إسرائيل تتحمل مسؤولية تجاه غزة كقوة محتلة

سلام فياض: غزة غير قابلة للحياة نتيجة الحصار الخانق الذي يقيد حرية مليوني فلسطيني

الساعة 11:54 م|05 أغسطس 2021

فلسطين اليوم- وكالات

أكد سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، أن غزة غير قابلة لاستمرارية الحياة فيها بسبب عدم توفر الموارد الحيوية من مياه الشرب وكهرباء، وخدمات أساسية أخرى، ناهيك عن الحصار الخانق الذي يقيد حرية الحركة لحوالي مليوني فلسطيني.

وقال فياض في تصريحات خاصة لدار الحياة خلال لقاء ضم نخبة من الإعلاميين عبر الدائرة الالكترونية "الزوم" : لا أدري لماذا يتحدثون عن إعادة إعمار غزة بمعزل عن الاحتياجات الحيوية والأساسية لسكانها، وكأنها سنغافورة"، "الأمور كانت تسير فيها على خير ما يرام، ولكن إسرائيل بعدوانها هدمت الأبراج السكنية، ودمرت الطرق، فإذا تم إصلاح ذلك وأعادوا تعمير ما تهدم ستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي"، مستطردًا بأن "الحقيقة مختلفة تمامًا".

وبين فياض أن هناك حراكًا دوليًا حول الإجراءات التنظيمية والوسائل اللازمة بشأن إعادة إعمار غزة قبل نهاية العدوان الأخير على غزة، مضيفًا :وكانت هناك محاولات للتعاطي مع التحفظات التي تضعها إسرائيل على بعض المواد التي لا تسمح بإدخالها إلى غزة، وتم الحديث كذلك  عن تشكيل لجنة من شخصيات وطنية جامعة لتدير ملف إعادة الإعمار لافتا إلى أنه مازال هناك ما لم يتم إعماره مما خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 ، ورغم وجود آليات دولية، إلا أنها لم تنجز ولم تحقق المطلوب.

ورأى فياض  أن الأمر يتطلب وجود حكومة واحدة تمثل غزة والضفة معًا ويكون من ضمن مهامها إعادة الإعمار عوضًا عن التفكير في إطار مؤقت لإعادة الإعمار ".

ولفت فياض إلى أن إمكانية استدامة الاقتصاد في حالة الإغلاق "مستحيلة"، قائلًا : "لا يمكن بل من المستحيل وجود حركة اقتصادية قابلة للاستدامة في غزة في ظل الإغلاق فضلًا عن تقييد حركة التجارة"، محذرا من أنه إن لم يتم معالجة كل هذه الأمور الحيوية، فإنه لا يمكن أن تتوفر مقومات الحياة الطبيعية في غزة، مشددا على أن الأوضاع الحياتية البائسة في غزة لا تتوقف فقط  على إعادة الإعمار.

وقال: أن الحديث عن إعادة الإعمار بمعزل عن  عدم تناول الاحتياجات الأساسية والخدمات الحيوية معا هو تجزئه للموضوع أكثر من اللازم

ورأى أن الحكومة الفلسطينية (في غزة والضفة) يجب أن تلتفت إلى كافة احتياجات الناس التي من شأنها أن تساهم في وضع اقتصادي مستقر، معتبرًا أن هموم الناس واحتياجاتهم الأساسية من توفير منظومة صحة وتعليم ووظائف، كلها قضايا جوهرية وأكبر بكثير من إعادة الإعمار.

وطالب فياض بضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤوليتها تجاه قطاع غزة كقوة محتلة ، موضحًا أن إسرائيل تحتل غزة وتسيطر تمامًا على كل منافذ القطاع برًا وبحرًا، ولذلك يجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة كسلطة احتلال.

