التقنيات الحديثة "الانترنت" أخرجت التربية عن نصابها وتركت الآباء في منافسة شاقة

الساعة 01:31 م|21 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

أصبح الانترنت جزءً لا يتجزأ من حياة الكثير من البشر نظراً لما وفرته هذه الشبكة العملاقة من ميزات وخدمات لم تكن موجودة من قبل، وقد أثر على حياة الكثيرين من البشر وجعلت حياتهم أسهل وأكثر ترفيهاً من ناحية وأكثر تعقيداً وتأثيراً على الحياة الاسرية والروابط بين علاقات البشر من ناحية اخرى.

"فلسطين اليوم" ولاستيضاح ما أثرته التقنيات في حياتنا بشكل عام وايضا في حياة الاسرة بشكل خاص ، سألت الخبير التربوي الدكتور احمد يوسف ، عن تأثير التقنيات الحديثة في حياتنا ، حيث أكد ان التقنية مادة العصر المسمى بالثورة الرقمية ، حيث أصبحت هذه الوسيلة الاساس التي بني عليها التعليم وبني عليها التواصل وبني عليها التعليم و التعلم .

وبين الدكتور يوسف ان التقدم التكنلوجي استطاع فهي المساعدة في تقدم التعليم والتعلم خطوات واسعه ، مشيرا الي ان عادتنا في مجتمعاتنا التي تتسم بالتخلف اي اننا لا نحسن توجيه هذه التقنية فنقع في مغبات ونتائج سلبية.

وأوضح انه من النتائج او التداعيات التي تحصل ان ابنائنا ينفتحون على هذه التقنية من غير ضوابط و حدود ، وهكذا نتحول من حالة استثمار لهبة ونعمة من نعم الله تعالى الى سبب من اسباب خلل في القيم  وخلل التعلم وخلل الحياة.

واشار الى ان التكنلوجيا والتقنيات رائدة على سبيل التعليم و التعلم كونها وسيلة من وسائل العصر اذا لم نحسن استخدامها وتوجيهها نصل الى خلل في القيم وخلل في التعلم وخلل بالإنتاجية فضلا عن التداعيات السلبية للجسم والدماغ.

متابعة الاباء

واشار  د. يوسف الى انه يوجد انواع من الآباء الذين يوجد عندهم حرص على الأبناء فيحاولون ان يمنعوا أبناؤهم ويحدوا من مدى تعاملهم مع هذه التقنية وغالبًا لا ينجحون فالتداعيات تكون أكبر.

والنوع الثاني ، الآباء من يأخذوا قرارا انه مثلنا مثل العصر فيفتح الباب على مصرعيه والتداعيات واضحة " وفقا للدكتور يوسف، موضحاً ان هناك من يتعامل بتوازن وهذا امام تحدى كبير بين ان يحاول يشغل ابنه بمجموعه من الانشطة المضافة الي التقنية والدخول الى هذا العالم فيه بنوع من التوجيه وبين حالة من المغالبة وكثير من المرات ينجح الآباء في ذلك.

تأثيرها على القيم والعقول

وعند سؤال الدكتور احمد يوسف الى اي مدى تمكنت هذه التقنيات الحديثة من التأثير على عقول وثقافة وقيم أيضًا أبناؤنا ،"أكد الى ان هذه التقنية استطاعت ان تحدث قلقا فكريًا وقيمًا لأبنائنا ، فالأبناء الآن فقدوا الثقة بمرجعية الآباء وانتقلت هذه المرجعية الى عالم الرقمنة فعلى سبيل المثال:" الان عندما تريد مناقشة موضوع ديني مع ابنك تجده قد سبقك الى الامام وقرأ وقال لك سمعت كذا، فلان قال كذا ، العلم اكتشف كذا وبالتالي افقد الثقة بمرجعية الوالدين قيميًا ونقلها الى عالم التواصل الاجتماعي وعالم الميديا".

وعن القضية الثانية التي أثارها الدكتور يوسف هي اذا لم تستخدم هذه التقنية بشكل فاعل وعبر برامج مدروسة ستصبح مادة للهو والالعاب وهناك من الالعاب ما وظيفته ان يحدث حالة من العنف والتسارع والخوف للأبناء.

والقضية الثالثة :" الانفصال المجتمعي ترى الأب يحمل الهاتف الام تحمل الأياد والابناء ايضا يحملون وهكذا يجلسون في غرفة واحدة بدنيًا ولكن الاذهان لا تلتقي.

أما عن القضية الرابعة وهي البعد الاخلاقي، حيث قال الدكتور يوسف ان الميديا الآن وهذه الادوات مفتوحه على كل ما نعرف، لذلك حتى لو كان الأبن منضبطًا ستعرض عليه صور، دعايات وكلها تحمل دلالات غير اخلاقية .

وبشأن التعامل مع التقنية ، أوضح ان التعامل مع هذه التقنية اصبح يستثمرها وسنجد مساحات واسعه اصبحت هذه مادة عرض المزايا وكشف الاسرار والانشغال والتفكك المجتمعي وهذا يرجع الى رشد الاسر ومدى قيمها و فعاليتها وثقافتها ولكن دون شك المساحة الغالبة هي للتوظيف السلبي.

وجهه الدكتور احمد يوسف  جملة من التعليمات لتجنب خطر التقنيات بالقول " الى انه يجب لهذه الاسر ترشيد وتوعية أبناؤهم للاستفادة من هذه التقنيات بشكل ايجابي وتوظيفها في خدمة ثقافتنا و قيمتنا ومعتقداتنا والابتعاد كل البعد عن ما ينافي اخلاقيتنا وقيمنا وذلك من خلال  ان يكون الاهل شركاء مع ابنائهم اي عدم التعامل مع الابناء بقضية المغالبة.

ثاني التعليمات لتلافي خطر التقنيات: على وسائل الاعلام وهذه الفضائيات ان يكون هناك برامج توجيهية بكيفية استثمار التقنية.

ثالثا: تحتاج الاسر الي تنظيم للوقت و ان يكون هناك دورات توجيه للأهل بحيث يكون هناك تنظيم وقت للأطفال على الأيباد، ويجب ان يكون الاباء قدوة للأبناء

تقرير - رولا ابو رفيع

 

كلمات دلالية