بداية مرحلة جديدة..

هل تكون قضية الأسرى صاعق لتفجير انتفاضة جديدة بفلسطين؟

الساعة 11:30 م|08 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم

اشتعلت شرارة الأحداث الميدانية في الأراضي الفلسطينية عامة والضفة الغربية خاصة بشكل تدريجي دعمًا واسنادًا للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يتعرضون لهجمة انتقامية من ادارة مصلحة السجون على خلفية تمكن 6 أسرى من انتزاع حريتهم عبر نفق أسفل سجن جلبوع.

فشهدت أكثر من 10 نقاط تماس في الضفة الغربية مساء الأربعاء 8-9-2021 مسيرات جماهيرية حاشدة دعمًا للأسرى في سجون الاحتلال ولأبطال عملية انتزاع الحرية، حيث قمعتها قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع ما تسبب بإصابة أكثر من 100 فلسطيني بجراح مختلفة.

محلل سياسي وأخر محتص في الشأن العسكري توقعا بأن الأمور في الضفة المحتلة حال استمرت المظاهرات الحاشدة قد تخرج عن السيطرة وقد تشكل مرحلة جديدة من النضال والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ورجح المحللان في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الاخبارية" استمرار التصعيد الميداني في مدن الضفة الغربية حتى استقرار حالة الأسرى الذين انتزعوا حريتهم واعادة الهدوء داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الخبير والمختص في الشأن العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات قال: "إن الابطال الستة انتصروا في انتزاع حريتهم وشعبهم واخوانهم واخواتهم في المعتقلات الاسرائيلية ينتصرون لهم ويعززون هذا الانتصار بمزيد من التصدي والتحدي للاحتلال وكسر ارادته والتمرد على اجراءاته ورفض كل ما يصدر عن هذا الاحتلال من تصرفات قهرية ظالمة خاصة ضد الأسرى داخل السجون والمعتقلات".

وأكد عريقات أن ما نشهده اليوم من حالة صمود وتصدي وتحدي للاحتلال تأتي ضمن معركة عض الأصابع"، مشددًا أن شعبنا أقدر من الاحتلال على الصمود والانتصار في هذه المعركة".

ويرى عريقات أنه اذا ما استمر الاحتلال بمواصلة هذه الاجراءات والتصعيد الظالم ضد الأسرى داخل السجون فإن مقاومة شعبنا ستكون أشد وأعنف وربما تتدحرج الأمور وتخرج عن السيطرة.

وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة قال عريقات: "شعبنا في مرحلة نشوة وعنفوان وقد عبر عن ذلك بوسائل متنوعة كما أن فصائل المقاومة ردت على الاحتلال بذات اللهجة التي اعتاد عليها واعربت عن استعدادها للمواجهة والتصدي لأي حماقة يرتكبها جيش الاحتلال وهذا ما يردع الاحتلال حاليا"، غير أنه استدرك بالقول: "هذا لا يمنع أن ترتكب قيادة الاحتلال حماقة جديدة باتجاه التصعيد العسكري رغم أنها ضعيفة".

وأوضح عريقات أن التصعيد العسكري ليس سهلا على قيادة الاحتلال التي ستتحمل الثمن غاليًا لأن الأمور في حال التصعيد لن تكون لصالح الاحتلال ولن يجني من ورائها سوى مزيد من الاخفاقات ومزيد من الجرائم الانسانية المدانة دوليا وفيها خسارة كبيرة لهم".

فيما قال المحلل السياسي عريب الرنتاوي: "إن ما يجري في الميدان يجب أن يتم البناء عليه وتطويره واطلاق العنان لطاقات شعبنا للتصدي للهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد الأسرى الأبطال داخل السجون.

وأضاف الرنتاوي: "يجب أن يتم استعادة الوحدة الوطنية واعادة الاعتبار لحركة التحرر الوطني  وذلك عن طريق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لا عن طريق السلام العبثي الذي اثبت فشله منذ سنوات.

وتابع قوله: "طريق الصحيح للفلسطينيين رسمه الابطال الستة الذين انتزعوا حريتهم عبر نفق الحرية وهم قرعوا جدران الخزان بقوة وخرجوا من بطن الأرض ليقولوا لنا أن طريق فلسطين للحرية والاستقلال هي طريق الجهاد والمقاومة وليس طريق السلام العبثي".

ويعتقد الرنتاوي أن ما شهدته الضفة المحتلة من مظاهرات عنيفة في الكثير من نقاط الاشتباك المباشر هو بداية لفصل جديد من فصول المواجهة التي سيتم تأريخها منذ تمكن الاسرى لانتزاع حريتهم من السجن.

ويرى أن مرحلة المواجهة قد تكون امتداد لسيف القدس الذي لم يغمد كما تقول الفصائل في قطاع غزة، وما نشهده اليوم هو تدشين لمرحلة جديدة في الضفة المحتلة.

يُشار إلى أن 6 أسرى فلسطينيين تمكنوا من انتزاع حريتهم عبر نفق الحرية من اسفل سجن جلبوع شمال فلسطين المحتلة، 5 منهم من أسرى حركة الجهاد الإسلامي والأسير الخامس من حركة فتح ويقودهم القائد أمير أسرى الجهاد في السجن محمود العارضة.

وشنت إدارة مصلحة السجون عقب تمكن الاسرى للفرار من السجن وعدم العثور عليهم خلال اليومين الماضيين شنت هجومًا انتقاميًا ضد جميع الأسرى الفلسطينيين وخاصة اسرى حركة الجهاد الإسلامي ما اثار حالة من الغضب داخل صفوف الأسرى.

واشتعلت سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير اليوم الأربعاء 8-9-2021 حيث أحرق الأسرى بعض من غرف الزنازين في اطار الدفاع عن كرامتهم وحريتهم داخل السجون الاسرائيلية.

 

 

كلمات دلالية