جولة مشبوهة لوفد أمريكي داخل الأقصى

الساعة 01:07 م|12 أغسطس 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

قام وفد أمريكي أول أمس الثلاثاء بزيارة تفقدية مشبوهة ومفاجئة وغير معلنة للمسجد الاقصى المبارك برفقة عناصر من الشرطة والمخابرات الصهيونية وتجول الوفد الامريكي في المسجد الأقصى, ودخل الوفد من باب المغاربة وخرجوا من باب الأسباط ومن ثم إلى شارع الواد, ولم يستطع حراس المسجد الأقصى تمييز هوية الأشخاص، كما تساءل البعض عن اسباب تنظيم هذه الجولة المشبوهة, والتي تأتي في ظل اقتحامات يومية لقطعان المستوطنين الصهاينة للمسجد الاقصى المبارك, وفي ظل التوتر الشديد الذي تشهده المدينة المقدسة, وتعالي اصوات الحكومة الصهيونية التي يتزعمها الصهيوني المجرم نفتالي بينت بضرورة البدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك, والسيطرة الاسرائيلية عليه من حيث ادارته والتحكم فيه, والمعروف ان الادارة الامريكية برئاسة الرئيس الامريكي جو بايدن تسعى لتحقيق انجاز لصالح نفتالي بينت لعدم رغبتها في عودة بنيامين نتنياهو الى رئاسة الحكومة الصهيونية, وذلك بسبب موقفه الداعم للرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب ومساندته في حملته الانتخابية, ويبدو ان هذه الحولة المشبوهة للوفد الامريكي جاءت في اطار المشاورات بين "اسرائيل" والادارة الامريكية في امكانية السيطرة على الاقصى, وبدء التقسيم الزماني والمكاني له, وتشجيع دول عربية متحالفة مع الاحتلال الصهيوني لتنفيذ هذا المخطط والسعي لفرض سياسة الامر الواقع على الفلسطينيين, لكن الامر يحتاج لمساندة امريكية واضحة لتمرير مخطط التقسيم.

 

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حذرت من النتائج المترتبة على زيارة هذا الوفد الأمني الأمريكي ولقاءاته التي أجراها  في رام الله ومع الكيان الصهيوني ، والجولة التي قام بها  وفد المخابرات الأمريكية في المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس. وأن هذه الزيارة تندرج في سياق  تعزيز التنسيق الأمني وعودة مسار التفاوض العبثي  من خلال تطبيق وثيقة الاتفاق الثلاثي  بين السلطة والكيان الصهيوني والولايات المتحدة .ودعت للتصدي لكل المخططات التي تهدف للنيل من حقوقنا وثوابتنا، والانتباه لكل محاولات الالتفاف على ثورة شعبنا المنتفض في وجه الاحتلال, فيما استنكر مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، دخول وفد أمريكي ، بحماية شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، وعمل جولة في جنباته. واعتبرت أن هذا السلوك المرفوض يؤكد ما ذكرناه مرارًا، من أن السياسة الأمريكية المنحازة بالكامل لرواية الاحتلال، هي سبب أساسي في استمرار هذا الاحتلال وتماديه بحق شعبنا ومقدساته, وأن “هذه الزيارة بحماية شرطة الاحتلال مخالفة صارخة للقانون والقرارات الدولية”, وتكرار مثل هذه الزيارات يغري الاحتلال بارتكاب مزيد من الحماقات، ويزيد التوتر القائم، ويصب الزيت على النار المشتعلة، وخاصة في القدس، وتتحمل الإدارة الأمريكية كل تداعياتها الخطيرة”, فحماس والجهاد الاسلامي يدركان جيدا ابعاد هذه الجولة التفقدية لوفد امني امريكي داخل باحات الاقصى, ويحذران من أي خطوة تهدف لمنح الاحتلال أي امتيازات في الاقصى.

 

من الواضح ان هناك حالة تناغم عالية بين ادارة بايدن وحكومة بينت, وانسجام في المواقف بينهما, فخلال مكالمة هاتفية بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيس كيان العدو الصهيوني إسحق هرتسوغ، أكدت هاريس على ضمان الولايات المتحدة أمن الكيان، ومنحه الحق في الدفاع عن نفسه امام المخاطر المزعومة المحيطة به. ووفقاً لقناة كان العبرية، أكدت هاريس كذلك على التزام البيت الأبيض بمواصلة الدعم العسكري وضمان أمن "إسرائيل"، وبحسب بيان صدر عن رئيس كيان العدو اتفق الطرفان على مواصلة الدعم الأميركي للاستمرار في عمليات التطبيع والحوار بين الكيان ودول الجوار, الغريب ان مسؤول فلسطيني قال لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن السلطة الفلسطينية ترحب بقرار إدارة بايدن إيفاد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى (اسرائيل) والضفة الغربية, وأن سياسة إدارة بايدن تجاه الفلسطينيين جيدة جدًا"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يجتمع بيرنز في رام الله مع عباس وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية, وبات من الواضح ان السلطة لا تستطيع مجابهة سياسة الادارة الامريكية التي تشترط استمرار الدعم المالي للسلطة بالموافقة على سياستها, والتعاطي مع قرارات الادارة الامريكية تماما, حتى وان كان ذلك على حساب الحقوق الفلسطينية او على حساب ثوابت شعبنا او حتى على حساب المسجد الاقصى المبارك الذي تتكالب عليه "اسرائيل" وحلفائها الجدد كما تتكالب الاكلة الى قصعتها.

كلمات دلالية