خبر شخصيات مقدسية تحذّر: مدينة القدس تمر بمرحلة هي الأخطر من نوعها

الساعة 07:28 ص|02 ابريل 2009

فلسطين اليوم - رام الله

حذّرت شخصيات مقدسية وخبراء في الأرض من أن مدينة القدس المحتلة تمر حالياً بمرحلة هي الأخطر من نوعها، لا سيما في ظل استمرار فرض الوقائع على الأرض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 

فقد حذر حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال برام الله لشؤون القدس، من خطورة المرحلة التي تمر بها مدينة القدس باعتبارها الأخطر من نوعها على المدينة المقدسة.

 

وقال، خلال برنامج واجه الصحافة الذي نظمته وزارة الإعلام في مدينة رام الله، حول أوضاع مدينة القدس المحتلة: "إن القدس أمام هجمة شرسة، ومن المتوقع أن تتصاعد بعد وصول اليمين الإسرائيلي القومي والديني سدة الحكم".

 

وأشار عبد القادر إلى أنه منذ الرابع من حزيران 67 عام "كان لإسرائيل تداعيات على مدينة القدس، فهي منذ ذلك الحين تصل الليل بالنهار من أجل تغيير الوضع القائم بالقدس على الصعيد الديمغرافي أو الطوبغرافي أو على صعيد الهوية الثقافية والحضارية والدينية للمدينة المقدسة.

 

وأوضح عبد القادر أن "إسرائيل قامت بذلك عبر ثلاثة أهداف، أولا: من خلال توحيد المدينة بمعنى توحيد شطرها الشرقي والغربي بمنظومة من القوانين والخدمات، بحيث لا يكون هناك فرق بين الشطرين للمدينة واعتبارها عاصمة واحدة لإسرائيل، وثانيا: تهويد المدينة بمعنى محاولة شطب وإلغاء الطابع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة المقدسة والاستعاضة عنه بالطابع اليهودي، وثالثا: أسرلة المدينة بمعنى ربط منظومة الخدمات للمواطنين العرب بالشطر الشرقي بالمؤسسة الإسرائيلية سواء كانت هذه المؤسسة صحية أو تعليمية أو قضائية أو ثقافية أو ما إلى ذلك من مؤسسات الخدمات الإسرائيلية.

 

وأكد المسؤول الفلسطيني أن "إسرائيل لم تنجح بأي من هذه الأهداف سواء واحد فقط استطاعت أسرلة المدينة عبر فرض أمر واقع على المواطنين من حيث ربط الخدمات والضرائب وربط المصالح الحياتية اليومية بالمؤسسة الإسرائيلية، وهذا بالتأكيد تقوم به أي دولة قائمة بالاحتلال وليس إسرائيل فقط.

 

وأكد عبد القادر أن الهدف من هذه الحملة هو تقليص الوجود الفلسطيني في القدس إلى أقصى حد ممكن، مشيراً إلى "فشل الإسرائيليين في إحداث خلل لصالح المستوطنين في الصراع الديمغرافي معهم".

 

ولفت عبد القادر النظر إلى أن الفلسطينيين في الشطر الشرقي هم الأغلبية، إذ يبلغ عددهم حوالي 65 % من أعداد السكان "رغم أننا نستغل 13 في المائة فقط من الأراضي حالياً، ويبلغ عدد المقدسيين 280 ألفاً مقابل 182 ألف مستوطن يهودي، بمعنى أن إسرائيل فشلت في إحداث خلل في الميزان الديمغرافي بالقدس العربية لصالح الوجود الاستيطاني".

 

وأشار إلى أن أهالي القدس يشكلون 32 في المائة من مجموع سكان القدس في العام 1993، متوقعاً أن يصل عددهم في العام 2020 إلى 40 في المائة وفي العام 2050 ربما يشكلون أغلبية سكانية.

 

وأضاف: "إسرائيل تصارع الوقت لإحداث خلل، وهي تعمل على تقليص عدد سكان القدس من 22 في المائة إلى 12 في المائة من عدد سكان القدس".

 

وأشار إلى صدور 400 إخطار بهدم منازل في القدس المحتلة ، خلال شهر واحد، إضافة إلى تصاعد في سياسة سحب الهويات، حيث تم سحب 7 آلاف هوية من عائلة مقدسية، أي تهجير 25 ألف مواطن مقدسي منها.

 

وأوضح عبد القادر أن بناء جدار الفصل العنصري "عزل القدس وعزل التجمعات المقدسية ميكانيكيا، وأصبح اليوم 80-90 ألف مقدسي يعيشون خارج الجدار، مهددين بسحب هوياتهم في أي لحظة".

 

وعبر عن تخوفه من تعمق وتصاعد الهجمة الإسرائيلية التي "تهدف إلى شطب القدس من المفاوضات بخلق واقع جديد يمنع وجود قسمين للمدينة"، مشيراً إلى أن مقاومة تهويد القدس يقع في ثلاثة مستويات، الأول سياسي من أجل تحشيد الضغط على إسرائيل، وهناك تجاوب أمريكي وأوروبي حول هذا الموضوع، والثاني استغلال الهوامش التي يتيحها القانون الإسرائيلي أمام المحاكم، بهدف شراء الوقت لا إيمانا بعدالتها، وجهد شعبي، حيث تقام خيم الاعتصام والتضامن في كافة المناطق المهددة بالمصادرة والهدم.

