خبر ثلاثون في الداخل / يديعوت

الساعة 08:28 ص|03 ابريل 2009

بقلم: سيما كدمون

        (المضمون: نتنياهو شكل حكومة ضخمة لا يعرف احد كيف سيقودها وتسيبي لفني راضية عن قرارها بعدم المشاركة في هذه الحكومة رغم مشاعر المرارة  - المصدر).

        خسارة اننا توقفنا عن الانفعال والتأثر. في السابق كانت مثل هذه الامور تثير في نفوسنا شيئا ما عندما نرى مراسيم اداء الحكومة يمين القسم وتبدل الوزراء وما الى ذلك. نحن الان ننظر الى يوم بهيج للديمقراطية وقلبنا متحجر لا يتأثر. الان نبدي اهتماما اكبر بمن يخرج من بيت الاخ الاكبر اكثر ممن يدخل الى البرلمان الاسرائيلي. ربما يعود الامر الى السرعة التي تولد فيها الحكومات وتموت هنا. الامر الذي حولنا الى اشخاص لا مبالين. وربما كان ذلك موقفنا من السياسيين الذي حولنا الى هزليين. لانه كيف يمكننا ان نتأثر عندما يصعد ثلاثون وزيرا وثمانية او تسعة نواب وزراء. مع القابهم الغريبة ووزاراتهم الخيالية لاداء يمين القسم. اية ثقة يمكن ان تكون لدينا في اشخاص مستعدون لان يكونوا شركاء في الائتلاف الحاكم فقط مقابل المنصب. كيف يمكن ان نتعامل بجدية مع الاشخاص الذين لا يعرفون بعد اين يقع مقصف الكنيست، الا انهم يطالبون بان يكونوا على رأس الوزارة. لان عضوية الكنيست لم تعد امرا هاما بحد ذاتها. فمن اين ياتي هذا النهم للوزارة من قبل ان يكون الشخص رئيسا للجنة فرعية حتى او من قبل ان يجلس ليوم واحد على مقعد نواب البرلمان وينظر من حوله ويتعلم ويراكم الخبرات.

        ما الذي حدث لنا؟ ما هذا النهم وهذا الاسراف وهذه الخشونة الهمجية، من اين ولد هذا الجوع وهذه الشهية التي خرجت عن نطاق السيطرة.

        حكومة جديدة انطلقت في طريقها في هذا الاسبوع. يتوجب ان نقول بحق نتنياهو بانه نجح في اقامة حكومة قوية راسخة ومتوازنة. حكومة لن يضطر كل يوم الى صيانتها وحمايتها من الانفراط. حكومة 74 مقعدا برلمانيا هي حكومة تستطيع ان تركز على امور غير بقائها. والسؤال ليس البقاء وانما كيف سيعمل الكنيست عندما يكون ثلثه وزراء ونواب وزراء. اما في الليكود فهنالك ثمانية اعضاء فقط يتوجب عليهم ان يقوموا بعمل قائمة برلمانية كاملة.

        اذا يمكن القول ان حجم هذه الحكومة هو نقطة ضعفها فهي حكومة متمايلة متعثرة وهذا سينعكس على كل شيء من الامور الفنية المتعلقة بجلسات يوم الاحد عندما سيتداولون في المواضيع المختلفة الى مدة هذه الجلسات. هذا يعني ان هذه الحكومة ستكون اقل تمركزا: فلتتخيلوا صفا في مدرسة مكونا من 40 تلميذا كم يمكن ان يكون هذا الجمهور منتجا؟.

        هذا ناهيك عن التسريبات. كيف يمكننا نحن الصحافيين ان نسمع التسريبات من 40 شخصا حيث يتبين ان كل واحد منهم فهم شيئا مغايرا للاخر. هذه فضيحة بحد ذاتها وهذا يعني ان جلسات الحكومة لن تكون مفيدة واللجان الوزارية ستتحول الى حكومات عليا اما المجلس الوزاري المصغر فسيصبح اكثر اهمية من ذي قبل. المسائل الامنية التي كانت تطرح في السابق للمداولات في الحكومة ستنتظر المجلس الوزاري المصغر. وعلينا ان لا نستهين بهذا المجلس. هو نفسه سيحتوي على 15 وزيرا. نتنياهو ضم ليمور لفنات كمراقبة وسيكون هناك اثنان او ثلاثة سيقفزون للمراقبة على الطريق. اذا يتبقى المطبخ المصغر الذي كان يحتوي في عهد اولمرت على ثلاثة (اولمرت، باراك، لفني) وسيتضمن في حكومة نتنياهو الان خمسة اشخاص، وهو ينوي في هذا الاسبوع زيادة العدد الى ثمانية.

