رغم حرارة الصيف العالية والعرق الذي يتصبب منه، ينشغل الخياط الفلسطيني الستيني خليل حمدان بهمة ونشاط، بإصلاح عدد من الأحذية والحقائب البالية، لعدد من طلاب المدارس الذين يستعدون للعودة لمقاعد الدراسة في عامها الجديد.
ويبدأ الطلاب عامهم الدراسي الجديد 2021 – 2022 يوم الاثنين الموافق 16/08/2021م، بحيث ستكون وجاهية بشكل كامل وستة أيام في الأسبوع، بعد عامين دراسيين من عدم استقرار العام الدراسي بسبب الإجراءات الوقائية والالتزام بالبروتوكول الصحي الخاص بوقاية الطلبة من فايروس كورونا.
ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، يضطر العديد من الأهالي وأولياء الأمور لإعادة إصلاح ما لديهم من أحذية وحقائب وزي مدرسي لعدم قدرتهم على شراء ما يلزم.
وأوضح حمدان الذي كان يجلس في غرفة تخصه في السوق الشعبي في وسط غزة، أنه يعمل في مهنته منذ 40 عاماً حيث ورثها عن والده وتعلمها منه، لافتاً إلى أن العمل ينشط قبل بداية العام الدراسي حيث يضطر الأهالي لإصلاح مالديهم.
وبين، أن الكثير من الأهالي ليس لديهم مقدرة على شراء مايلزم من المحلات، نظراً لعدم توفر عائد مالي للعائلة، أو كثرة عدد الطلاب داخل الأسرة، أو عدم صرف الرواتب، حيث أن من يلجأ لهذه الطريقة هم من العائلات المستورة.
ويعاني المواطنون في قطاع غزة تحديداً من أوضاع اقتصادية صعبة، جراء عدم توفر فرص عمل، وانقطاع الكثيرين عن عملهم بسبب إجراءات كورونا أو الظروف الصعبة لأصحاب العمل.
وأشار حمدان إلى أن العديد من العائلات لا تستطيع حتى أن تقدم على إصلاح الأحذية والحقائب لعدم قدرتها على سدادها.
المواطنة أم خالد عوض الله من سكان مدينة غزة، حملت مالديها من حقائب وأحذية لإصلاحها، في السوق الشعبي، بعد أن عجزت عن شراء ما يلزمها لأبنائها لعدم توفر ثمنها، حيث لازالت تنتظر صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية.
وتشكو عوض الله، كغيرها من الأسر من عدم قدرتها على الإيفاء بملتزماتها تجاه أبنائها من ناحية، ولارتفاع الأسعار من ناحية أخرى.