وقال  "إن هذا الوضع يحتاج، في الوقت الراهن، لمتابعة من قبل كيان تمثيلي واحد يمثل الفلسطينيين جميعًا بمختلف توجهاتهم بمن فيهم حماس"، مبديًا غضبه الشديد للسماح لإسرائيل بالاستفراد بغزة والتدخل في حياة الفلسطينيين، إلى جانب تحكمها فيما هو مسموح بإدخاله إلى غزة من مواد بناء، محملًا المسئولية للقيادات الفلسطينية (دون أن يسمها).

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق : "إن مشكلتنا الحقيقة اليوم تتمثل في أننا دخلنا في دوامة من عدم الرضا والسخط الشديد والتناحر فيما بيننا، فحرفنا الأنظار يعيدًا عن الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق أبنائنا وبناتنا  في الضفة و في غزة".

(حكومة فلسطينية بمشاركة "حماس")

وحول مدى إمكانية قبول المجتمع الدولي بحكومة فلسطينية تشارك فيها حركة "حماس"، قال سلام فياض : "أشعر بالضيق والغضب عندما أسمع هذا الطرح، عندما يكون هناك أمر جدي يستطيع أن يقدمه لنا المجتمع الدولي عندئذ استمع له"، مستكملاً : "لم أسمع يومًا المجتمع الدولي قال لإسرائيل (قبل أي شيئ نريد منك أن تعترفي بحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي التي احتلتها في 5 يونيو عام 1967 وتشمل القدس الشرقية )".

وتابع : "نحن دائمًا نطرح هذا السؤال، ما يقبله المجتمع الدولي وما لا يقبله، تحت هذا العنوان أضعنا سنوات طويلة وتعثرت إمكانية وحدتنا"، وزاد : "يجب أولًا أن انتصر لشعبي واحتياجاته واستمع لرغبته الصادقة في تحقيق الوحدة".

وأضا ف فياض : "المجتمع الدولي لن ينفعنا بشيء، كما أنه لا يتعامل إلا مع القوي،  فالانقسام هو عنوان الضعف وهو مدخل للتعامل معنا بشكل فردي وليس جمعي"، لافتًا إلى أن قناعاته بأن الأمر الذي يتم الاتفاق عليه يجب أن يكون (فلسطينيًا خالصًا) وقتها سيصبح العالم مضطرًا للتعامل معه.

ودعا الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم إلى أن يسألوا أنفسهم ، ما هو الممكن أن نقوم به وطنيًا ؟، وما هو الأمر الضروري الذي يجب أن نفعله من أجل خلق هذا الجسم شامل التمثيل الذي لا يستثني أحدًا ويضم الكل الفلسطيني ويفضي إلى انتخابات بعيدًا عن كل عوامل الضعف والقصور التي حدثت في السابق.

وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق : "يجب أن نقرر نحن كفلسطينيين أولًا، والجميع يجب أن يشارك وأن يكون حاضرًا وممثلًا، لا أحد ينوب عن أحد"، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية هي في الأساس مشروع التحرر الوطني ولكن لها أبعاد حياتية مختلفة.

واعتبر أن البناء الديمقراطي والتحرر الوطني مساران متلازمان لا ينفصلان على الإطلاق، وقال، في هذا الصدد، : "لن نتحرر إذا لم نبن، ولن نبني إذا لم نتحرر"، مؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني هو سيد نفسه وهو صاحب القرار ومصدر الشرعية ومصدر السلطة.

واختتم قائلًا: "فلتقرر مكونات هذا النظام السياسي ما تراه مناسبًا وطنيًا وفلسطينيًا"، مضيفًا : "من خبرتي المتواضعة في العلاقات الدولية إذا تم التوافق الفلسطيني على صيغة محددة سيضطر العالم للتعاطي معها".

زيارة غزة والاجتماع مع قادة "حماس

وعلق فياض على الاجتماعات التي عقدها مع قادة حركة "حماس" خلال زيارته الأخيرة إلى غزة، وموقفها من منظمة التحرير، قائلًا : "قادة حماس يقولون إنهم غير مستعدون".

كلمات دلالية