ثياب الشهيد عمر النيل المدرسية.. ذاكرة حية على جرائم الاحتلال

الساعة 05:29 م|28 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

"قميصوا راح يظل معاي".. بهذه الكلمات عبرت والدة الشهيد عمر النيل عن حزنها الشديد على فراق نجلها الذي ارتقى، اليوم السبت، متأثرًا بإصابته برصاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة غزة خلال مشاركته السلمية في المسيرات على أرض ملكة، وتشبثت الأم بملابسه وباتت ذاكرة حية لأمد الدهر.

بدموع الألم والحسرة على رحيل ابنها (13 عاما) الذي أصيب برصاصة في الرقبة الأسبوع الماضي، تمسكت الأم بثياب الشهيد الجديدة-زي المدرسة- وتحتفظ به داخل كيس خاص تستذكر بها الابن كلما حنت إليه وكأنه على قيد الحياة، وهذا حال الكثير من أمهات الشهداء في غزة.

"هي قميصوا ريحتوا فيه ومنغسلش ولا راح ينغسل وحقيبة عمر كمان راح ظلها معاي لأخر يوم في عمري"، كما تقول والدة الشهيد عمل النيل لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وتضيف الوالدة التي فقدت فلذة كبدها في لمح البصر، أنه ذهب إلا المدرسة يومين فقط ولم يلحق استلام الكتب المدرسية للصف الثالث الاعدادي، بسبب إصابته خلال مشاركته بالمسيرة السلمية، السبت الماضي، رقدته في مجمع الشفاء مدة أسبوع بحالة غيبوبة،  إلا أن فارق الحياة.

وبذلك حرم جيش الاحتلال حق عمر من التعليم ومن استفادة المجتمع منه، بدون أي ذنب قد اقترفه الفتى الصغير، وسط غياب ردع جلي من الجهات الدولية  المعنية لـ(إسرائيل) عن جرائمها.  

وأكدت أن الشهيد عمر خرج مسرعًا للمشاركة في المسيرة السلمية التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية السبت الماضي، مجرد السلاح، واعتبرت إصابة ابنها جنوح في حق الإنسانية يترتب على المجتمع الدولي محاسبة الاحتلال عليها.

وكأي أم، كانت والدة الفتى تنظر فرحة تخرج عمر من الثانوية العامة (التوجيهي)، إلا أن الاحتلال قطع تلك الفرحة وترك غصة كبيرة في قلبها، ستظل بها تفضح جرائم جيش الاحتلال امام العالم.

وشيَّع أهالي حي التفاح شرق مدينة غزة، ظهر اليوم، جثمان الشهيد الطفل عمر أبو النيل بعد إلقاء نظرة الوداع عليه وتأدية صلاة الجنازة الكبيرة في المسجد ثم دفنه في مقابر الشهداء.

3.PNG


 

تنديد الجريمة

ونددت فصائل المقاومة الفلسطينية في مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي عملية اغتيال جيش الاحتلال بحق الفتى عمر النيل، وطالبت من المؤسسات الحقوقية بمحاسبة المسؤولين "الإسرائيليين" على جريمة القتل التي يرفضها القانون الدولي.

وتواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها بقوة السلاح بحق المواطنين المشاركين في مسيرات العودة المقامة على طول السلك الفاصل من محافظات غزة الخمس منذ سنوات، ما يسفر عن ارتقاء شهداء ووقع جراحها بينهم شيوخ ونساء وأطفال.

ويشارك الآلاف في تلك المسيرات المقامة في مخيمات العودة رفضًا لتشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2007، التي تسبب بكوارث إنسانية كبيرة.

عقدت الغرفة  المشتركة لوحدات البالونات الحارقة والمتفجرة والارباك الليلي اجتماعا هاما بعد ظهر اليوم السبت، ناقشت فيه الية الرد على إجراءات الاحتلال و استمرار فرض الحصار و منع الاعمار في قطاع غزة.

وقالت الغرفة المشتركة في بيان صادر عنها: "إن الحصار المستمر على قطاع غزة يدفعنا ان نجعل حياة مستوطني الغلاف جحيم ومنطقة غير قابلة للحياة".

ووجه بيان الغرفة المشتركة التحية للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده والى شعبنا في غزة المحاصرة ، و لأرواح شهدائنا شهداء معركة قيد الاحرار وفك الحصار والتي كان اخرها استشهاد الطفل عمر أبو النيل، وأكدت أن التسهيلات التي أعلن عنها الاحتلال الصهيوني مؤخراً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات شعب يعيش تحت وطئة الحصار منذ 14 عاما.

 

كلمات دلالية