بلدية الاحتلال تهدد 20 ألف منزل بالهدم

هدم المنازل في القدس... خوف دائم يلاحق المقدسيين

الساعة 10:28 ص|10 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

منذ عشرة سنوات ويزيد والمقدسي علي العبيدي وأشقاؤه الستة يعانون من ملاحقة بلدة الاحتلال لهم بأوامر هدم لمنازلهم في بلدة بيت حنينا الواقعة إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة، حتى يوم أمس الاثنين ( 9 أب/ أغسطس) حن أضطر الأشقاء السبعة لهدم منازلهم بأيديهم.

يقول العبيدي: "منذ سنوت و نحن نتابع في المحاكم دون جدوى، البلدية ترفض كل محاولاتنا باستصدار ترخيص بناء على الأرض التي نملكها، وفي المقابل تلاحقنا في حال قمنا بالبناء بدون ترخيص".

توجه عائلة العبيدي إلى  هدم منازلهم بأيديهم والبقاء مع أطفالهم في خيمة فوق أنقاض المنازل،  جاء بعد إخطار نهائي بالهدم، وفي حال قامت البلدية بالهدم تغرمهم مبلغا إضافيا مقابل قيامها بالهدم يتراوح ما بين 100-200 ألف شيكل ( 31-62 ألف دولار)، يضاف إلى الغرامات سابقة قام العبيدي وأحد أشقائه بدفعها.

وباتت العائلات السبعة يوم أمس مع أطفالها ( حوالي 40 مقدسيا) في العراء بعد هدم منازلها، دون أفق بالسماح لها بالبناء أو الحصول على ترخيص جديد للبناء على الأرض التي يملكونها.

وحال عائلة العبيدي حال الالاف العائلات المقدسية التي تضطر لهدم منازلها بأيديها قسرا وهربا من الغرامات المالية الباهظة التي تفرضها البلدية عليها بعد قيامها بهدم منازلها.

وتقف وراء سياسية هدم المنازل في مدينة القدس مخططات احتلالية لإجبار المقدسيين على ترك المدينة و الخروج منها قسرا بحثا عن المسكن، وهي السياسية التي استعملها الاحتلال منذ احتلال الشق الشرقي من المدينة عام 1967 ولا يزال حتى يومنا الحالي.

عائلة العبيدي قبل البدء بالبناء على أرضها توجهت إلى بلدية الاحتلال لاستصدار ترخيص، ولكن التعقيدات الكبيرة التي وضعتها البلدية اتجاهها وعدم تحديث المخططات الهيكلية للمنطقة حال دون ذلك. حيث تضع بلدية الاحتلال شروطا تعجيزية على حصول المقدسيين على تراخيص بناء وتراخيص باهضه يعجز الكثيرين عنها،  وهو ما يضطرهم للبناء الغير مرخص من بلدية الاحتلال.

وتسمح بلدية الاحتلال للمقدسيين، في حال استوفوا كل الشروط تعجيزية التي تضعها، بالبناء على 12% من مساحة شرقي القدس المحتلة. بالمقابل تخصص 48% من المساحة الكلية للشق الشرقي من المدينة للبناء الاستيطاني وتقدم التسهيلات والقروض للمستوطنين للبناء عليها، وفق مخططها القديم "2020" الذي تقوم على تطبيقه.

تخصيص هذه المساحة فقط لبناء المقدسيين، مع التعقيدات التي تفرضها بلدية الاحتلال عليهم بالحصول على التراخيص أو تحديث المخططات الهيكلية لتستوعب الزيادة السكانية الطبيعية، حيث وصل عدد المقدسيين إلى 350 ألف مقدسي حاليا، حول السكن في المدينة ليصبح من أكثر المشاكل التي تواجه المقدسيين في المدينة المحتلة.

ففي ظل هذا النمو يحتاج المقدسيين إلى 25 ألف وحدة سكنية لسد النقص وإلا سيكون الخيار الأصعب بلجوء المقدسيين الشباب للسكن خارج جدار العازل فيما يسمى بمناطق ضواحي القدس، والتي تتبع لبلدية الاحتلال إداريا، ولكن بدون خدمات حقيقه تقدمها لهذه الأحياء.

