساعة 07:51 م|18 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

منذ الهروب الكبير في جلبوع؛ والغضب التلمودي الوحشي ينصب على أسرانا الأبطال، عامة، وعلى أسرى الفصيل الذي شكّل حاضنة الهروب الكبير، خاصة، فلا غرفة تأويهم، ولا خيمة تضم شتاتهم، بعد ان تم تحطيم عظام بعضهم، وإسالة الدماء ممن تبقى عظمه دون كسر أو رض او تهشيم، ورميهم في زنازين عزل مظلمة، حتى وصل عزل بعضهم إلى سجون جنائية في تل أبيب،

فيما يتعرض الأسرى من قيادة هيئة هذا الفصيل، لتحقيقات عسكرية متواصلة حتى اليوم، وخاصة الأسيرين؛ أنس جرادات وزيد بسيسي،

وما زالت حملة التنكيل المنظمة بحق المئات من أسرى هذا الفصيل، في أوج عنفوانها، رغم تعليق الإضراب المفتوح الذي كان أسرى الفصائل عامة بصدد إطلاقه أمس الجمعة، وهو التعليق الذي تردد أن سببه يعود لكون مصلحة السجون الإسرائيلية قد وافقت على 90 % من مطالب الأسرى، وهو ما ثبت بطلانه في ظل استمرار حملة التنكيل،

ونحن هنا لا نطالب الحركة الأسيرة بما يفوق طاقتها، فهي الأعرف بما يناسب الحال، والأقدر على تقدير الخطوة المناسبة، وكلنا يعلم أن خطوة الإضراب الإستراتيجي ليست من حق أحد منا أن يمليها على أي أسير، بل إن واجبه علينا كشعب وسلطة وفصائل، أن نلتحم حول قضاياه العادلة، وأدناه حق العيش بكرامة، وإن خلف القضبان،

ولكنا نطالب وسائل إعلامنا المحلية، وقبلها المؤسسات المهتمة بشؤون الأسرى، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، أن تكف عن بث معلومات مضللة، لن يفهم منها بالنهاية؛ إلا أنها تدفع وضع الأسرى باتجاه التمزق، والإستفراد بفصيل التحرر، وهو الفصيل الذي ينبغي شكره والدفاع عنه، لما شكّله من بيئة خصبة لهذا التحرر الذي التف حوله الشعب بشتى تياراته،

إن الخطوة التي سبق أن أقدم عليها مئات الأسرى في النقب ورمون، بحرق غرفهم، عقب عملية الهروب الكبير، ينبغي لها أن تدرّس في معسكرات الحرية، كأعنف أسلوب جماعي في الغزو بلا أدنى احتمال للنظر خطوة للخلف، وهي الخطوة التي ناسبت حدثاً عظيماً، كحدث تحرر الفرسان الستة،

إن القبول الضمني بالإستفراد بالمئات من الأسرى، لمجرد كونهم محسوبين على الفصيل الذي احتضنت غرفته نفق جلبوع المعجز، سيشكل سابقة مفصلية خطيرة في عظم الحركة الأسيرة، ومجمل القضية الفلسطينية،

وهو ما سيدفع أسرى هذا الفصيل لخطوات ربما تتجاوز حرق الغرف، خاصة من قبل من تم توزيعهم قهراً على غرف هنا وهناك، بما سيؤزم حياة الأسرى كافة، وهو ما ينبغي التوقف عنده ملياً، وخاصة من قبل من يتصدى لشؤون الأسرى، ليحسب كلماته قبل النطق بها.

كلمات دلالية