        باختصار ان لم يرغب نتنياهو في ان ينتشر كل قرار مثل انتشار حلف الناتو، يتوجب عليه ان يشكل مطبخا مصغرا يحتوي على الثلاثية الاساسية التي ستتخذ القرارات التي تستوجب السرية المطلقة وهذه الثلاثية هي نتنياهو وباراك وليبرمان.

        اذا ما الذي يمكن قوله حول هذه الثلاثية الاكثر اهمية في الدولة؟ احدهم يحب الصحبة والثاني شاهد الجنود البريطانيين عند ولادته والثالث يريد ان يهاجم سد اسوان. نحن نأمل اذا ان يعرف هؤلاء الثلاثة القادمون من المريخ كيف يتخذوا القرارات الصحيحة وهم خلف طاولة الحكومة.

        عاشت سارة

        ان سألتم انفسكم من الشخص الذي سيكون اكثر تأثيرا على رئيس الوزراء وانتم تشاهدون مراسيم اداء الحكومة الثانية والثلاثين في اسرائيل ليمين القسم، كل ما توجب عليكم ان تفعلوه هو التمعن في قائمة المدعوين. هذا الشخص جلس هناك في فستان ازرق وراقب الجمهور بانفعال بارز.

        اجل، اجل ان سارة تعود الى حياتنا. بهدوء، يجب ان نقول وخلسة. ولكنها هناك وكل من يعرف امرا او اثنين حول عائلة نتنياهو يعرف ان هذا الوجود سيؤثر علينا. لان السيدة الاولى في بلادنا هي امرأة مسيطرة جدا. وعندما تحدث نتنياهو في خطابه في بيت الرئيس حول وجودها في حياته بكلمات مؤثرة هو قصد كل كلمة قالها.

        الناس لا يعرفون تماما طبيعة العلاقات بينهما، ولكن من الواضح انها امرأة ذكية جدا وذات تأثير دراماتيكي على زوجها كما ان الاشخاص المقربين من الزوجين والذين يحبون سارة يعترفون انها تتدخل في الامور واحيانا بدرجة مفرطة. صحيح ان ليلي زوجة شارون كانت ذات تأثير اكبر على اريك، ولكنها عرفت حدودها. شارون عرف كيف يصغي لنصائحها وكيف يضع لها الحدود. سارة وفقا للاطراف التي تعرف الزوجين ايضا لا تعرف دائما متى يجب ان تتوقف وعندما تتدخل يمكنها ان تفعل ذلك بقسوة وان تؤثر على امور لا يتوجب ان تؤثر فيها.

        عموما سارة هي نقطة حساسة في كل ما يتعلق بنتنياهو رئيس الوزراء الجديد والاشخاص المقربون منه يرفضون بشدة قول رأيهم بها. وهي ايضا مثله ليست المرأة الشابة التي دخلت الى مقر رئاسة الوزراء من دون تحضير مسبق من دون ادراك لدورها. من الناحية الاخرى سيكون من المفرط ان نأمل بان تكون قد تغيرت وانها شخص اخر. ربما يمكن القول فقط انها قد نضجت وتعلمت كيف تلعب اللعبة. في كل شيء يتعلق بنتنياهو بما في ذلك جدول اعماله واختيار موظفي ديوانه وتعييناته والاشخاص الذين يهمسون في اذنيه وحتى توزيع الغرف في ديوانه سيكون لسارة تأثير حاسم.

        اذا ان بدا لنا اننا قد حصلنا على زوجة رئيس الوزراء التي لا يشعر احد بوجودها والتي لا تتدخل في حياتنا وتؤثر عليها فنحن مخطئون. فلتستقبلوا زوجة رئيس الوزراء مرة اخرى. عاشت سارة.

        فرية شتاينتس

        يبدو ان الضربة الاكبر التي تلقاها سلفان شالوم كانت تعيين يوفال شتاينتس وزيرا للخارجية هذا التعيين رمى الى اعتراض طريق سلفان نحو هذه الوزارة ونتنياهو نجح بالتاكيد في تحقيق هدفه من خلال ذلك. بالفعل بعض الاطراف في الليكود تدعي ان هذا التعيين قد تبلور نهائيا في تلك الليلة الازماتية التي نشأت في ديناميكية العلاقة مع سلفان.

