جدارية تحاكي واقع الحال بغزة.. في "حب الصبر"

الساعة 11:18 ص|29 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

في حب الصبر ... جدارية عبرت عن رمزية غير ملتبسة لحال أهل غزة، فملامح بطل هذه الجدارية صورة لرجل في مطلع الخمسينيات من عمره أرهقته أزمات وتعقيدات الحياة اليومية التي تركت بصماتها واضحة على قسمات وجهه المنهكة بسمرة السعي تحت الشمس الحارقة بحثاً عن الرزق أو عن أمل في غد أفضل إن لم يحظ به فقد يحظى أبناؤه بعيشه.

حاكت هذه الجدارية بخطوطها التي رسمت بدقة عيني هذا الرجل الصغيرتين الثاقبتين وهما تبحثان في الأفق عن بصيص نور يبدد ظلمة الواقع المرير الذي يعيشه كل من ذاق آلام القهر والفقد بأشكاله المختلفة، فمدلولات صورة هذه الجدارية بمكوناتها المختلفة جاءت متجانسة كلياً مع الواقع المعيش بدءاً بمظهر هذا الرجل بملابسه البالية التي لم تنل من عزيمته وإصراره على مواجهة الحياة وانتهاءً بيديه القابضتين على أشواك ضلع الصبر الذي ينتهي طرفه بوريقات مزهرة وكأنها إشارة إلى قدرته على احتضان أشواكه التي ستفضي في نهاية المطاف إلى حال أفضل.

وحول فلسفة اختيار تلك الصورة يقول رسام الجدارية الجرافيتي علي الجبالي إن اختياره لتلك الشخصية جاء انطلاقاً من إيمانه بدرجة التشابه التي تربط ملامح تلك الصورة الحقيقية لمواطن غزي بالواقع الصعب الذي تعيشه غزة.

وقال في حديث لـ  صحيفة "الأيام": "اللوحة المرسومة على حائط عمارة وسط مدينة غزة يزيد ارتفاعها عن عشرين متراً تمثل وصفاً لحالة الإنسان الفلسطيني في ظل التحديات والضغوط التي يمر بها وحالة المواجهة التي تظهر مدى قدرة الفلسطيني على تحمل وتحدي صعوبات الحياة التي يمر بها والتأقلم مع هذا الواقع".

ونوه إلى أن هذا العمل الفني يعد من أكبر الأعمال الفنية ذات العلاقة بالرسم الجرافيتي من حيث الحجم، موضحاً أنه قام برسم هذه الجدارية على مدار 15 يوماً، وأنها شكلت له تحدياً كبيراً من حيث إن رسمها لم يخل من مخاطرة خصوصاً أنه استعان للمرة الأولى بسقالة على ارتفاع 21 متراً وبعرض 12 متراً كي يتمكن من تغطية هذه المساحة الكبيرة بلوحة جدارية تعد من أهم الأعمال التي أضافت له تجربة جديدة في كيفية استخدام المساحات الكبيرة والتعامل معها على أرض الواقع.

أما أحد أشهر هواة التصوير الفوتوغرافي في غزة هاني فرج الله فرأى في هذه الجدارية التي التقط بعدسته صورتين ليلية ونهارية لها تعبيراً عن حال غزة بخطوط فنية موفقة أظهرت خصوصية الواقع المعيش الممزوج بين البؤس والأمل في قالب واحد.

واعتبر فرج الله أنه بالرغم مما حمله وجه بطل هذه الجدارية ومظهره الخارجي من تعابير البؤس وضنك العيش إلا أن احتضانه للوح الصبر بشوكه وبتلات أزهاره إضافة إلى مظهر شجرتي النخيل على جانبي جدار الصورة أظهرت مجتمعة الأمل الذي يحدو أهل غزة في حياة كريمة.
كتب : حامد جاد 

كلمات دلالية