تقرير المتفوق عمر أبو روك انتصر على نفسه: دموعه حرقت القلب.. فما حكايته؟

الساعة 09:56 ص|05 أغسطس 2021

فلسطين اليوم

غزة / أمل خالد الوادية :

أن تقتلك عقارب الانتظار طوال الليل والتفكير بتعب السنوات، وتشتهي النوم لكن يجتاح عقلك تساؤلات إجابتها ستُزف صباحاً، وتخيلات تكاد تنهي توقعاتك وآمالك، فكلما اقترب الوقت للإعلان عن نتائج الثانوية العامة بقطاع غزة وهي تمر الدقيقة على جسده المرتعش كأنها ساعة، فمنذ ساعات الصباح الأولى وعيونه تراقب هاتفه الذي عبره ستصله نتيجة تعب وجهد السنوات، ومع دقة عقرب الساعة العاشرة صباحاً تحول الخوف والتوتر والإجهاد النفسي إلى دموع الفرح والنجاح وتفوق حصده بتعب جبينه؛ ليُحول إعاقته إلى قصة فخر وتفوق باهر.

هكذا كانت حكاية الطالب المتفوق عمر مسلم أبو روك الحاصل على معدل 99.4 (الفرع العلمي)، من مدرسة المتنبي الثانوية للبنين شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، الذي تحدى ظروف إعاقته، و الأوضاع التي شهدها قطاع غزة من اجتياح فيروس كورونا انتهاءً بالحرب الأخيرة.

ظروف استثنائية

يقول الطالب عمر لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية:" حين كنت بعمر السنتين اكتشف أهلي ضعف في قدماي ثم أجريت عمليات عدة فقدت خلالها قدرتي على المشي".

لم تكن إعاقة عمر الوحيدة التي كانت سبباً ليعيش ظروف صعبة، بل دخول فيروس كورونا لقطاع غزة الذي غيّر كل المعادلات والحسابات لطلبة الثانوية العامة، وجعل دوامهم بشكل جزئي بالمدارس، تبعه تفكير عمر بالقادم وتساؤلاته إلى أين سترسو به الأوضاع، لكن الذي لم يكن بالحسبان هو شن الاحتلال الاسرائيلي حرباً على قطاع غزة الأمر الذي دمر نفسية عمر فلم يستطع الدراسة طوال تلك الفترة، فحين كان يسرق بعضاً من الوقت للدراسة تخرق آذانه أصوات صواريخ طائرات الاحتلال، وينتابه الخوف، وانعدام التركيز بالدراسة.

الطالب المتفوق عمر أبو روك (1).jpeg
 

الانتصار على الذات

لم تضعف عزيمة وإرادة الطالب المتفوق على إثر الظروف الصعبة التي عاشها، فكان إيمانه بالله هو سلاحه الذي يقاوم من خلاله لحظات الإحباط والخوف، ليحقق انتصاره بتفوقه بمعدل عالِ يسمعه جميع أبناء فلسطين.

يكمل أبو روك حديثه لمراسلة وكالة فلسطين اليوم: "لم تكن سنة التوجيهي مرحلة سهلة، لكني بفضل الله تعالى استطعت أن أُدير أموري بأكمل وجه، ونجحت في التأقلم على ظروف كورونا وفترة الدوام الغير منتظم، فكلما عصف بي شعور الإحباط، والخوف أنظر إلى القصاصات التي علقتها أمام مكتبي كالآية القرانية :"ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" فهي التي ترطب فمي بذكر الله وتذكرني بأن الاستغفار مفتاح الفرج، وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها".

و عبر الطالب المتفوق عمر عن فرحته فور وصوله رسالة تحمل في طياتها تعب وسهر الليالي وحصاد ثمار 12 عام من الدراسة، فحين رأى معدله 99.4 سبقته دموع الفرح والانتصار من رحم المعاناة.

 

 الرضا أساس النجاح

أن تملك القناعة كأنك مالك الدنيا، وتكتفي برضا نفسك عليك أولاً، حتى تقضي على التفكير السيء، وتبقى محتفظاً بدراستك، ومواظباً على تركيزك، حتى لو انتهى اليوم وأنت لم تدرس سوى القليل، هكذا كان رضا عمر عن نفسه وبإنجازه اليومي.

يقول عمر:" لم يكن لدي عدد ساعات دراسة محددة التزم فيها، كنت أرى الدراسة شيء نفسي، فإذا كنت قادراً عليها أدرس وأكمل حتى النهاية، لأن الدراسة تحتاج إلى تركيز كبير، فكنت أدرس وأنا مرتاح نفسياً يغلبني الرضا الذاتي بما أنجزته طوال اليوم حتى لو أقل القليل، فكنت أنام وكلي قناعة بنفسي، وطاقة إيجابية تعينيني لإنجاز المزيد".

وأكد أبو روك أنه اعتمد على نفسه طوال فترة الدراسة، فكان يرى نفسه بمعركة هو صاحبها، يُديرها حسب ما ترغبه نفسه، فبعد أن ينجز إنجازه يأخذ استراحة مقاتل ويهرب إلى تلك الآية التحفيزية

"وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".

الطالب المتفوق عمر أبو روك (2).jpeg
 

حلمه ورسالته

من جد وجد ومن زرع حصد، حقق عمر نجاحه بتعب جبينه وسهر الليالي، فكانت فرحته لا توصف حين وصلته رسالة المعدل، يقول:" حلمي أن أدخل تخصص البرمجة فهو يشعرني بالراحة و طريقة عمله تناسبني، فهذا التخصص يدخل في كل شيء في حياتنا وربنا يوفقني بما هو قادم".

أما رسالته إلى طلبة الثانوية العامة الجُدد  فكانت الاعتماد على الله أولاً ثم التأكد أن الله عند حسن العبد حين يظن به خيرا، مع العمل بكل قدراتهم وجهدهم ليحققوا تفوق باهر، فهذه معركتهم وزرعهم الذي سيتحقق بعد تعب وعناء.

وفي ختام حديثه، أهدى الطالب المتفوق عمر أبو روك نجاحه إلى أرواح شهداء فلسطين، ولعائلته، ولمعلميه الذين ساعدوه خطوة بخطوة، ولكل من شاركه فرحته بالنجاح.

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية