خبر خمس ملاحظات حول الوضع-هآرتس

الساعة 09:02 ص|31 مارس 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: ايهود اولمرت كان رئيس وزراء عابر صعد سريعا وهبط سريعا وبيرس يعد العدة من الان للعودة الى رئاسة الوزراء، وكيف لا؟ - المصدر).

1.     تعريف حكومة بيبي التي ستطرح اليوم، الدقيق جاء على لسان الوزير اهارون اوزين قبل 27 عاما عندما قاله بصدد حكومة بيغن الآيلة للسقوط: هذه ليست حكومة هذه شكشوكة (بندورة بالبيض)

2.     عندما ستكتب سيرة ايهود اولمرت، سيكون من الممكن تسميتها "صعود رئيس وزراء عابر وسقوطه". وكان عضوا في الكنيست ووزيرا وصل الى ذروة مسيرتها السياسية كرئيس لبلدية القدس. رئيس بلدية القدس يعتبر في نظر يهود امريكا اكثر اهمية من رئيس الوزراء. خلال زياراته الكثيرة الى الولايات المتحدة، كان كبار المليونيرات يفرشون البساط امام اقدامه ويستضيفونه في شقق فاخرة وينقلونه في طائراتهم الخاصة. طابعه الجشع لم يأتيه من والده المتواضع، وانما من الدلال الذي منحته له مدينة القدس. تطلعه الاساسي كان ان يكون ناشطا سياسيا "ذو حظوة وصلات" ولكني لم اسمعه ابدا يقول انه يتطلع لان يصبح رئيسا للوزراء. عندما منحه شارون لقب القائم باعمال رئيس الوزراء حتى يعوضه عن الحقيبة التي يعطيها له، لم يتوقع اولمرت بالتاكيد ان هذا المنصب سيوصله وبهذه السرعة الى رئاسة الوزراء.

مخادع وكريزماتي، ضحية لجشعه الذي ورطه مع القانون، كان اولمرت في اخر المطاف رئيس وزراء لا بأس به. كانت له اتصالات وصلات جيدة مع الجمهور وعلاقة قوية مع الادارة الامريكية، هو تعهد بالسير على طريق شارون – الا ان المشكلة الاساسية كانت انه لم يكن شارون. عندما اخطأ عندما عين عامير بيرتس وزيرا للدفاع، وهيرشزون الفاسد وزيرا للمالية، واخطأ عندما وقع في اغراء مبادرة حالوتس لشن حرب لبنان الثانية ولكن مقابل ذلك صادق على قصف المفاعل السوري وقافلة الصواريخ في السودان، وفقا للمصادر الاجنبية وبادر لاجراء مباحثات مع الاسد بواسطة تركيا واجرى مفاوضات مع الفلسطينيين على اساس مبدأ الدولتين للشعبين. كان بامكانه ان يحظى برصيد اكبر لو وقع في اغراء اعادة جلعاد شليت بالثمن الذي طالبت به حماس.

نهم الطرف هو الذي قضى عليه. انا آمل الا تتسبب الحكومة التي ستطرح اليوم بان نشتاق لاولمرت ولعهده.

3.     لا حاجة لان يكون الواحد عالما حتى يقول ان لـ بيبي وباراك نفس الـ دي – ان – اي. كلاهما فخوران بنفسيهما، وكلاهما لا يكترثان لحزبهم. باراك لا يخشى من بيرتس وبيبي لا يخاف من سلفان. بيبي بقي نفس الشخص من الناحية الايديولوجية ولا تتوقع منه ان يتصرف مثلما مناحيم بيغن عندما فاجأنا بالسلام مع مصر واعترف في كامب ديفيد بـ "حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة". اما باراك فهو متمركز حول عبقريته، الا انه ليس بسياسي. سلوكه نحو رفاقه في الحزب يتسم بالتعالي رغم التربيت على الاكتاف على طريقة وحدة هيئة الاركان الخاصة التي كان يترأسها. فكرة اقامة عمل تجاري للاستشارة وانتاج العلاقات لـ 800 حتى 900 شخصية بارزة في اسرائيل (اغلبيتهم بفضل علاقاتهم مع باراك) لزوجته تشير الى خلل في شخصيته وطبعه، وكأن كل شيء مباح له. ميزته الوحيدة هي ان اغلبية الجمهور تريده وزيرا للدفاع. ولكن من يدعي ان حزب العمل سيكون الذيل المتحرك للكلب مخطىء. الشرخ مع ادارة اوباما منقوش على الجدار مع اغلبية مطلقة لليبرمان وبيبي ومن دون ازالة البؤر الاستيطانية.

4.     تسيبي لفني تؤمن حقا بالسياسة الاخرى ، من دون غمزات ولمزات وخداع. وليس صدفة ان حزبها كان الاكبر في هذه الانتخابات. من يعتقد انها ساذجة وغير ناضجة مخطىء. هي تعرف بالضبط اين تكمن كل الحيل وقد عقدت العزم على تغيير طريقة خذ وخذ. الكثيرون يعتقدون انها اخطأت عندما لم تخضع لابتزاز شاس وتوجهت نحو الانتخابات اما هي فلا. هي برهنت في الانتخابات ان حزب العمل آخذ في التلاشي وان باراك ان عاجلا او اجلا سيلتفت لنفسه فقط. وفي انها لم تستجب لاغراء بيبي بان تصبح وزيرة للخارجية في حكومته الامر الذي مكنها من وضع نفسها وحزبها كاديما على الخارطة السياسية. الان يتوجب عليها ان تتصرف كحكومة ظل بديلة وان تقض مضجع حكومة بيبي – باراك – ليبرمان كرئيسة لمعارضة كفاحية. حكومة بيبي هذه هي اصلا لن تعمر طويلا بعشرات وزرائها ونوابها.

5.     وفقا لنكتة ذات لحية اكتشف علماء الاثار في احد الاهرامات تابوتا وعندما فتحوه وجدوا المدفون الميت وهو يتحدث. السؤال الاول الذي سأله كان: هل ما زال شمعون بيرس وزيرا للخارجية؟ سؤال غريب؟ ليس كثيرا. الدليل: بيرس يستعد الان للخروج في حملة لاقناع العالم بان الحكومة الجديدة تتطلع لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين. وهذا شريطة ان يتمكن مع انتهاء ولايته كرئيس للبلاد في ان يخوض الانتخابات كرئيس للوزراء.