        الا ان سلفان شالوم ليس الوحيد الذي سقط عليه تعيين شتاينتس في هذا المنصب كصاعقة. من الممكن القول ان الوسطين السياسي والاقتصادي قد اصيبا بالذهول من هذا القرار. رد الفعل الاكثر انتشارا لهذا التعيين كان انه قرار فاضح. وحتى المقارنة بينه وبين تعيين عامير بيرتس لمنصب وزير الدفاع كانت هي الاخرى ضد مصلحة شتاينتس. عندما انتخب بيرتس وزيرا للدفاع كان هناك هدوء على الاقل. اما شتاينتس فقد اختير لهذا المنصب في ظل ازمة اقتصادية غير مسبوقة. نتنياهو يعلن عن حرب اقتصادية ويختار شخصا لا يعرف حمل البندقية ليعينه في منصب القائد العسكري الاعلى لهذه الحرب.

        اذا كيف حدث ان يوفال شتاينتس الدكتور في الفلفسة والذي لم يدر في حياته مقصفا في جامعة ولم يكن وزيرا او حتى مساعد وزير والذي لم يتربى في منظومة الحكم حصل على الوزارة الاكثر اهمية في الفترة الاكثر حساسية.

        نتنياهو لم يقصد اعطاء شتاينتس وزارة المالية. هو كان عازما على الاحتفاظ بها لنفسه. ولكن شتاينتس مارس عليه ضغوطا هائلة جدا في اليوم السابق لاقامة الحكومة. ان جلست في وزارة المالية كوزير من دون صلاحيات، قال لنتنياهو، فمن الذي سيتعامل معي بجدية. بعض اطراف الليكود تقول ان شتاينتس استخدم كل الوسائل ومن بينها سلاح يوم الحساب. وهو، علاقاته القوية مع سارة نتنياهو. يتبين ان يوفال ليس مصابا بالبلبلة وانه استغل السنوات من اجل الاهتمام بابناء عائلة نتنياهو بما في ذلك سارة والاولاد. شتاينتس كان هناك دائما وسارة وبيبي اللذان قضيا سنوات طويلة في الصحراء السياسية عرفا كيف يقدران من يعرف الجهة التي تتواجد فيها المياه.

        الان آن آوان سداد الثمن عن كل تلك السنوات التي خرج فيها يوفال الى وسائل الاعلام، ايضا عندما كان احد اعضاء الليكود الذين لم يوافقوا ودافع عن نتنياهو بضراوة.

        وهكذا في صبيحة اليوم عندما قام سلفان باستعراض عضلاته امام نتنياهو بينما كان شتاينتس يصرخ في الجانب الاخر، صدر قرار نتنياهو: شتاينتس قال له انت الذي ستكون وزير المالية فعليا من الاصل وهكذا اقتنع نتنياهو وعينه في هذا المنصب.

        على شتاينتس الان ان يتعلم كيف يكون وزيرا قادرا على اتخاذ قرارات دراماتيكية، كما يتوقع من وزير المالية في هذه الاونة. الناس يقولون انه شخص نزيه وطيب. كان من شأن النزاهة ان تلزمه بعدم قبول هذا المنصب الذي يكبر مقاساته بكثير. المدافعون عنه يقولون انه كان رئيس لجنة خارجية وامن ممتاز، ولكن ليست هناك اية علاقة بين هذه اللجنة وبين الوزارة. ربما كان الناس سيعتبرون شتاينتس مكافئا لابراهام هيشزون او روني باراون ولكن في فترة الازمة الاقتصادية هناك كل الاسباب للاستغراب من هذا التعيين. الا ان قلنا ان كل هذا المنصب هو فرية وخدعة وان الدكتور شتاينتس قد حصل على المنصب فقط حتى يعطر نفسه به.

        وجع لفني

        في يوم الاربعاء جاءت تسيبي لفني لمراسيم تبادل الوزارات في وزارة الخارجية. الوداع تم من ناحيتها قبل ذلك واليوم هو يوم رسمي حيث تسلم المفاتيح لافيغدور ليبرمان.

        ولكن من اللحظة الاولى كان واضحا ان ليبرمان يدخل الوزارة مثل دب سيبيري يدخل في محل للخزف. وعندما بدأ خطابه زالت برمشة عين الابتسامات عن وجه المسؤولين في الوزارة. اصبح واضحا بسرعة كبيرة الى اين تهب الرياح وهي لا تحمل البشائر.

