"إسرائيل" بين الإرباك والارتباك

الساعة 01:09 م|30 أغسطس 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بقلم : خالد صادق

تتحدث «إسرائيل» عن اسبوع ساخن ومتوتر بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية وتوعدت بالرد القوي على أي تصعيد, وفي نفس الوقت تتمسك «اسرائيل» برفضها رفع الحصار عن قطاع غزة, وادخال مواد البناء, والبدء في عملية الاعمار للبيوت المهدمة, وهي تنظر للخطوة التصعيدية التي أقدمت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, بتفعيل وحدات الارباك الليلي بارتباك كبير, وتخشى أن تتمدد هذه الظاهرة بعد أن وصلت الى الضفة الغربية المحتلة وتبنتها بلدة بيتا جنوب بنابلس, وتمارسها بشكل يومي ضد الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين الاشرار, وهي خطوة مربكة للجيش الصهيوني لما يصاحبها من اصوات انفجارات قوية واشتعال للنيران واشتباك بالحجارة مع جنود الاحتلال الصهيوني المتمترسين خلف الجدران, وعودة وحدات الارباك الليلي للعمل في قطاع غزة تأتي عقب اصابة جندي صهيوني على الحدود الشرقية لقطاع غزة بجراح خطيرة خلال فعاليات مسيرة العودة, وقد استخدم الاحتلال القوة المفرطة في مواجهة وحدات الارباك الليلي وأصيب تسعة فلسطينيين برصاص جنود الاحتلال من بينهم حالة حرجة, واذا ما استمرت الاحداث بهذه الوتيرة المتصاعدة, فإن الامور ستؤدي في النهاية الى مواجهة عسكرية، لأن المقاومة لن تصمت طويلا على استهداف جنود الاحتلال للشبان الفلسطينيين وستقوم بالرد على جرائمه البشعة, ولن تقبل باستمرار الحصار على قطاع غزة ومنع إدخال مواد الاعمار, ويبدو أن المواجهة باتت مسألة وقت فقط.

تشغيل وحدات الارباك الليلي جاء بعد قرار تفعيل وحدة البالونات الحارقة المنطلقة من قطاع غزة  تجاه منطقة الغلاف الحدودي, وعقب قرار فصائل المقاومة الفلسطينية بالعودة لتسيير المسيرات الجماهيرية الحاشدة تجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الاراضي المحتلة عام 48م, وحالة الاحتقان في الشارع الفلسطيني هي التي تدفع الشبان الفلسطينيين للتهور والمخاطرة, واقتحام الحدود والاشتباك مع جنود الاحتلال بحجارتهم ومقاليعهم من مسافة صفر, وهي تتصاعد كلما سقط شهيد او جريح, ويصبح من الصعب التحكم في الميدان ويندفع الشباب بعنفوان نحو الحدود, وهذه ظاهرة تربك الاحتلال, فالشاب الذي لا يخشى الموت ويتحدى الرصاص بصدره العاري لن يتوانى عن اقتحام الحدود والوصول الى الجنود المحصنين خلف الجدران, وهذا يعني أن الجندي الصهيوني الذي يتحصن ويملك ادوات القتل وتحيطه وسائل الحماية الامنية والعسكرية من كل جانب يشعر انه ليس في مأمن, وأن كل هذه الحماية تنهار امام ارادة الفلسطينيين, واقوى سلاح يمتلكه الفلسطيني هو سلاح الارادة, وتحدي الرصاص, وعدم الخوف من الموت, وفعل المستحيل لأجل الوصول الى الاهداف, هذا المشهد يربك الاحتلال ولا تعرف الحكومة الصهيونية كيف تتعامل معه, وكيف يمكن ان توقفه, هي تستعين بالوسطاء أحيانا للضغط على المقاومة الفلسطينية, وتستخدم القوة المفرطة في احيان كثيرة لإخافة الفلسطينيين وتسهل اجراءاتها على المعابر التجارية لتخفيف الاحتقان, لكنها في كل مرة تفشل بامتياز.

عضو الكنيست الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير قال « إن الفلسطينيين في غـــزة لا يحسبون لنفتالي بينيت أي حساب، ويقومون بتنفيذ أنشطة عنيفة قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة, وبالفعل الفلسطينيين لا يحسبون لنفتالي بينت وحكومته أي حساب بمفهوم بن جفير, وهم لا يحسبون ايضا لابن جفير وعصاباته المتطرفة أي حساب, فالأحداث التي تشهدها منطقة الغلاف الحدودي مع غزة لن تهدأ او تتوقف الا برفع الحصار عن قطاع غزة وبدء عملية الاعمار وفق شروط ومحددات نتائج معركة سيف القدس التي وافق عليها الاحتلال وتعهد بتنفيذها, فالمعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة على الاحتلال تحققت بتضحيات جسام, وثمنها دماء عشرات بل مئات الفلسطينيين الذين استشهدوا أو أصيبوا في المعركة, والمقاومة الفلسطينية أمينة على دماء الفلسطينيين, ولن تفرط في منجزاتهم أبداً, ولن يستطيع الاحتلال فرض معادلات جديدة على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, حتى وان استعان بالإدارة الامريكية والمجتمع الدولي, حتى وان استعان بحلفاء عرب ومطبعين جدد, فما صنعته طالبان في افغانستان من انتصار على جيش «رامبو» الامريكي يعتبر نموذجاً لانتصار المقاومة الفلسطينية على «اسرائيل» بعد ان تتخلى عنها الادارة الامريكية, ويتوقف الدعم المالي والعسكري والامني والتكنولوجي الامريكي لها, وهذا الامر سيحدث، لأن امام امريكا تحديات اكبر داخلية وخارجية فتحدياتها الداخلية في عدم استقرار وضعها الاقتصادي نتيجة سياساتها الخارجية, وتحدي وباء كورونا المتفشي داخلها, اما خارجيا فمعركتها المصيرية مع الصين وروسيا ودخلت مرحلة جديدة في  صراعها مع ايران التي باتت تعمل لها ألف حساب بعد تنامي قوتها العسكرية الى حد كبير.

 

 

كلمات دلالية