 

وأكد عبد القادر أن معركة القدس "لن تكون خاسرة"، وما يحتاج لكسبها هو "الصمود والإرادة السياسية ودعم لصمود أهلنا في القدس، وأن هذه المعركة لم تحسم بعد".

 

وأوضح أن السلطة تقوم بتقديم خدمات للمواطنين المقدسيين عبر مؤسسات، وهناك مجموعة خدمات كبيرة تقدم للمقدسين خاصة في القضايا التي تتعلق بممارسات الاحتلال مثل هدم المنازل والضرائب والمخالفات.

 

ومن جانبه؛ أوضح مدير دائرة الخرائط، في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة، خليل التفكجي أن الإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس والقائمة على مخطط (2020) والتي يقع ضمنها إقامة منطقة صناعية في قلنديا، ومشروع (30 أ) ويهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي عن طريق إقامة وتوسيع مستوطنات.

 

وأكد أن الصراع على القدس جغرافي وديمغرافي، وهي تحاول السيطرة على القدس جغرافيا من خلال المخططات الهيكلية، وضبط النمو الفلسطيني، وقانون أموال الغائبين إضافة إلى فتح الشوارع.

 

وأوضح أنه يجري اليوم تطبيق مشروع 1999، عندما كان أرائيل شارون وزيرا للإسكان، ويقوم المشروع على وجود 26 بوابة للقدس، وهذه البوابات هي أحياء يهودية داخل الأحياء الفلسطينية، والهدف منها لا تقسيم القدس مرة أخرى، ولا أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، ولكن لتخفيض عدد السكان المقدسيين إلى 12% بدلا من 34% اليوم.

 

وأشار إلى هدم 872 بيتا منذ العام 1994 حتى اليوم، من أجل تقليص نسبة السكان العرب فيها، وتغيير خارطة القدس حسب القانون والسياسة الإسرائيلية الهادفة لضم عدد من تجمعات المستوطنين للقدس، بحيث يصبح للقدس ثلاثة أصابع تمتد باتجاهها، الأصبع الأول يمتد نحو معاليه أدوميم، وستضم عن طريق أنفاق وجسور، والثاني نحو جفعات زائيف، والثالث نحو غوش عتصيون وترتبط بالقدس عبر سكة حديد من تحت مدينة بيت لحم.

 

ودعا الإعلام إلى التركيز على أهالي مدينة القدس وجغرافية القدس وحجارتها، "وليس المستهدف في هذه العملية فقط الأماكن الدينية"، وطالبهم بتسليط الضوء على أساليب الاحتلال بتدمير البنية الاجتماعية لأهالي القدس بالمخدرات لتحويله إلى جيل ليس له علاقة بالقضايا الوطنية، لافتا إلى تلاشي الأسماء العربية وحلول الأسماء العبرية مكانها.

 

وبدوره؛ تحدث مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري عن المشاكل التي يعاني منها التجار المقدسيين من ارتفاع الضرائب والأرنونا وغيرها، وغياب الحركة التجارية، مؤكدا أن ذلك يتطلب تقديم منح للتجار لتمكينهم من الصمود في المدينة.

 

وأضاف أنها "من القضايا الغير المنظورة قضية ضريبة "الأرنونا" والتي تستغل لتنفيذ السياسات الإسرائيلية في تهويد القدس، والتي وصلت إلى مبالغ طائلة لا يستطيع المواطن المقدسي دفعها، ويفقد أملاكه مقابلها وبصورة قانونية".

 

ومن القضايا الغير منظور فيها أيضا، قضية سحب الهويات، بهدف تهويد المدينة وطرد أصحابها منها.

 

وعرضت أم كامل الكرد قصتها مع معاناتها والتي بدأت منذ العام 1999 حتى اليوم، بعد سيطرة المستوطنين على جزء من بيتها بالتزوير، الذي ظل مغلقاً حتى العام 2001، حتى استولى عليه المستوطنون بقوة الأمر الواقع وبأوراق مزورة، حتى تم هدمه.

 

وأشارت أم كامل إلى محاولة المستوطنين، والمستوى السياسي إغراءها بالمال، من جهة وبالضغط عليها وتهديدها بالموت، حتى أنها حرمت من زيارة أبنائها لها، بينما كانت ترعى زوجها المقعد قبل وفاته قبل بضعة شهور.

 

وقالت إنها طردت من منزلها وعادت ووضعت خيمة هدمت 6 مرات ودفعت غرامات مالية مقابلها، وهي اليوم تعيش في الخيمة حياة بعيدة عن كل ما هو إنساني، مناشده العالم العربي والإسلامي بان يفيقوا من صمتهم تجاه ما يحصل في المدينة المقدسة.