        في الايام الاخيرة، كما تقول لفني، كانت هناك لحظتان، كان من الواضح لها جدا لماذا لا يمكنها ان تكون جزءا من الحكومة. هي قالت انها عرفت طوال الوقت ان هناك اتفاقيات والتزامات مع شتى الاحزاب. ولكن هذه الالتزامات تلقت تعبيرا واضحا جدا في مرتين: مرة خلال اداء يمين القسم عندما شاهدت امامها حكومة اشكالية مضخمة ولم يكن بامكان انضمام كاديما اليها ان يغير من الامر شيئا بل يزيد الامور سوءا. وفي المرة الثانية كان ذلك عند تبادل الوزراء في وزارة الخارجية عندما صعد ايفيت الى المنصة وقال للجميع لتنسوا كل ما كان حتى ان قلنا عشرين مرة سلاما فلن يكون هناك سلام. اسرائيل كانت قوية في اخر مرة في عام 1967 حيث اعترف العالم كله بقوتها. ليس هناك اتفاق انابوليس! هذا الاتفاق ليس قائما.

        عندما سمعت لفني هذه الامور كان واضحا لها تماما لماذا ليست في الحكومة.

        من الناحية الاخرى قلت لها، ليبرمان صرح في الواقع انه يقبل خريطة الطريق الا يرضيك ذلك؟

        بالطبع لا، تقول لفني. توجهنا الى انابوليس عندما ادركنا ان خارطة الطريق لا توصلنا الى اي مكان ذلك لان البند الاول فيها طالب بوقف الارهاب بينما تحدثت المرحلة الثالثة فقط عن المفاوضات للتسوية الدائمة. هذا ينطوي على المنطق لانه يغير الوضع على الارض بما في ذلك الارهاب وتجميد المستوطنات قبل الدخول في المفاوضات الا انه تسبب في تجميد الوضع ولم يتح اية فرصة للتقدم.

        عندما توجهنا الى انابوليس قررنا القيام بالتفاف والبدء في المفاوضات اولا من خلال الاعتقاد بان تطبيق نتائج هذه المفاوضات سيتناسب مع خريطة الطريق. هذا في الواقع اتفاق يتحدث عن ادارة مفاوضات حول التسوية الدائمة على اساس الدولتين، من خلال الافتراض ان الزمن لا يصب في مصلحتنا وان المراوحة لا تتمخض عن الحل. وان اسرائيل قد تفقد قدرتها على ايجاد اطراف براغماتية في الطرف الاخر.

        المشكلة، كما تقول لفني ان ليبرمان بقي عالقا في عام 2002 في خريطة الطريق من خلال الاعتقاد اننا ان انتظرنا حتى مرحلة استئناف القضاء على الارهاب فلن يحدث شيء. وهذا ما يريده. ولكن منذ ان وقعت اسرائيل على انابوليس تبنى مجلس الامن ذلك وحدث فك ارتباط ونحن اليوم في مكان اخر.

        عفوا، قلت لها ولكنك اوشكت على اقامة ائتلاف مع ليبرمان ذاته.

        انا لا استبعد اي احد، تقول لفني ولكني لم اجر مع ليبرمان مفاوضات ائتلافية. هو وجه لنا ولليكود اربعة اسئلة ثلاثة منها في القضايا المدنية والرابع يتعلق بالقضاء على حماس. هو حصل مني على اجابات بما في ذلك اقتباسات من برنامج كاديما وهذا كل شيء.

        المسالة التي كانت مطروحة في تلك الفترة على المحك، هل سيوصي ليبرمان بيبي امام شمعون بيرس ام انه لن يوصي باي احد. انا تذكرت ان ايفيت يقبل مبدأ تقسيم البلاد ولكن المسألة هي ان كانت ام الفحم فيها او خارجها وانه لا يواجه مشكلة في التنازل عن احياء في شرقي القدس وانه يوافق على التنازل عن نوكديم مستوطنته مقابل السلام. فهمت من ذلك ان مواقفه بعيدة عن مواقف اليمين المتطرف.

        بعد الانتخابات ذكروني بان ليبرمان غادر الحكومة عندما اتخذ القرار بصدد انابوليس. انا بالتأكيد لم اكن لاتشارك معه بحكومة على هذا الاساس. تصريحاته بالامس الاول اوضحت ذلك جدا. فالامور التي قالها تزيل الامور التي كنت شريكة فيها. انا جلست على منصة انابوليس وشاركت في قرار مجلس الامن. وعندما طالبتني شاس بعدم البحث في القضايا الجوهرية من الصراع كما اتفق في انابوليس، رفضت.