وحاليا، يسكن 100-120 ألف مقدسي في هذه المناطق، وهم مهددون في حال طبق الاحتلال مخططاته بالاعتراف فقط بالأحياء المقدسية خارج الجدار بفقدان إقامتهم في المدينة المقدسة.

ولتفادي هذا المصير وللبقاء في المدينة، يلجأ مئات المقدسيين إلى البناء على أراضيهم التي يملكونها أو زيادة البناء على منازلهم وعقاراتهم الموجودة من السابق بدون تراخيص، فتقوم البلدية بملاحقتهم بالهدم. وحتى الأن وصلت عدد المنازل المهددة بالهدم والمتداول قضاياها بمحاكم الاحتلال 20 ألف منزلا.

اعتدال أبو ذياب ( 52 عاما) من حي البستان المهددة منازله بالهدم في بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى، تتحدث عن هذا العبء الكبير الذي تعيشه وباقي العائلات المهددة منازلهم بالهدم،  ولكنها في  المقابل تعتبره في سياق الدور النضالي للمقدسيين وتشبثهم على أرضهم ومدينتهم.

أبو ذياب مهدد منزلها بالهدم، وعلى مدار سنوات حاولت القوات الصهيونية إخراجهم من المنزل بالقوة، من خلال إخطارات الهدم حينا، والمحاكم التي لاحقتهم أحيانا أخرى.

وفي 8 حزيران/ يونيو الفائت جددت محكمة بلدية الاحتلال الصهيونية قرار الهدم بحق منزل أبو ذياب وعائلتها بعد تسليمها إخطارات هدم مع ثلاث عشرة عائلة فلسطينية أخرى، واجب تنفيذها خلال 21 يومًا فقط.

وهددت بلدية الاحتلال العائلات بهدم المنازل بشكل جماعي بعد انقضاء المهلة المحددة وفرضت غرامات مالية باهضه على أصحاب البيوت حتى يتم دفع تكاليف الهدم، وهو ما جعلها تعيش في قلق دائم.

تقول أبو ذياب: "منذ 2005 بدأت سلطات الاحتلال بإخطارنا بهدم المنزل، توجهنا إلى المحاكم أكثر من مرة دون جدوى. فمن الواضع أن الهدف من هذه الإجراءات هو إخراجنا من الحي لصالح المستوطنين والسيطرة بشكل كامل على المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.

ومنذ صدور الإخطار الأخير تخشى أبو ذياب من الخروج إلى المنزل حتى للصلاة في المسجد الأقصى، خشية أن تستغل البلدية هذا الغياب ويقوموا بالهدم في أيه لحظة. قالت:" نحن أخذنا قرارانا  لن نخرج من المنزل مهما كلفنا الأمر، وحتى لو هدموه على رؤوسنا".

هذا الحال أثر على حياتها كاملة، فمنذ سنوات لا تستطيع أن تجدد أي شيء في المنزل، الذي يحتاج لترميم وصيانة، بسبب خوفها الدائم بأنه سيهدم في أي لحظة.

وتقول أبو ذياب بالتأثير الكبير على بكل ما يجري في الحي و القدس عموما على النساء، اللواتي يخسرن بيوتهن وأبنائهن وأزواجهن خلال هذه الاحداث "هم يهدموا الماضي والحاضر والمستقبل لنا ليس فقط جدران البيت".

وتابعت أبو ذياب: "كل ما نطلبه أن نعيش في بيتنا و على أرضنا عيشة كريمة، وأن نمارس حياتنا الطبيعية مثل كل العالم. أتمنى أن أستطيع أن أصلح مطبخي أو أن أوسع حديقة منزلي، وأن نتحرك بحرية دون خوف من مستوطن أو جرافة احتلالية تتربص بنا لهدم منزلنا في أيه لحظة".

كلمات دلالية