ليلة العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ غداً، يجلس الطفل محمد هاني شعبان (9 أعوام) وحيداً، حبيساً بين جدران منزله المتواضع والظلام الذي يدور حوله وأحلامه، يتخيل تلك اللحظات التي كانت ستجمعه بزملائه في الصف عند عودته للمدرسة، لكن "إسرائيل" قتلت تلك اللحظات قبل أن تولد..
الطفل شعبان، من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فقد عينيه متأثراً بإصابته خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة، الذي كان يمسك بيد والدته التي كانت تشتري له ملابس العيد.
شعبان عاد مؤخراً من الديار المصرية، بعد أن كان يعالج في المستشفيات المصرية، لكن الأطباء عجزوا عن علاجه، بسبب معاناته من ضمور والتهاب شديد في العينين.
وغداً، يبدأ الطلاب في عامهم الدراسي الجديد بشكل وجاهي، بعد عامين غير مستقرين بسبب فيروس كورونا، وعدم انتظام العام الدراسي.
وارتقى في العدوان الأخير على قطاع غزة أكثر من 280 شهيداً بينهم 65 طفلاً شهداء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في حين أصيب العشرات بجراح متفاوتة.
أمنيات طفل
الطفل شعبان، يجلس بين إخوته الصغار الذين استعدوا للعام الدراسي حزيناً، لا يتمنى سوى أن يلتحق بالمدرسة التي كان يحبها دوماً، لكن وضعه الحالي لا يسمح له بالذهاب لها بسبب الإصابة.
ويلقب الطفل شعبان بالبطل، حيث تم تداول له فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان يظهر فيه قوياً ويصف فيه نفسه بالبطل.
حكاية الإصابة
هاني شعبان والد محمد يحكي بكل أسى حكايته، حيث يشير إلى إصابته خلال القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة خلال تواجده في السوق مع والدته في جباليا البلد حيث تم القصف قرب السوق، وغادر لمصر للعلاج في مستشفياتها، لكن الأطباء فشلوا في علاجه.
وأشار إلى أن الأطباء استأصلوا له عيناً، فيما يصعب الرؤية في العين الأخرى، لذا أصبح الطفل كفيفاً.
وأوضح الوالد شعبان، أن ابنه محمد لم يعد قادراً على الذهاب للمدرسة العادية مع زملائه بسبب وضعه الحالي، لذا فهو يحتاج لمدرسة خاصة، لمثل حالته، خاصةً أنه يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب ذلك..