        هذا احد اسباب عدم انضمامي للحكومة: ازالة وشطب كل ما نفذ خلال السنوات الثلاث الاخيرة من الان والعودة الى عام 2002، والغاء امور تمت على مستوى دولي. من الواضح اليوم انني لو دخلت للحكومة على اساس مقولة عامة مثلما فعل حزب العمل فهذا يعني انني سأبيع كل شي.

        سألت تسيبي ان كانت قد شعرت بخفقة في قلبها عندما شاهدت الوزراء وهم يصعدون واحدا تلو الاخر ويدلون بيمين القسم.

        صمتت. لقد اجتزت هذه المرحلة. قالت لي. هذا قرار ولا يعرف احد ما الذي سيحمله لنا المستقبل ولكن بالامس خلال اداء يمين القسم كنت على قناعة تامة ان قراري هو قرار صحيح. ومع ذلك كانت مفارقة الوزارة التي احبها عملية غير بسيطة بالنسبة لي. اجريت مع نفسي عملية تخيل موجهة للوضع الذي ابقى فيه وزيرة للخارجية، ومع ذلك لا استطيع دفع اي شيء وكل زعيم يأتي الى هنا يسمع رئيس الوزراء في حكومتي وهو يقول شيئا بينما تقول وزيرة الخارجية شيئا اخر. شعرت باسف شديد ولكن الوداع كان صحيحا. انا لا استخف بمشاعر اعضاء كاديما الصعبة في هذا الموقف. وقد قلت لهم ذلك ايضا دعوتهم الى بيتي وقلت لهم ان العمل في الوزارة لا يعني السيارة او المكتب فقط. مغادرة هذا المكتب هي التغيير. هذا شعور بانك تتوقف عن الاسهام.

        ورغم ذلك كان الدخول لمثل هذه الحكومة من دون بناء امور اساسية لينهي كل ما ارادت كاديما ان تفعله في يوم من الايام. ربما كان ذلك سيعطي الاشخاص وليس زمنا في الحكم ولكن ليس اكثر من ذلك كنا لنتحول في هذه الحالة الى جزء من نفس الشيء وشركاء مع كل الاحزاب الاخرى في نفس المسألة والضرر فظيع في هذه الحالة.

        سألت، هل حاولت جلب الخمسة المتمردين في العمل الى كاديما

        جواب، هذا قرارهم قبل كل شيء، قالت لفني.

        ولكن هل حاولت؟

        التقيت مع بعضهم فقد نشر في الصحف انني التقيت مع يولي تامير.

        انا لا اقصد محادثة ودية وانما محادثة سياسية؟

        جواب: هذا ليس شيئا يمكنه ان يحدث الان؟ تقول لفني.

        هي محقة. هذا لا يعني انها لم تحاول لانها كانت ستفرح لو ضمت هؤلاء الاشخاص لكاديما مثل اوفير بينس وعامير بيرتس وشيلي يحيموفيتش وايتان كابل ويولي تامير. ضمان افق سياسي لهم وتقسيم حزب العمل. ولكنها تعرف انه مثلما لا يمتلك نتنياهو ثلاثة عشر عضوا من العمل وليس لديها خمسة. صحيح ان الحديث عن الانشقاق في المجموعة التي رفضت التصويت في هذا الاسبوع مع حكومة نتنياهو قوي ولكنه لا يقود بعد الى اي مكان.

        يحيموفيتش مثلا تعارض الانشقاق. وهي تعارض حتى الدخول في تجمع المتمردين. كما ان بينس نفسه لا يؤمن بهذا الانشقاق. وعموما يتوجب على هؤلاء الخمسة ان يقرروا بينهم وبين انفهسم ان كانوا سيسرون معا. وبالطبع من الذي يتصدرهم. في الوقت الحالي هم بالاساس يتبادلون النوادر حول رفاقهم الذين باعوا انفسهم مقابل وزير بلا وزارة او حقيبة فارغة من المضمون.

        يولي تامير مثلا سمعت وهي تسخر من منصب وزير شؤون الاقليات افي شاي برفرمان. افي شاي سيتجول في البلاد ويعطي شهادات الولاء التي يريدها ايفيت ليبرمان للعرب، قالت تامير.

        ايضا خلال اداء الحكومة ليمين القسم، احتفلت المعارضة بمسيرة الوزراء بعد ان ادى بوغي هرتسوغ ويعقوب نئمان ولاء القسم صرخ روني باراون: اين فوكس ومتى يؤدي فوكس يمين القسم (هو يشير هنا الى مكتب المحامين "هرتسوغ، فوكس نئمان").