خبر « الجمعة » يوم اليتم العربي : الحرب والحصار زادا أعدادهم في غزة و« تجميد الأرصدة » فاقم معاناتهم

الساعة 08:07 ص|03 ابريل 2009

يوم اليتم العربي : الحرب والحصار زادا أعدادهم و"تجميد الأرصدة" فاقم معاناتهم

أيتام غزة يحيون يوم "اليتيم العربي" بطريقتهم الخاصة ويأملون بالحصول على حقوقهم

 

فلسطين اليوم - وكالات

يختلف أيتام قطاع غزة عن بقية الأيتام في شتى الأرض بسبب استمرار الحصار والعدوان وعدم إدخال الأموال والمساعدات فهم يعيشون حرمان كبير جراء كل ذلك وغيره الأمر الذي بشكل يتم جديد إضافة إلى فقدانهم الأب.

 

يحتفل العالم العربي في الجمعة الأولى من شهر نيسان (أبريل) من كل عام بيوم اليتيم العربي الذي تميز هذا العام بمضاعفة أعداد الأيتام لاسيما في قطاع غزة الذي تعرض لحرب سقط فيها حوالي 1400 شهيدا أدى إلى انضمام المئات من الفلسطينيين لهذه الشريحة نظرا لأن عدد كبير من الشهداء كانوا متزوجون وأبناء وتركوا خلفهم أبناءهم بدون معيل، وكذلك انضم العشرات من الفلسطينيين المرضى إلى قائمة الضحايا جراء منعهم من استكمال العلاج بسبب الحصار.

 

الطفل اليتيم محمود أبو غلوة ابن العشر سنوات أحيا يوم اليتيم العربي على طريقته الخاصة  وهو يعيش  مسلوبة حقوقه بفعل الحصار وجراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكنه جاء ببراءته وقد حمل رسالته وأمانيه  ليطالب العالم بها متأملا أن يحقق له أحدا أمنياته.

 

وببراءة يقول "كنت أود أن تكون لي دراجة صغيرة أقودها وأذهب بها إلى المدرسة، لكن والدتي لم تستطع أن تأتى لي بها، وكنت طلبت منها أن توفر لي جهاز حاسوب لألعب عليه ويكون لي كباقي الأطفال، لكنها قالت لي أن مستحقاتي محاصرة، وأن علي أن أصبر".

 

ويشار إلى أنه منذ مؤتمر شرم الشيخ الأول في عام 1996 بدأت السلطة وكذلك العديد من الدول بالتضييق على من يرسل الأموال والمساعدات للأيتام وتجميد أرصدت وحسابات حوالي 30 جمعية خيرية فلسطينية في الداخلي والخارج كانت تساعد هؤلاء الأيتام، وزاد هذا الحصار منذ عدة سنوات لاسيما في قطاع غزة.

 

الطفل جمال أبو عمرة (12عاما) يتيم آخر طالب العالم بوقف ملاحقة وتهميش واحتجاز مستحقات الأيتام، وقال "نحن أول أيتام تسلب فيه أموالنا وتحاصر كفالاتنا أمام مرأى من العالم".

 

أبو عمرة الذي حوصرت مستحقاته لا يوجد له مكانا يؤويه بعد أن لاحقته قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيته القاطن على خطوط التماس في بلدة الشوكة شرق رفح في حربها الأخيرة، والذي هدمته خلال الحرب الأخيرة على غزة قبل ثلاثة أشهر، ليصبح هذا الطفل وإخوته الأربعة أيتام مشردين ومحاصرين.

 

وتحدث الطفل اليتيم يوسف أبو لولي (13 عاما) عن أيتام غزة، واستصرخ دول العالم "أيتام فلسطين يتذوقون مرارة الحرمان واليتم في كل لحظة.. نناشد العالم أن يرحموهم وألا يقتلوهم مرتين، وأن يعطفوا عليهم ولو بمسحة رأس أو ابتسامة".

 

وقال الطفل أبو لولي "نحن نتذوق مرارة معنى كلمة يتيم هنا، والعالم يلاحقنا حتى في مستحقاتنا، ونريد في يوم اليتيم أن يعيد إلينا حقوقنا ويضمن لنا العيش بأمان".

 

 وطالب تجمع المؤسسات الخيرية العالم بوقف التهميش الخطير الذي تمارسه إسرائيل وحكومة رام الله بحق أيتام فلسطين، والعمل بشكل سريع على إنقاذ هؤلاء الأيتام وإلغاء حظر عمل الجمعيات الخيرية في قطاع غزة والضفة الغربية التي تعنى بشئون الأيتام.

 

وتلعب الجمعيات الإسلامية والخيرية في قطاع غزة دور هام في العمل الإنسانى والاغاثي في المجتمع الفلسطيني، فمن إغاثة الأيتام والمحتاجين إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في كافة مناحي الحياة.

 

وللجمعيات دور اجتماعي تأكيدا لمدى التحام الشعب الفلسطيني في كل مكان مهما ضاقت به السبل و الخطوب وذلك من اجل التخفيف من معاناته في ظل سياسة الحصار والإغلاق والعدوان المتواصل عليه.

 

بدوره قال الشيخ ناصر برهوم رئيس الجمعية الإسلامية برفح أن الجمعيات الإسلامية والخيرية فتحت بابا واسعا للرحمة والإحسان وبذرة للخير في موطن العطاء...فهي طاعة لله عز وجل وتقرب إليه فهو الذي أمر بتكريم اليتيم وحث على كفالته  كذلك  هي تعبير عن صدق المشاعر وشفافية الحس الإنساني نحو مجتمعنا الفلسطيني  كما وتعمل الجمعيات على تأصيل  شعور التكافل والرحمة وشحذ المعنويات وتقوية إمكانات الصبر والرباط ومواصلة درب التضحيات والبناء.

 

وأضاف برهوم "انه ومن الرغم من سياسة الحصار التي ينتهجها الاحتلال الصهيونى في عرقلة عملهم  إلا أنها أصبحت محط آمال الكثير من المعوزين من أبناء شعبنا الذين دارت عليهم الدوائر وألمت بهم الخطوب وأحاطت بهم المصائب إحاطة السوار بالمعصم".

 

وأوضح أنه وفي ظل هذه الظروف الظالمة والمظلمة سعت الجمعيات بخطوات حثيثة لتصل إلى الآلاف  من أبناء الشهداء والمعتقلين والأرامل لتمد بينها وبينهم جسرا للمحبة والأمل الجديد الذي يشرق في حياتهم فيرد عليهم الكرامة المسلوبة ويحفظهم من ذل السؤال.

 

وأشار إلى الجمعيات الإسلامية والخيرية في قطاع غزة تبقي محط آمال أبناء الشعب الفلسطيني في توفير حياة كريمة رغم الخطوب والصعوبات، حيث انها لعبت دورا كبيرا في هذا المجال منذ منتصف القرن الماضي.

 

وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة قد أقامت المناسبة "يوم اليتيم العربي" أمس الخميس (2/4) حفلا دعت إليه المئات من الأيتام والشخصيات والمسؤولين.

 

وتقدر الجهات الرسمية في غزة أن أكثر من 20 ألف يتيم في القطاع مكفولين، بحيث يتم توفير مستحقات شهرية لهم، وكذلك تقدم لهم مساعدات، في إطار التنسيق مع الجمعيات الخيرية الإسلامية في أنحاء العالم.