الجهاد الإسلامي يراكم من فشل الاحتلال

الساعة 01:06 م|07 سبتمبر 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

تتنوع المعارك التي يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال الصهيوني, فغير المعارك العسكرية هناك معارك سياسية واقتصادية وامنية وتكنولوجية وغيرها استطاع الفلسطينيون ان يحققوا فيها اختراقاً ويوجهوا للاحتلال الصهيوني صفعات متتالية ليراكموا من حالة الفشل التي يعيشها الاحتلال الصهيوني, ففي الوقت الذي يداوي فيه الاحتلال جراحه من اثار ملحمة سيف القدس البطولية, ويحاول ان يداري الانتكاسات التي اصابته جراء هذه المعركة, ويسعى لاخفاء فشله في تحقيق اهدافه من هذا العدوان, حقق اسرانا الابطال معجزة حقيقية واستطاعوا اختراق كل التحصينات الاسرائيلية واخترقوا نظرية الامن الصهيونية وصنعوا المستحيل معتمدين على الله عز وجل ثم على ارادتهم الفولاذية والتي استمدوها من صلابة شعبهم وايمانه بحريته وعدالة قضيته, خمسة من ابناء الجهاد الاسلامي يرافقهم قائد كتائب شهداء الاقصى زكريا الزبيدي قاموا بتحرير انفسهم من خلال عملية نوعية فيها اعجاز كبير بعد ان حفروا نفقا اسفل سجن جلبوع المحصن بكل التحصينات الممكنة والمزيد بكل اجهزة التكنولوجيا الحديثة والهروب خارج السجن, في عملية بطولية اربكت الاحتلال وزلزلت اركان الدولة الوهم المسماة «اسرائيل», وحققت انتصارا جديدا على هذا الكيان المجرم, فالإرادة الفلسطينية اقوى من السلاح والتكنولوجيا والحراسات المشددة, حرر الاسرى انفسهم بعد ان تعنت الاحتلال في ابرام صفقة تبادل للأسرى, فكان للأسرى رسالتهم القوية التي صفعوا بها وجه الاحتلال. 

الاسير القائد المجاهد محمود عبد الله العارضة قاد عملية الهروب الكبير, خطط لهذه العملية بسرية تامة وايمان مطلق بان الله معه ولن يحبط صنيعه, فمجرد التفكير بالهروب من سجن جلبوع يعتبر بحكم المستحيل وفق الادراك العقلي, لان السجن محصن بأجهزة استشعار داخل غرف الاسرى وفي الزنازين ومحمي بطبقة باطون فولاذية بسمك اربعين سنتيمتراً وشبكة من القضبان الحديدية الفولاذية اسفلها تزيد من شدة التحصين, بالإضافة الى الحراسة الداخلية المكثفة, وفي خارجه تسير دوريات الاحتلال حول السجن على مدار الساعة, والكلاب البوليسية تحرس السجن من كل الاتجاهات,  القائد المجاهد محمود العارضة والذي حاول الهروب من قبل من داخل سجون الاحتلال  في العام 2014 دخل زنازين العزل الانفرادي على خلفية محاولته الهروب بحفر نفق في سجن شطة، حيث أمضى أكثر من عام في العزل, لكن هذا لم يردعه وبقى ينشد حريته ويؤمن بقدرته على اقتحام التحصينات واختراق الجدران وتحرير نفسه واخوانه, فمحمود العارضة محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة و 15 عاما اضافية، أمضى منها 26 عاما, وهو مثقف وله مؤلفات منشورة أتمها خلال سجنه مثل فقه الجهاد تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منهجا وفكراً، إلى جانب مؤلفات أخرى داخل السجن لم تر النور بعد, كان اعتقاله الأول في العام 1992 لم يكن حينها قد أكمل عامه ال17 بعد، فتى حكم حينها عليه بالسجن 4 سنوات, وهو ما صقل شخصيته وأكسبه قوة منقطعة النظير .

ستة اسرى استطاعوا تحرير انفسهم من سجون الاحتلال وهم بعون الله قادرون على حماية انفسهم واحباط محاولات اعادة اعتقالهم لكن هذا يستوجب عدة اجراءات لحمايتهم والحفاظ عليهم نذكر منها  .

اولا: وقف التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال وهو الامر الذي يراهن علية الجيش الصهيوني لا عادة اعتقال هؤلاء الاسرى المحررين وهو ما تحدث عنه قادة الاحتلال بوضوح. 

ثانيا: حماية الفلسطينيين للأسرى الابطال المحررين من خلال منع الاهالي لقوات الجيش الصهيوني من اقتحام المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية والاشتباك معها واقامة الحواجز والموانع في الطرقات لاعاقة تحركاتها.

ثالثا: التوافق بين فصائل المقاومة الفلسطينية على ضرورة حماية هؤلاء الابطال والدفاع عنهم واعتبار تحريرهم لأنفسهم منجزاً وطنياً يجب الحفاظ عليه, والاشتباك الدائم مع الاحتلال لإشغاله عن ملاحقة الاسرى المحررين, وان أي محاولة لملاحقة اسرانا الابطال سيكون لها ثمن كبير سيدفعه الاحتلال ان حاول النيل منهم.

الجهاد الاسلامي يراكم من فشل الاحتلال من خلال المعارك المختلفة التي يقودها وهو قادر على تحقيق اختراقات عديدة في منظومة الامن الصهيونية وزرع بذور الفشل في هذا الكيان حتى ينبت النصر المبين.

كلمات دلالية